نبينا محمد ﷺ

الكذب على رسول الله

الكذب على رسول الله ﷺ :

يطيب لنا أن نتنسم عبير المسك ، ورائحة العنبر ، عندما نتجول في بستان النبوة ؛ نقطف من أزهارها اليانعة ، من أقواله ، وأفعاله ، وحركاته ، وسكناته ، وإشراقات تجلياته ، صلى الله عليه وسلم .

وصاحب السنة هو الرحمة المهداة ، والنعمة المُسداة ، صلى عليه ربه ومولاه ، وزكاه تزكية لم يصل إليها مَلَكٌ مُقرب ، ولا نبيٌّ مُرْسَل ؛ قال الله تعالى : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “. (القلم : 4)

اقرأ -يا مسلم- سنة نبيك ؛ فهي منهج حياة ، فيها النجاة ، بإذن الله .

وينبغي علينا أن نتحرى الدقة في نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا ننقل أحاديث غير صحيحة ؛ حتى لا نقع تحت التحذير النبوي الشديد : ” من كذب عليَّ متعمدًا ؛ فليتبوأ مقعده من النار “. (البخاري)

إذا كان الكذب حرام على عموم الناس ، فإن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد وأعظم ، فإنه من أقبح المنكرات ، ومن أكبر الكبائر ، فمن خصائصه صلوات الله وسلامه عليه أن الكذب عليه ليس كالكذب على غيره ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ” إن كذِبًا عليَّ ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار “. (رواه البخاري)

قال القاضي عياض : { وإذا كان الكذبُ ممنوعًا فى الشرع جملةً فهو على النبى عليه الصلاة والسلام أشد ؛ لأن حقَّه أعظم ، وحق الشريعة آكد ، وإباحة الكذب عليه ذريعة إلى إبطال شرعه، وتحريف دينه }.

وقد توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكذب عليه متعمدًا بأشد العذاب ، وقد تواترت الأحاديث في بيان عِظَم حرمة وجريمة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم ، وأن الكذب عليه ليس ككذب على أحد ، وأن من كذب عليه متعمدًا فقد تبوأ مقعده من النار .

فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار “. (رواه البخاري ، ورواه مسلم في مقدمة صحيحه)

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تكذبوا عليَّ ، فإنه من كذب عليَّ فلْيَلِجِ النار “. (رواه البخاري)

وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن من أعظم الفِرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه ، أو يُريَ عينه ما لم ترَ ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل “. (رواه البخاري)

أسأل الله -جلّ في عُلاه- أن يرزقنا العلم والعمل بسنة الحبيب ، والاقتداء بالصحب القريب ، إنه سميعٌ مجيب .

اللهم اجمعنا مع النبي الأمي العربي ، الذي لم يترك خيرًا إلا ودَلَّنَا عليه ، ولا شرًا إلا وحذرنا منه .

يا خاتم النُّبآء إنك مرسلٌ … بالخير كل هدى السبيل هداكا

إن الإله ثنى عليك محبةً … في خلقه ومحمدًا سمَّاكا

ندعوكم لقراءة : الحديث النبوي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى