أخلاقيات 2
أخلاقيات :
- الحياء :
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الحياء شعبة من الإيمان “. (رواه الشيخان)
– وقال أيضا : ” الحياء لا يأتي إلا بخير “. (رواه الشيخان)
– ثم تأتي أيام – نعيشها الآن– ويخرج رجل إلى الشارع متجردًا من ثيابه كيوم ولدته أمه جهارًا نهارًا ، وتتحدث عنه الصحف ، وآخر يتبول في الشارع –بلا حياء– والناس يمرون ، وهو لا يبالي .
– بينما نكاد نسمع الآن – بأذن إيمانية – قول ابن عباس – رضي الله عنهما– (( إني أستحي من الله أن يراني في الحمام متجردًا )). (سير أعلام النبلاء للذهبي : 3 / 355)
– وعلى صفحة ( حوادث وقضايا إنسانية ) بجريدة الأخبار ، وتحت عنوان طبيب يصور زميلاته في الحمام !!
كارثة أخلاقية وقعت في مركز صحة المرأة بالأقصر ، بطلها طبيب شاب ، استغل وجود دورة تدريببية للطبيبات ، وقام بتصوير الطبيبات وهن في دورة المياه من خلال تليفونه المحمول !! اكتشفت ذل احدى الطبيبات عند دخولها دورة المياه . (جريدة الأخبار – العدد : 18270 – بتاريخ 5 من نوفمبر 2010م)
– ولا حول ولا قوة إلا بالله – ضاع الحياء ، وعم البلاء .
– وحقيقة الحياء -كما قال العلماء- : { خُلُق يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق }.
– وقال الجنيد (رحمه الله) : { الحياء رؤية الآلاء –أي النعم- ، ورؤية التقصير ، فيتولد بينهما حالة تُسمى حياء والله أعلم }. (رياض الصالحين – كتاب الأدب ص175)
– فمن كان الحياء ثوبه ، لم ير الناس عيبه .
– ولله در القائل :
إذا لم تخش عاقبة الليالي … ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير … ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
(من كتاب أحداث النهاية للشيخ محمد حسان ص119)
- دمعة من خشية الله :
– قال عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما– : (( لأن أدمع دمعة من خشية الله –عز وجل– أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار )). (صفة الصفوة : 1 / 277)
– وكان ابن عمرو يطفئ السراج بالليل ، ثم يبكي حتى رسعت عيناه وهذا ما رواه يعلى بن عطاء عن أبيه الذي كان يضع الكحل لابن عمر. (حلية الأولياء : 1 / 290) – (رسعت عيناه : أي تغيرت وفسدت والتصقت أجفانها)
– ورسولنا الأكرم يقول : ” لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا ” ، قال أنس : فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين . (رواه البخاري : 4621 – ومسلم : 134 / 2359)
– ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : ” رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه “. (البخاري : 660 – مسلم : 1031)
– وهناك من يبكي فرحًا أو حزنًا أو فزعًا أو رياءً -والعياذ بالله- أو وجعًا أو شكرًا أو خشيةً من الله تعالى .
– ودمعة في سبيل الله تطفئ أمثال البحور من النار ، كما قال يزبد بن ميسرة (رحمه الله) .
– ونرى في أيامنا من يبكي على فراق الحبيب ، وهناك من يبكي على خسارة فريقه الذي يشجعه ، وإليكم هذا المثال العجيب : مشجع كروي تونسي اسمه ( سيف الإسلام حاجي ) يشجع فريق ( الأفريقي التونسي ) أقسم ألا يحلق شعره إلا إذا فاز فريقه على الفريق المنافس له وهو ( الترجي ) .. ولم يفز الأفريقي على الترجي طوال عشرة أعوام .. ومع كل هزيمة لفريقه يبكي بكاءً شديدًا ، ولا يستطيع أحد أن يسكته ، ولا يأكل ولا يشرب لساعات طويلة قد تمتد لأكثر من يوم كامل .. وأخيرًا فاز الأفريقي على الترجي في يناير من عام 2007م بهدف مقابل لا شيء .. فحلق شعره بعد عشرة أعوام ، وابتسم وضحك واحتفل وكفّ عن البكاء ، بعدما فشل أهله وأصدقاؤه طوال هذه السنين من إقناعه بحلق شعره وتغيير ملامحه ، وكان شكله مخيفًا مثل الغوريللا .. وانتهت الأزمة !!
- عنصرية بوش :
– ( نقاط القرار ) اسم لكتاب الرئيس الأمريكي الأسوأ جورج دبليو بوش وهو عبارة عن مذكراته التي صدرت يوم الثلاثاء الموافق للتاسع من نوفمبر عام 2010م . المذكرات تغطي أربعة عشر قرارًا حاسمًا وتاريخيًا ، اتخذها بوش خلال حياته الشخصية ، وفترتَي رئاسته .
– تصوروا !! فهو لا يعتبر خسائر الحروب التي أشعلها ، ولا إعصار كاتلاينا المدمر لمدينة ( أورليانز ) ذات الأغلبية السوداء والتي غرقت تحت المياه هي الأسوأ في فترتي رئاسته .. ولكن الأسوأ بالنسبة له ، اتهام المغني ( كيني ويست ) بأنه عنصري لا يهتم بالسود !! – لقد اكتفى بالتحليق بالطائرة فوق مدينة ( أورليانز) !! ولقد اعترف بوش بأنه أخطأ ، وكان بطيئًا في مواجهة الكارثة !! وهو لا يندم على حروبه وأفعاله وتصرفاته التي أودت بخياة مئات الآلاف من الأبرياء .. وتسبب في أسوأ أزمة اقتصادية .
– وهو لا يندم –كذلك– على أنه أمر بتعذيب ( خالد الشيخ محمد ) المشتبه أنه مدبر هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، واعترف أنه أعطى موافقته على استخدام الإيهام بالغرق ضد خالد .. ويسمح كذلك لمنظمات حقوق الإنسان بملاحقته قضائيًا بتهمة التعذيب !!
– إن كلام هذا البوش في كتابه -عن الإسلام والمسلمين بالذات– كصرير باب ، وطنين ذباب ، ولا يضر أولي الألباب ، ولا يأبه له السحاب .
– ولقد أبدع شاعرنا الرائع ( فاروق جويدة ) في قصيدته التي وجهها له عند رحيله بعنوان : ( ارحل وعارك بين يديك ) .. ولا يتسع المجال لها الآن .
- فساد :
– سمعنا ما أذاعته وكالات الأنباء عن الفساد العربي الذي أضاع على العرب وشعوبهم ما قيمته ألف مليار دولار ، وذلك خلال خمسة عقود فقط ، أي خلال خمسين عامًا !!
– وتؤكد منظمة الشفافية الدولية أن الفساد يعد كابوسًا يلتهم كل خطط التنمية !!
– كتب الأستاذ سيد علي في مقال له بالأهرام يوم 23 / 5 / 2009م يقول : { لا يوجد هواء أو غذاء أو ماء أو دواء ملوث .. هناك بشر ملوثون ، يفسدون البر والبحر والجو } .. صدقت يا رجل !!
- سياسة :
– امتدح الرئيس العراقي ( جلال طالباني ) احتلال أمريكا للعراق !! قال –لا فض فوه– : { إنها قدمت لهم خدمة جليلة بإرساء الديمقراطية الفريدة ، وحكومة منتخبة ، وبرلمان ، وحرية صحافة !! }
– بينما نجد في مصر أن الذين شيعوا مصطفى السلاب في الجنازة وأمام الشعب كانوا يصوتون بدموعهم على أنه نائب الفقراء في دائرة الأثرياء – اللهم ارحمه- .
- رسائل وكاميرات المحمول :
– أحدث أساليب التحرش !! فهناك معاكسات عبر رسائل SMS أو عبر النت أو المواقع الإلكترونية ، ليضاف إلى أنواع التحرش الجنسي ولكن بشكل غير مباشر ، وغير أخلاقي أيضًا ، فهذا ليس عن طريق الملامسة أو الكلام أو النظرات ، وهو موجود شائع في مجتمعاتنا -للأسف الشديد– ولكن باستخدام الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي نأخذ منها السلبي أكثر من الإيجابي بكل أسف .. ولقد كشف ( المركز المصري لحقوق المرأة ) في دراسة له عن ظاهرة التحرش الجنسي أن 83% من المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي !!
- مكارم الأخلاق :
– أحب مكارم الأخلاق جهدي … وأكره أن أعيب وأن أُعابا
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، وفي رواية : ” صالح الأخلاق “. (أخرجه أحمد في المسند : 2 / 318 ، والبخاري في الأدب المفرد : 273)
- صلح فريد من نوعه :
– وقع خلاف بين الحسن بن علي –رضي الله عنه– وأخيه محمد بن الحنفية –رحمه الله- ، ومشي الناس بينهم بالنميمة ، فكتب إليه محمد بن الحنفية : { أما بعد ، فإن أبي وأباك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه– لا تفضلني فيه ولا أفضلك .. وأمي امرأة من بني حنيفة ، وأمك فاطمة الزهراء –رضي الله عنها– بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلو ملأت الأرض بمثل أمي ، لكانت أمك خيرًا منها ، وقد قال جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم : “…. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ” ، فإنك أحق بالفضل مني ، والسلام }. (الكشكول لبهاء الدين العاملي ص1413)
– لقد أسرع الحسن بالفعل لاسترضاء أخيه ، وصالحه ، وقبله ، فما بالنا نرى خصومات إخوة لأب وأم تستمر سنوات ، بل قد يموت أحدهما وهو في خصومة مع أخيه !! هذا يحدث ونراه ونسمع عنه في أيامنا هذه في كل مكان للأسف الشديد !! والله الذي لا إله غيره ، أعرف أكثر من واحد وأكثر من واحدة في خصومات وصلت إلى ساحات المحاكم ، ووصلت إلى الضرب والدماء .. وأقرأ في الصحف عن حالات وصلت إلى القتل والعياذ بالله ّ!! والله – جل في علاه– أوصانا بالأرحام فقال سبحانه وتعالى : ” وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ “. (النساء : 1)
– وقال أيضًا : ” وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ “. (الرعد : 21)
– وها هو المعصوم صلى الله عليه وسلم يقول : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه “. (البخاري : 6128 ، ومسلم (74 – 75 / 47))
– وقال في حديث آخر : ” من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه “. (البخاري : 5986 ، ومسلم (30 – 21 / 2557))
- الصبر الجميل :
– سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن : الصبر الجميل ، والصفح الجميل ، والهجر الجميل ، فقال -رحمه الله- : { الهجر الجميل : هو هجر بلا أذى ، والصفح الجميل : هو صفح بلا عتاب ، والصبر الجميل : صبر بلا شكوى }.
- ثمانيةٌ زينة لثمانيةٍ :
– قال رجل حكيم : ثمانية أشياء هن زينة لثمانية :
{ العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة النعمة ، والصبر زينة البلاء ، والحلم زينة العلم ، والتذلل زينة المتعلم ، وكثرة البكاء زينة الخوف ، وترك المنة زينة الإحسان ، والخشوع زينة الصلاة }.
– يا لها من أخلاق لو عملنا بها ، لفزنا ورب الكعبة .
- حلاوة العبادة :
– قال العابد أحمد بن حرب –رحمه الله- : { عبدت الله خمسين سنة ، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء : تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق ، وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين ، وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة }.
- وحشية :
– مخرج هولندي يشهد : { رأيت شارون يقتل طفلين فلسطينيين على مدخل مخيم ( صبرا شاتيلا ) عام 1982م ، وقال إن بعض الأطفال –وتتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات– كانوا متواجدين بالمكان آنذاك ، وما هي إلا لحظات ، حتى أُفاجأ بشارون وهو ينزع مسدسه الشخصي من حزامه ، ويطلق النار صوب طفل ليقع أرضًا على الفور ، ثم رصاصة أخرى ، سقط بعده الطفل الآخر ، موضحًا أن شارون بدا وكأنه يقتل أرنبًا أو حيوانًا ليس له قيمة !! }.
– وكان المخرج الهولندي ( جورج سلويتسر ) قد اصطحبه اثنان من الجيش الإسرائيلي إلى شارون الذي كان يشغل آنذاك وزير الحربية كي يوقع له على إذن يصرح له العمل صحفيًا .
– وذكر المخرج –وهو يهودي الديانة– أن السبب وراء بوحه بهذه الأسرار تأتي بسبب غضبه الشديد من ممارسات النظام الإسرائيلي إزاء الشعب الفلسطيني ، والسبب الثاني -وهو الأهم– عندما دخل المخرج في غيبوبة ، فارق معها الحياة لنحو ثماني ساعات ، شعر فيها بطعم الموت ، وما إن بدأت أنفاسه تعود حتى قرر المضي قدمًا في توثيق ما رآه بأم عينيه !!
– يُذكر أن المخرج الهولندي كان يعرض فيلمه الوثائقي في مهرجان الأفلام الوثائقية الدولية بالعاصمة الهولندية أمستردام ، عندما كشف عن هذه المفاجأة !!
– والله ما هذه بمفاجأة من سفاح اعتاد على سفك الدماء طوال حياته ولا يتورع أبدًا عن قتل النساء والأطفال والشيوخ في أي وقت وبأي شكل دونما وازع من ضمير ، فمثل هذا قد مات ضميره .. وها هو شارون قبل موته أخذ ينتقل من مستشفى لآخر وهو في غيبوبة لا يعلم مداها إلا الله ، يرافقه فيها ابنه الذي أسس لنفسه حينها مكتبًا خاصًا بجوار المستشفى ليمارس عمله فيه وهو بجانبه وكأن السماء أبت ان تستقبل روحه الشريرة ، كما لفظته الأرض !! إنه درس لكل ظالم .
- أحسن الناس خُلقًا :
– قال أنس بن مالك –رضي الله عنه- : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا ، وكان لي أخ يقال له أبوعمير ، فكان إذا جاء رسول الله فرآه ، قال : أبا عمير ، ما فعل النغير ؟ ، قال : فكان يلعب به “. (البخاري : 5850 ، ومسلم : 2150) – ( والنغير : تصغير النغرة ، واحد النغر ، وهي : طير كالعصافير حُمر المناقير ، وكان لأبي عمير واحد منها يلعب به )
– أرأيتم كيف كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم –حتى مع الأطفال الصغار– وكيف كان يسأل الطفل عن طيره الذي يلعب به .
– أرأيتم أخلاقًا كخلق حبيبكم المصطفى ؟ هل رأيتم تواضعًا كتواضعه صلى الله عليه وسلم ؟!
– قال الملك –عز وجل– في حق النبي الأجل صلى الله عليه وسلم : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “. (القلم : 4)