هدايا خير البرايا
هدايا الحبيب ﷺ كلها من عند الله ؛ فهو الملك جلَّ في علاه .
من أعظم هدايا الحبيب ﷺ : كلمة التوحيد :
أعظم كلمة في الوجود ؛ لأجلها خُلقـت الخــليقةُ ، وأُرســـلـت الرسل وأُنــــزلــــت الكتب ، وهي الــعــروة الوثـقى .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :
” من قال : لا إلـــــــــه إلا اللـــــــــــهُ وحــــــده لا شــــــريـك لهُ ، له المــلـك ، وله الــحــمــــدُ ، وهو على كل شيء قديرٌ ..
في يوم مائةَ مرةٍ ،
كانت له عدلُ عشرِ رقابٍ ،
وكتبت له مائةُ حسنةٍ ،
ومُحيت عنه مائةُ سيئةٍ ،
وكانت له حِرزًا من الشيطانَ يومَه ذلك حتى يمسي ،
ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثرَ من ذلك “. (صحيح البخاري : ٣٢٩٣)
من هدايا الحبيب ﷺ : الماحيات للذنوب والسيئات :
رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، المعلم ، يتكلم ؛ ليعتق رقابنا من النار ، يريد لنا محو الذنوب والخطايا والسيئات ، هيا نمحوها بإذن رب الأرض والسموات ، فكيف نمحوها ؟
هيا .. هيا ، إلى هدي النبي المعلم صلى الله عليه وسلم :
- امحها بتسبيحك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ، حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر “. (صحيح مسلم)
- امحها باستغفارك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ؛ غُفر له وإن كان فر من الزحف “. (الألباني مشكاة المصابيح : 2353)
- امحها بهذا الذكر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” ما على الأرض أحد يقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كُفرت عنه خطاياه ، ولو كانت مثل زبد البحر”. (الألباني في صحيح الجامع : 5636)
- امحها بعد طعامك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من أكل طعامًا ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه “. (الألباني في صحيح الجامع : 6086)
- امحها بعد لباسك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من لبس ثوبًا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه “. (الألباني في صحيح الجامع : 6086)
- امحها حين الأذان :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدًا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربًّا ، وبمحمد رسولًا ، وبالإسلام دينًا ؛ غُفر له ذنبه “. (رواه مسلم )
- امحها عند الوضوء :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره “. (رواه مسلم)
- امحها بعد صلاتك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من سٕبَّح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين ، وكَبَّر الله ثلاثًا وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون ، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر “. (رواه مسلم)
- امحها قبل نومك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من قال حين يأوي إلى فراشه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛ غُفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر “. (الالباني في صحيح الترغيب : 607)
- امحها إذا قمت من نومك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من تعار من الليل ، فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي ، أو دعا ، استُجيب له ، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته “. (رواه البخاري)
يامَنْ مررتَ على حروف محمدٍ … احذر تمر على الحروف بخيلا
رَدِّد صلاةَ اللهِ واتلُ سلامَهُ … أَكْرِم لسانك بُكْرَةً وأصيلا
ومن هداياه ﷺ التي وعده بها الله :
• عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : ” مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله ، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّهِ .. حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ “. (رواه مسلم)
ومن هدايا الحبيب ﷺ : فضل العشر من ذي الحجة :
هي العشر الأول من ذي الحجة ؛ قال فيها معلمنا الأول صلى الله عليه وسلم : ” ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ” ، قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ” ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه ، وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء “. (رواه البخاري)
عشرة أيام فقط ، ليست شهرًا كرمضان ..
وقتها قصير لا يحتمل التقصير ..
الشياطين بها ليست مصفدة ، فالاجتهاد فيها أعظم ..
والتشجيع عليها أقل ، ليس كل الناس يتنافسون فيها ..
أكثر الناس عنها غافلون -والله المستعان- ..
لا يقومون الليل مثلما كانوا فى رمضان ..
أكثر الناس تراهم تاركين للقرآن بعد رمضان ..
ثم تأتي هذه الأيام التى أقسم الله بها فى كتابه ، ورفع ذكرها ، وضاعف ثوابها .
تُرى كيف نستعد لها :
أولًا : بالتوبة من التقصير بعد رمضان .
ثانيًا : قراءة القرآن :
اقرأ القرآن من الآن و كأنك تبحث عن رسالة ربانية تغير حال قلبك ؛ استعدادًا لها .
ثالثًا : الدعاء :
أطل دعاءك ، وألح على الله في الدعاء ، و لا تترك الدعاء ، استعدادًا ليوم عرفة .
رابعًا : قيام الليل :
تذكر سعيد بن جبير فى اجتهاده فى هذه العشر ، فكان يقول : { لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر }.
خامسًا : الصدقة :
كان بعض السلف يقدم مع كل صلاة صدقة مبررًا ذلك بأن الله أمرنا أن نقدم بين أيدينا صدقة إذا ناجينا الرسول ؛ و مناجاة الله أعظم .
سادسًا : الذكر :
يقول ابن القيم : { القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة ؛ فإذا ذكر الله ذابت هذه القسوة كما يذوب الرصاص فى النار }.
أدعوكم لقراءة : عن الرسول ﷺ – يقولون ونقول – 1
ومن هدايا حبيبكم ﷺ :
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :
” إنَّ ممَّا تذكرونَ من جلالِ اللهِ التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ينعطِفْنَ حولَ العرشِ لهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ تُذكِّرُ بصاحبِها أمَا يُحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالَ له من يُذكرُ به “. (صححه الألباني في صحيح ابن ماجه)
ومن هدايا الحبيب ﷺ التي وعده بها الله ، هذه الأجور العظيمة :
قال رسول الله ﷺ :
” كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم “. (رواه مسلم)
” لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس “. (رواه مسلم)
” أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة “. (رواه مسلم)
” من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا “. (أخرجه مسلم)
” من قرأ آية الكرسي عقب كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت “. (صححه الألباني)
” من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة “. (صححه الألباني)
” من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر “. (صححه الألباني)
” ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت بلى يا رسول الله قال : قل : لا حول ولا قوة إلا بالله “. (صحيح مسلم)
القرآن شافع مشفع :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” القرآنُ شافعٌ مشفَّعٌ ، وماحِلٌ مصدَّقٌ ، من جَعلَه أمامَه قادَه إلى الجنَّةِ ، ومن جعلَه خَلفَ ظهرِه ساقَه إلى النَّارِ “. (صححه الألباني)
القُرآنُ كلامُ اللهِ ، ومَن وقَرَ القُرآنُ في قلْبِه فقد وقَرَ الإيمانُ فيه ، وحملةُ القرآنِ هم المَحْفوفونَ برَحمةِ اللهِ المتعلِّمون كلامَ اللهِ ، وتِلاوةُ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ خيرٌ ممَّا
تحتَ أديمِ السماءِ .
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لِفَضلِ القرآنِ ؛ فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
” القرآنُ شافعٌ ” .. أي : لصاحبِه وقارئِه ، ” مُشفَّعٌ ” .. أي : مَقبولُ الشَّفاعةِ ، ” وماحِلٌ مصدَّقٌ ” .. أي : شاهدٌ مُصدَّقٌ عندَ اللهِ ، ” مَن جعَلَه أمامَه ” .. بأنْ نفَّذَ أوامَره وانتَهى عن نواهيهِ ، ” قادَه إلى الجنَّةِ ” .. بتَسهيلِ الطريقِ إليها ، ” ومَن جعَلَه خلْفَ ظَهرِه ” .. بأنْ خالَفَ أمْرَه ونَهيَه ، ” ساقه إلى النارِ “.
كنز من كنوز الجنة :
قال رسول الله ﷺ لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- : ” ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة : لا حول ولا قوة إلا بالله “. (رواه البخاري في الدعوات ، ومسلم في الذكر)
فينبغي الإكثار منها .
من هدايا الحبيب ﷺ : الحوقلة :
كم أبطلت سحرًا ، وصرفت حسدًا ، وقضت دَينًا ، وفتحت بابًا ، وفرجت كربًا ، وشفت مريضًا ، وأحدثت معجزة .
كل هذا العطاء في طياتها !
تُرى لماذا ؟!
لأنك تبرأت من قوة أهل الأرض كُلِهم ؛ تبرأت من حَوْلِك وإرادتك وتصرفك ، أعلنت ضعفك ، ووكلت الأمور لمن له الحول والقوة المطلقة في السموات والأرض ، وكلت الأمر لمن أمره بين الكاف والنون .
إنها الحوقلة القوة الخفية لمن سقطت قواه ووهنت عزيمته ، وأعلن ضعفه وفقره وانفراده وألمه وعجزه لخالقه .
كنوز الجنة في الحوقلة .. فكيف بكنوز الأرض .
حين تتهاوى طاقتكم ..
حين تشعرون بالعجز ..
حين تبهتون من دواخلكم وترون الحياة بعين العاجز .. حينها كرروا هذا الدعاء وأكثروا منه :
{ اللهم أخرجني من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك }.
لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم .