من رحيق كلامهم

هي الجنة 1

قال المبشر بالجنة عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه : ” ألا إن لله عبادًا كأنهم رأوا أهل الجنة في الجنة مخلَّدين ، وأهل النار في النار معذَّبين ، شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ، وأنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ، صبروا أيامًا طويلة ، لعقبى راحة طويلة “. (البداية والنهاية لابن كثير / ج8 – ص7)

كل ذلك من أجل الجنة التي فيها : ما لاعينٌ رأت ، ولا أُذنٌ سمعت ، ولاخطر على قلب بَشَر .

إذًا ، هي الجنة .
روحٌ وريحانٌ وربٌ راضٍ غير غضبان ..
ذُلِّلت قطوفُها تذليلًا ..
يتكئ أهلها على الأرائك ..
لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا ..
لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا ..
إلا قيلا سلامًا سلامًا ..
في الجنة لقاء بلا فراق ..
وصحة بلا مرض ..
وأُنس ومسرة وسعادة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ينادي منادٍ : يا أهل الجنة ، إن لكم أن تصِحُّوا فلا تسقموا أبدًا ، وإن لكم أن تَحيَوا فلا تموتوا أبدًا ، وإن لكم أن تشبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبدًا ، وإن لكم أن تنعَموا فلا تبأسوا أبدًا ؛ فذلك قول الله عز وجل : ” وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِيۤ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” (الزخرف : 72) “.

ولله در الشاعر القائل :

ألا يا نَفسُ ويْحكِ ساعديني … بسعيٍ منكِ في ظُلَمِ الليالي

لعلكِ في القيامةِ أن تفوزي … بطيب العيش في تلك العلالي

الجنة درجات :

قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : ” الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض “. (رواه البخاري ومسلم)

الجنة وابن القيّم :

هذا كلامٌ قيِّم للإمام ابن القيم عن الجنة ، وما فيها ، يقول طيَّب الله ثراه :

“وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرًا لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ، ووصف نعيمها بالفوز العظيم ، وملكها بالملك الكبير ، وأودعها جميع الخير بحذافيره ، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص .

فإن سألت : عن أرضها وتربتها ، فهي المسك والزعفران .

وإن سألت : عن سقفها ، فهو عرش الرحمن .

وإن سألت : عن ملاطها ، فهو المسك الأذفر .

وإن سألت : عن حصبائها ، فهو اللؤلؤ والجوهر .

وإن سألت : عن بنائها ، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ، لا من الحطب والخشب .

وإن سألت : عن أشجارها ، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب .

وإن سألت : عن ثمرها ، فأمثال القلال ، أَلْيَن من الزبد وأحلى من العسل .

وإن سألت : عن ورقها ، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل .

وإن سألت : عن أنهارها ، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى .

وإن سألت : عن طعامهم ، ففاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون .

وإن سألت : عن شرابهم ، فالتسنيم والزنجبيل والكافور .

وإن سألت : عن آنيتهم ، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير .

وإن سألت : عن سعة أبوابها ، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام .

وإن سألت : عن تصفيق الرياح لأشجارها ، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها .

وإن سألت : عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها .

وإن سألت : عن خيامها وقبابها ، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلًا من تلك الخيام .

وإن سألت : عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية ، تجري من تحتها الأنهار .

وإن سألت : عن ارتفاعها ، فانظر إلى الكواكب الطاع ، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار .

وإن سألت : عن لباس أهلها ، فهو الحرير والذهب .

وإن سألت : عن فرشها ، فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب .

وإن سألت : عن أرائكها ، فهي الأسرة عليها البشخانات ، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب ، فما لها من فروج ولا خلال .

وإن سألت : عن أسنانهم ، فأبناء ثلاثة وثلاثين ، على صورة آدم عليه السلام ، أبي البشر .

وإن سألت : عن وجوه أهلها وحسنهم ، فعلى صورة القمر .

وإن سألت : عن سماعهم ، فغناء أزواجهم من الحور العين ، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين ، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين .

وإن سألت : عن مطاياهم التي يتزاورون عليها ، فنجائب أنشأها الله مما شاء ، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان .

وإن سألت: عن حليهم وشارتهم ، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان .

وإن سألت : عن غلمانهم ، فولدان مخلدون ، كأنهم لؤلؤ مكنون .

وإن سألت : عن عرائسهم وأزواجهم ، فهن الكواعب الأتراب ، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب ، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود ، وللرمان ما تضمنته النهود ، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور ، وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور .

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت ، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت ، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين ، وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين ، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين ، يرى وجهه في صحن خدها ، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها ( الصيقل : جلاء السيوف ، والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها حتى بدت أنظف وأجلى ما يكون) ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم ، ولا يستره جلدها ولا عظمها ولا حللها .

لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحًا ، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلًا وتكبيرًا و تسبيحًا ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن كل من رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم ، ونصيفها ( الخمار ) على رأسها خير من الدنيا وما فيها .

ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها ، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسنًا وجمالًا ، ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالًا ، مبرأة من الحبل ( الحمل ) والولادة والحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس .

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها ، ولا يخلق ثوب جمالها ، ولا يمل طيب وصالها ، قد قصرت طرفها على زوجها ، فلا تطمح لأحد سواه ، وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه ، إن نظر إليها سرته ، وإن أمرها أطاعته ، وإن غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني والأمان .

هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان ، كلما نظر إليها ملأت قلبه سرورًا ، وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤًا منظومًا ومنثورًا ، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورًا .

وإن سألت : عن السن ، فأتراب في أعدل سن الشباب .

وإن سألت : عن الحسن ، فهل رأيت الشمس والقمر .

وإن سألت : عن الحدق ( سواد العيون ) فأحسن سواد ، في أصفى بياض ، في أحسن حور ( أي : شدة بياض العين مع قوة سوادها ) .

وإن سألت : عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان .

وإن سألت : عن النهود ، فهن الكواعب ، نهودهن كألطف الرمان .

وإن سألت : عن اللون ، فكأنه الياقوت والمرجان .

وإن سألت : عن حسن الخلق ، فهن الخيرات الحسان ، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان ، فأُعطين جمال الباطن والظاهر ، فهن أفراح النفوس وقرة النواظر .

وإن سألت : عن حسن العشرة ، ولذة ما هنالك : فهن العروب المتحببات إلى الأزواج ، بلطافة التبعل ، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج .

فما ظنك بإمرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس تتنقل في بروج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فيا حسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة والمخاصرة .

وحديثها السحر الحلال ، لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز .

إن طال لم يملي وإن هي أوجزت ، ود المحدث أنها لم توجز .

إن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع ، وإن آنست وأمتعت ، فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع ، وإن قبَّلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل ، وإن نولت فلا ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل .

هذا ، وإن سألتَ : عن يوم المزيد ، وزيارة العزيز الحميد ، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه ، كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر ، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق ، وذلك موجود في الصحاح ، والسنن والمسانيد ، ومن رواية جرير ، وصهيب ، وأنس ، وأبي هريرة ، وأبي موسى ، وأبي سعيد ، فاستمع يوم ينادي المنادي :

يا أهل الجنة ..
إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته ، فيقولون سمعًا وطاعة ، وينهضون إلى الزيارة مبادرين ، فإذا بالنجائب قد أُعدت لهم ، فيستوون على ظهورها مسرعين ، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جُعل لهم موعدًا ، وجُمعوا هناك ، فلم يغادر الداعي منهم أحدًا ، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسيه فنُصب هناك ، ثم نُصبت لهم منابر من نور ، ومنابر من لؤلؤ ، ومنابر من زبرجد ، ومنابر من ذهب ، ومنابر من فضة ، وجلس أدناهم -وحاشاهم أن يكون بينهم دني- على كثبان المسك ، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا ، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم ، واطمأنت بهم أماكنهم ، نادى المنادي :

{ يا أهل الجنة ..
سلامٌ عليكم} .

فلا تُرَّد هذه التحية بأحسن من قولهم : { اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام }.

فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول :
{ يا أهل الجنة ..
فيكون أول ما يسمعون منه تعالى : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني ، فهذا يوم المزيد }.

فيجتمعون على كلمة واحدة : { أن قد رضينا ، فارض عنا }.

فيقول :
{ يا أهل الجنة ..
إني لو لم أرضَ عنكم ، لم أسكنكم جنتي ، هذا يوم المزيد ، فسلوني }.

فيجتمعون على كلمة واحدة : { أرنا وجهك ننظر إليه }.

فيكشف الرب جل جلاله الحجب ، ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا .. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة ..

حتى إنه يقول : { يا فلان ، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا } ، يذكره ببعض غدراته في الدنيا ، فيقول : { يا رب ألم تغفر لي ؟ } ..
فيقول : { بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه }.

فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة .. ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة .. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة .

” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ “. (القيامة : 22-25)

( من كتاب “حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح” / لابن القيم )

اقرأ أيضًا : هــــــــي الجــــنـــــــــة 2

قال رسول الله ﷺ :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون ، ولا يتفلون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الأَلُوَّة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء “. (متفق عليه)

وذكر مسلم أيضًا من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، مصداق ذلك في كتاب الله عز وجل : ” فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” (السجدة : 17) “.

وذكر مسلم أيضًا من حديث سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ” ، قال أبو حازم : فحدثت به النعمان بن أبي عياش ( الرزقي ) فقال : حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن في الجنة شجرة يسير الراكب ذو الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها “.

وذكر مسلم أيضًا عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة. فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك .. فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك ؟ فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا “.

وذكر مسلم أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن أهل الجنة ليتراءون ( أهل الغرف ) من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم .. قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين “.

وذكر مسلم أيضًا عن محمد بن سيرين قال : { أما تفاخروا وأما تذاكروا ، الرجال أكثر في الجنة أم النساء } ، فقال أبو هريرة ألم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : ” إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي بعدها على أضوأ كوكب دري في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقها من وراء اللحم وما في الجنة أعزب “.

وذكر الترمذي من حديث أنس بن مالك قال : ” سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الكوثر ؟ قال : ذلك نهر أعطانيه الله ، يعني في الجنة ، أشد بياضًا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ، قال عمر : إن هذه لناعمة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آكلها أنعم منها “.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنها أنه قيل : يارسول الله ، هل نرى ربنا ؟
فقال : ” هل تُضامون في القمر ليلة البدر دون سحاب ؟ ” ، قالوا : لا ..
قال : ” فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك “.

قال الله الملك الحق : ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ “. (القيامة : 22-23)

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى