ميلاد النبي ﷺ :
( ٦ ) الحلقه السادسة من سيرة الحبيب ﷺ :
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
نتحدث بعون الله في هذه الحلقة عن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .
من أوائل النساء اللاتي كُنَّ لهنّ الشرف فى ضم النبي صلى الله عليه وسلم هى أم أيمن واسمها الحقيقى ، بركة الحبشية ، وكانت مربية النبي صلى الله عليه وسلم .
ولهذا كانت من أكثر النساء ارتباطًا بالنبي ﷺ .
وقد كانت بركة جارية عند عبدالله أبو النبي عليه الصلاة والسلام .. وبعد وفاة عبدالله بقيت بركة تخدم آمنة بنت وهب .
ولما ولدت آمنة النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت به إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ، فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة ، ودعا الله وشكر له .
واختار له اسم محمد -وهذا الاسم لم يكن العرب يألفونه- ، لذلك سألوه : لم رغب عن أسماء آبائه ؟ فأجاب : أردت أن يحمده الله في السماء ، وأن يحمده الخلق في الأرض .
وبقي محمد صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة ولكنها لم تكن هي مرضعته الوحيدة .
في ذلك الوقت كانت مكة بها أوبئة ، وقررت قريش أن أى مولود يولد فى السنوات التي فيها الوباء يسترضعوا له مرضعة .. وكانت في تلك الفترة هناك قبيلة تأتي إلى مكة اسمها قبيلة بنى سعد فيها مرضعات بالأجر بحيث تأخذ كل مرضعة مولودًا خارج مكة لإرضاعه بعيدًا عن الوباء ، ويكون ذلك لمدة سنتين ، وبعد الفطام ترجعه لأهله .
وبعد أيام من ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أتت قبيلة بنى سعد و كانت من بينهم حليمة السعدية ( نسبة لبنى سعد ) التي ستنال شرف إرضاع النبى ﷺ .
ولما وصلت القبيلة إلى مكة وبدأت كل مرضعة بأخذ طفل لترضعه ، كانت المرضعات يخترن من كان أهله أغنياء .. وقد وصلت السيدة حليمة متأخرة لأنها كانت فقيرة وكانت تركب على ” أنثى حمار ” ضعيفة وبطيئة جدًا ، فكانت هي آخر من وصل إلى مكة ..
وعندما وصلت حليمة إلى مكة وجدت أن جميع صويحباتها أخذن رضيعًا ولم يبق إلا طفلًا واحدًا ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه قد عُرض على جميع المرضعات ولم تقبل به أي واحدة منهنّ .
فما هو السر الذي جعل جميع المرضعات يرفضن إرضاعه ؟ وماذا سوف تقرر السيدة حليمة ؟
هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله .