مذاهب الفقه الأربعة

مذاهب الفقه الأربعة :

أجمعت الأمة على هؤلاء الأربعة ؛ هي -وربي- أرزاقٌ مُوَزَّعَة ، أئمة فوق القمة متربعة .
بذلوا من الجهد أوسعه ، كتب تلامذتهم فقههم أجمعه ، ما أروعه ، ما أنفعه .

أصحابها قمم ، كانت لهم همم ، علت بهم وازدانت أمم ، فجرت النور في سواد الظُّلَم ، وألقت السمع في قلب الصمم .

إنهم الأئمة الذين اعتلوا القمة :

أبو حنيفة النعمان ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل .
عليهم سحائب الرحمات .

– المذاهب الأربعة :

المذاهب الأربعة هي المذاهب الفقهية الكبرى في العالم الإسلامي الكبير ، وهي الأكثر انتشارًا وشهرةً ، فقد حظيت بالاهتمام والتدوين والبحث والدراسة ، وكان لها القبول بين الناس الذين عملوا بها ، وتناقلوها جيلًا من بعد جيل منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحالي .

وهي أشهر المذاهب على الإطلاق ، فهي تسير مسير الضوء في الآفاق .

– أولًا : المذهب الحنفي :

ترجع نسبة الحنفية إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي ، الذي وُلد سنة 80 للهجرة وكان فقيهًا ورعًا ، عمل على مبدأ القياس في مصادر الفقه والمقارنة بينها ، ومراجعة نصوص إسنادها ؛ ليزيد من معرفته في الشؤون الفقهية .

ولقد طلبه المنصور ليسند إليه القضاء فرفضه خوفًا من أن يظلم أحدًا ، فحبسه المنصور لرفضه. توفى سنة 150 للهجرة .

– ثانيًا : المذهب المالكي :

ويُنسب المذهب إلى الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي ، الذي وُلد في المدينة سنة 93 للهجرة .
طلب العلم صغيرًا ، فأخذ عن نافع مولى عبدالله بن عمر وغيره .
تُوفى في المدينة سنة 179 للهجرة ودُفن بالبقيع .

– ثالثًا : المذهب الشافعي :

ترجع نسبته إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي .
وُلد سنة 150 للهجرة في غزة ، ثم عادت به أمه إلى مكة في عمر السنتين .
تُوفى سنة 204 للهجرة وعمره أربع وخمسون سنة .

– رابعًا : المذهب الحنبلي :

يرجع إلى الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني ، الذي وُلد في العراق ببغداد سنة 164 للهجرة ، وتنقل بين الحجاز ودمشق واليمن ، ونال قسطًا من العلم الوفير والمعرفة ، وقد كان من أكبر تلاميذ الشافعي ببغداد ، ثم أصبح مجتهدًا .

وقد برز على أقرانه بحفظ السنة النبوية والمسائل الفقهية عن استاذه ، وألف عنها في ذلك كتابه [ المسند ].
تُوفى سنة 241 للهجرة وعمره سبع وسبعون سنة .

– استنباط الأحكام :

تقوم المذاهب الفقهية على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وفق قواعد وأصول فقهية محددة .

ويمكن تسميتها مدارس فقهية لاتفاقها في العقيدة والأصول والشريعة ، ولكن قد تختلف قليلًا في الأحكام المستنبطة في حال كانت ضمن مذهب واحد .

والمذاهب الفقهية التي انتشرت بشكل واسع عند المسلمين ، والتي أصبحت رسمية في معظم كتبهم ، وهي تمثل الاجتهادات الفقهية للمذاهب ، وأشهرها مذاهب الائمة الأربعة من أهل السنة والجماعة ، وهم حسب ترتيبهم التاريخي كالآتي :

ندعوكم لقراءة : فقيه مصر وإمامها

– انتشار المذاهب :

تنتشر هذه المذاهب الأربعة في مختلف الدول العربية والإسلامية ، وكذلك عند الأقليات في الدول غير الإسلامية ، انتشار الضوء في الآفاق .

والمذاهب المُنتشرة بشكل كبير في هذه الدول هي :

– مع العلامة ابن باز :

يقول الإمام ابن باز عن هذه المذاهب :

هذه مذاهب معروفة منتشرة ؛ أما مذهب أبي حنيفة فعُرف وانتشر في القرن الثاني ، وهكذا مذهب مالك في القرن الثاني ، وأما مذهب الشافعي وابن حنبل فاشتهرا بعد ذلك ، في القرن الثالث وما بعده .

وهم على خير وعلى هُدى ، وعلى حق .. وهم علماء هُدى ، علماء خير ، ولكن ليس معناه أن كل واحد معصوم ، ما يقع منه خطأ .

كل واحد له أغلاط حسب ما بلغهم من السُّنَّة ، وحسب ما عرفوه من كتاب الله تعالى ، فقد يفوت بعضهم شيء من العلم وشيء من السنة ، هذا أمر معلوم هم وغيرهم ؛ كـالأوزاعي ، وإسحاق بن راهويه ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، و وكيع بن الجراح ، وإبراهيم الكلبي ، وغير ذلك من الأئمة المعروفين .

كل واحد منهم قد يفوته بعض العلم ؛ لأن ليس كل واحد يحيط بالسنة ويحيط بالعلم ، قد يفوته بعض الأشياء .

هم أئمة هُدى ، ولهم أتباع نظموا مذاهبهم ، وجمعوا مسائلهم وفتاواهم ، وكتبوا في ذلك حتى انتشرت هذه المذاهب وعُلِمت بسبب أتباعهم الذين ألفوا فيها وجمعوا فيها مسائل هؤلاء الأئمة ، وما أفتوا به في ذلك .

قد يقع بعض الأخطاء من بعضهم ؛ لأنه لم تبلغه السنة في بعض المسائل ؛ فأفتى باجتهاده ، فقد يقع الخطأ من أجل ذلك ، والآخر بلغه الحديث وعرف الحديث فأفتى بالصواب ، فهذه تقع لكل واحد منهم في مسائل معدودة رحمهم الله .

– مذاهب أخرى معتبرة :

هناك مذاهب فقهية أخرى غير المذاهب الأربعة ، لكن لم تتوفر فيها كل المقومات التي توفرت في المذاهب الأربعة ، ومن أصحاب هذه المذاهب :

رحم الله أصحاب هذه المذاهب كلها ؛ الأربعة وغير الأربعة ، الذين أناروا لنا الطريق ، وبصرونا بأمور ديننا ، وحفظوا وحافظوا على سنة المعلم صلى الله عليه وسلم .

Exit mobile version