مهارات إيجابية
مهارات إيجابية :
علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كل شيء جميل ؛ من أجل أن تستقيم حياتنا على الجادة .
وهذه بعض أحاديث المعلم صلى الله عليه وسلم التي تساعدنا على ضبط سلوكياتنا وتصرفاتنا ، وهي جامعة لكثير من أصول الأدب والأخلاق الحميدة والمهارات الإيجابية :
1- مهارة ضبط اللسان :
قال رسول ﷺ : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرًا أو ليصمت “.
( متفق عليه ).
2- مهارة ضبط الفضول :
قال النبي ﷺ :
” من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه “.
( رواه الترمذي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع :5911 ).
3- مهارة ضبط النفس :
قال رجل للنبي ﷺ : أوصني قال : ” لا تغضب ” ، فردد مرارًا قال : ” لا تغضب “.
( رواه البخاري ).
4- مهارة سلامة القلب :
قال النبي ﷺ :
” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.
( متفق عليه ).
- أما عن الحديث الأول :
” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت “.
جاء في كتاب الجواهر اللؤلؤية / شرح الأربعين النووية :
هذا الحديث عظيم تتفرع منه آداب الخير ، وقيل فيه : إنه نصف الإسلام ؛ لأن الأحكام تتعلق بالحق ، أو الخلق ، وهذا أفاد الثاني .
• قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
هذا من جوامع الكلم ؛ لأن القول كله إما خير وإما شر آيل إلى أحدهما ، فدخل في الخير كل مطلوب من الأقوال فرضها وندبها ، فأذن فيه على اختلاف أنواعه ، ودخل فيه ما يؤول إليه ، وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إلى الشر ، فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت .
• قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله : هذا الحديث من القواعد العميمة العظيمة ؛ لأنه بيَّن فيه أحكام اللسان الذي هو أكثر الجوارح فعلًا ، فهو بهذا الاعتبار يصح أن يُقال فيه : إنه ثلث الإسلام .
• وقيل : هو من الآداب الإسلامية الواجبة .
- والحديث الثاني :
” من حسن إسلام المرء ، تركه ما لا يعنيه “.
فالمسلم الحقيقي ينأى بنفسه عن التدخل في شؤون الآخرين ، إلا إذا رأى مصلحة في ذلك في أمر دنيا أو أمر آخرة .
وفيه يرشدنا المعلم صلى الله عليه وسلم إلى الطريق الذي يبلغ به العبد كمال دينه ، وحسن إسلامه ، وصلاح عمله ، فبيّن أن مما يزيد إسلام المرء حسنًا ، أن يدع ما لا يعنيه ولا يفيده في أمر دنياه وآخرته .
وفيه أيضًا توجيه للأمة كلها بالاشتغال بما ينفعها ، ويقرّبها من ربّها ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” احرص على ما ينفعك ” ؛ فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام الأوقات بفعل الخيرات ، وترك المنكرات .
فالإنسان العاقل الكيِّس الفطن الذي يجعل الآخرة همّه ، والجنة مأربه ، يغتنم أوقاته كلها ، وقد أحسن الشاعر إذ قال :
اغتنم ركعتين في ظـلمـة الـليل … إذا كنت فارغًا مستريحا
وإذا ما هممت بالخوض في الـ … بـاطـل فاجعل مكانه تسبيحا
- والحديث الثالث :
عن أَبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ ﷺ : أَوْصِني ، قَالَ : ” لا تَغْضَبْ ” ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ : ” لا تَغْضَبْ “.
كلمة موجزة ، ولكنها معبرة عن خيرٍ عميم ، موقظة من خطرٍ جسيم ؛ حيث يشير النبي الكريم ، صلى الله عليه وسلم إلى خطر هذا الخلق الذميم ؛ فالغضب جماع الشر ، ومصدر كل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام ، وأُشعلت به نار العداوات ، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم .
- الحديث الرابع :
” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.
فالمؤمن كامل الإيمان الذي رضي بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمدٍ صلى الله عليه نبيًّا ورسولًا ، يحب لأخيه المسلم من الخير كله ما يحب لنفسه .