من حكايات السلف
من حكايات السلف :
حكايات السلف ، عبرة وعظة لمن خَلَف ، فهم أهل المروءة والشرف ، لا يعرفون الغرور ولا الصلف .
رضي الله عن الصحابة ، والتابعين وتابعيهم ، وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
السلف لغةً بفتح السين واللام : الآباء أو الأجداد .
أما مصطلح السلف الصالح فهو تعبير يُراد به المسلمون الأوائل من الصحابة والتابعين وتابعيهم على اعتبار أنهم القدوة الصالحة .
ومن هذه الحكايات ، والنوادر ، واللطائف ، والأزاهير :
- إبل ابن عمر :
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا إلى السوق ، فرأى إبلًا سمانًا ، فسأل : إبل من هذه ؟
فقيل له : هذه إبل عبدالله بن عمر بن الخطاب !!
انتفض عمر وكأن القيامة قد قامت ! وقال : عبدالله بن عمر !! بخ بخ … ابن أمير المؤمنين !
ائتوني به .
أتي عبدالله رضي الله عنه على الفور ليقف بين يدي أمير المؤمنين ، فسأله : ما هذه الإبل يا عبدالله ؟!
قال : يا أمير المؤمنين !
إنها إبلي .. اشتريتها بخالص مالي ، وكانت إبلًا هزيلة فأرسلت بها إلى الحمى ؛ أي : إلى المرعى ؛ أبتغي ما يبتغيه الناس ؛ أتاجر فيها.
قال الإمام العادل : نعم ، وإذا رآها الناس قالوا : ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ، واسقوا إبل ابن أمير المؤمنين ؛ فتسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين ! قال عبدالله : نعم يا أبتِ .
قال : اذهب وبع هذه الإبل كلها ، وخذ رأس مالك فقط ، ورُدّ الربح إلى بيت مال المسلمين .
- صلاة الفجر في جماعة :
عن الزهري قال : أَمَرَ الْحَجَّاجُ ، سَالِمَ بْنَ عَبْدِاللهِ بن عُمَر أَنْ يَقْتُلَ رَجُلًا ، فَقَالُ لَهُ سَالِمٌ : أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا مَنَعَكَ مِنْ قَتْلِهِ ؟! قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو فِي جِوَارِ اللهِ يَوْمَهُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَ رَجُلًا قَدْ أَجَارَهُ اللهُ ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ لِابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : نَعَمْ .
( رواه الطبراني وصححه الألباني ).
قال محمد بن الفضل البلخي : ما خطوت أربعين سنة خطوة لغير الله عز وجل .
( جامع العلوم والحكم / تحقيق الأرناؤوط ).
ندعوكم لقراءة : من نوادر المحدثين
وقال محمد بن عبيد : لم يترك عروة بن الزبير وِردَه في الليلة التي قُطعت فيها رجله ، وتمثل بأبيات معن بن أوس :
لعمري ما أهويتُ كفي لريبــــــة … ولا حمَلتْني نحوَ فاحشة رِجلـــــي
ولا قادني سمعي ولا بصري لهـا … ولا دلَّني رأيي عليها ولا عقلـــــــي
وأعلم أني لم تُصِبْني مصيبــــةٌ ** من الدهر إلا قد أصابتْ فتًى قبلي
( مختصر تاريخ دمشق ).
وقالَ الْحَسَنُ رحمه الله : مَا ضَرَبْت بِبَصَرِي وَلَا نَطَقْت بِلِسَانِي وَلَا بَطَشْت بِيَدِي وَلَا نَهَضْت عَلَى قَدَمِي ، حَتَّى أَنْظُرَ عَلَى طَاعَةٍ أَوْ عَلَى مَعْصِيَةٍ ؛ فَإِنْ كَانَتْ طَاعَةً تَقَدَّمْتُ ، وَإِنْ كَانَتْ مَعْصِيَةً تَأَخَّرْتُ .
( جامع العلوم والحكم / تحقيق الأرناؤوط ).
قال ابن رجب رحمه الله : فَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ لَمَّا صَلَحَتْ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا إرَادَةٌ لِغَيْرِ اللَّهِ ، صَلَحَتْ جَوَارِحُهُمْ فَلَمْ تَتَحَرَّكْ إلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا فِيهِ رِضَاهُ .
- تداركوا فعل السلف :
لله در الشاعر القائل :
قلبي يئنّ ويرتجفْ
والدمع من ألمٍ ذرف
فتزودوا لمعادكم
قبل الندامة والأسف
وتذللوا لإلهٰكم
فالذل للمولى شرف
فاغفر لنا تقصيرنا
يارب إنا نعترف