لغة الضاد

نوادر

النوادر ومفردها نادر أو نادرة وهي الأشياء التي يقل وجودها أو حدوثها ، فالنوادر من المعادن هي نفائسها ، وكذلك النوادر من الأحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعًا ، وبذلك أطلق على الأحداث الغريبة الوقوع والممتعة نوادر .

تعريف ومعنى نوادر في معجم المعاني الجامع :

نوادِرُ : (اسم)
نوادِرُ : جمع نادِرة
نوادِرُ : (اسم)
نوادِرُ : جمع نادِر

نَوادِر : (اسم)
جمع نَادِرَة
نَوَادِرُ الكَلاَمِ : غَرَائِبُهُ
يَأْتِي بِنَوَادِرِ الكَلاَمِ فِي حَدِيثِهِ : يَأْتِي بِالفَصِيحِ مِنْهُ
نادِر : (اسم)
الجمع : نوادِرُ ، المؤنث : نادِرة ، و الجمع للمؤنث : نادِرات و نوادِرُ
صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ندَرَ/ ندَرَ في
نادر الوجود : لا يتكرّر
نادرًا ما : قلَّما
شاذٌّ ، مخالف للقياس
نوادر الكلام : فصيحه ، ما شذّ منه ، غرائبه
صعبُ الحصولِ عليه .

– كتب النوادر :

هناك كتب كثيرة عن النوادر ، ولكن كتاب النوادر لأبي مسحل الأعرابي من أجملها وأجمعها ، وأدعوك لقراءة هذا الكتاب الماتع الممتع ، الذي صدر سنة 1961م عن مجمع اللغة العربية بدمشق .

  • وهذه نبذة قصيرة عن الكتاب :

المؤلف : عبد الوهاب بن حريش الأعرابي أبو محمد ، الملقب بـ أبي مسحل ( المتوفى : نحو 230هـ ).

قال الدكتور عزة حسن رحمه الله : { وكتاب النوادر هذا كتاب في اللغة ، والمادة اللغوية الواردة فيه تمثل لغة البادية في الجاهلية وصدر الإسلام في ألفاظها وعباراتها وأساليبها تمثيلًا جيدًا .. والكتاب بمجموعه أثبت وأوسع نص لغوي وصل إلينا عن المرحلة الأولى لجمع اللغة وتدوينها ، في بدء ازدهار الحضارة العربية .. وهو صنو كتاب النوادر لأبي زيد الأنصاري ، في هذه الأمور جميعها إلا أنه أوسع منه حجمًا وأغنى مادة ، وهو مروي عن مؤلفه الأعرابي الصميم مباشرة بطريق علماء أفذاذ كبار أمثال ثعلب ، وتداوله علماء كبار أمثال أبي عمر الزاهد غلام ثعلب ، وأبي عبد الله بن خالويه }.
ويقول : { ويخيل إلي أن كتب النوادر صارت على مر الزمن كتب لغة يُبنَى أساسها على إيراد النوادر من اللغة ، ولكن هذه القاعدة ما كانت لتمنع أصحابها من إيراد الفصيح من اللغة أيضًا إلى جانب نوادرها .. للدلالة على النادر ومعرفة معناه وموضع استعماله }.

وقد ذكر ابن النديم في الفهرست كتابين لأبي مسحل الأعرابي : كتاب النوادر وكتاب الغريب ، فوصل إلينا منهما الأول وضاع الثاني .. وأصل هذا الكتاب نسخة خطية نفيسة جدًّا محفوظة في مكتبة كوبريللي في إستانبول برقم 1209 ، ويعدُّ هذا الأصل المخطوط آية من آيات المخطوطات العربية من حيث جمال الشكل والخط ودقته وضبطه ، ومثالًا رائعًا لمبلغ الأمانة والدقة التي كان عليها أجدادنا العظام في العصور الخوالي ، في نقل الكتب والعناية بها .

والكتاب في هذا الأصل المخطوط مروي عن طريق ثلاثة من العلماء القدامى ، فبعضه مروي عن ثعلب وهو في قسمين ، وهو أكثره ، وقسم مروي عن إسحاق بن زياد بن الأعرابي ، وهو أقله ، وقسم منه مروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن سهل صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام ، فتكون الأقسام أربعة ، روي منها اثنان عن ثعلب .. والأقسام الأربعة هي كما يلي : الأول : القسم المروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب .. والثاني : القسم المروي عن أبي العباس إسحاق بن زياد الأعرابي .. والثالث : القسم المروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب ( أيضًا ) .. والرابع : القسم المروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن سهل صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام .. وجمعت هذه الأقسام الأربعة في كتاب واحد منذ القدم ، وقد نقل هذا الأصل المخطوط للنوادر من نسخة مكتوبة بخط أبي عبدالله محمد بن بلبل البغدادي ( ت 410هـ ) وكان ابن بلبل هذا قد قرأ في نسخته هذه على ابن خالويه اللغوي ( ت 370هـ ) الذي قرأ نوادر أبي مسحل هذه على شيخه أبي عمر الزاهد ( ت 345هـ ) بقراءته على أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب ( ت 290هـ ) كما جاء في السماع المرقوم على صفحة العنوان في هذا الأصل المخطوط .

( كتبه / أ.د. عبد الرزاق بن فراج الصاعدي أستاذ اللغويات والدراسات العليا بالجامعة الإسلامية المدينة المنورة ).

ندعوكم لقراءة : معنى نوادر وأزاهير

  • وهذا كتاب آخر اسمه : [ النوادر في اللغة ] :

لمؤلفه أبي زيد الأنصاري ؛ وهو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير ابن أبي زيد ثابت بن زيد بن قيس .

من قبيلة الخزرج المدنية من الأنصار ، وكنيته أبو زيد وقد أورد له هذه الكنية جمهرة الذين ترجموا له .

ألقابه ( الأنصاري و البصري والنحوي واللغوي والخزرجي ).

وُلِد في سنة 122هـ ، وتُوفي في البصرة عام 215هـ .

  • أعجميٌّ أم عربيّ :

يُحكَى أن رجلًا من فارس كان يجيد اللغة العربية إجادة كبيرة ، وكان يكلم ناسًا من العرب فيسألونه : من أي قبائل العرب أنت ؟

فيضحك ، ويقول : أنا فارسي وأجيد اللغة العربية أكثر من العرب !!

وذات يوم وجد مجلس قوم من العرب ؛ فجلس عندهم وتكلم معهم وسألوه : من أي قبائل العرب أنت ؟

فضحك وقال : أنا من فارس وأجيد العربية خيرًا منكم .. فقام أحد الجلوس وقال له : اذهب إلى فلان ابن فلان ؛ رجل من الأعراب ، وكلِّمه ، فإن لم يعرف أنك من العجم فقد نجحت وغلبتنا كما زعمت .

وكان ذلك الأعرابي ذا فراسة شديدة ، فذهب الفارسي إلى بيت الأعرابي وطرق الباب ، فإذا بابنة الأعرابي وراء الباب تقول : من بالباب ؟

فرد الفارسي : أنا رجلٌ من العرب وأريد أباك .

فقالت الطفلة : أبي ذهب إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى .

فقال لها : إلى أين ذهب ؟!!

فردت عليه مرة أخرى وقالت : أبي فاء إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى ( هي تعني أن أباها ذهب إلى الصحراء فإذا حل الظلام أتى ).

فأخذ الفارسي يراجع الطفلة ويسأل وهي تجيب من وراء الباب .

حتى سألتها أمها : يا ابنتي مَنْ بالباب ؟

فردت الطفلة : أعجمي عند الباب يا أمي !

( إن كانت هذه الطفلة بهذا المنطق ومعرفة اللغة ؛ فكيف لو قابل أباها ؟! ).

لغتنا قوية ، لا يغلبها غلَّاب ، حتى من وراء الباب !
ويتوب الله على من تاب .

ندعوكم لقراءة : من نوادر العرب

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى