نبينا محمد ﷺ

مدرسة النبي محمد ﷺ 3

  • الطالب المثالي الأول :

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- الطالب المثالي الأول في مدرسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو أفضل الناس بعد الرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ، فهو صحابی رقیق ، ما أروعه من رفيق ، وما أسعده من صديق .
لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الطريق ، وهو على فراق حبيبه لا يطيق ؛ فالحب بينهما عمیقٌ عميق .. مَكَرَ بهما الكفار والمكر السيء بأهله يحيق .
مناقبه كثيرة ولها في سماء الإيمان بريق ، وهو بهذه المناقب خليق .
” ثانی اثنین إذ هما في الغار ” .. ولا تعليق .

رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سرة الفضائل ، ويأتي أبو بكر بعده في أمة الحبيب ؛ ولم لا وهو أول الأوائل ، ولا يوجد في الصحبة أحدٌ في مضماره ، لا في مهاجري الإسلام ولا في أنصاره .
تحكى عنه ابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، تقول : كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلامٌ يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يومًا بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدری ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وماهو ؟ قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني ، فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه ؛ فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه !! (رواه البخاري : 3842)

  • الطالب المتميز الثاني :

يدلو هو الآخر بدلوه في هذا المجال ، فعن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كان قد فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف ، وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة ، فقيل له : هو من المهاجرين ، فَلِمَ نقصته ؟
فقال : إنما هاجر به أبوه ، ويقول : ليس هو كمن هاجر بنفسه ! (رواه البخاری : 3912)

  • عمر الوقاف عند كتاب الله :

عمر بن الخطاب الذي يُطاع إذا أمر ، ويُرْهَب إذا زجر ، ويُهاب إذا حضر .. إنه العبقري الذي إذا مشى أسرع ، وإذا ضرب أوجع ، وإذا تكلم أسمع ، وإذا حاجى أقنع .
واللهِ ، لقد صدق ابن عباس وهو يقول : أكثروا ذكر عمر ؛ فإنكم إذا ذكرتموه ذكرتم العدل ، وإذا ذكرتم العدل ذكرتم الله تبارك وتعالى.

وهذا ابن عباس يقول في حديث رواه البخاري : قدم عيينة بن حصن ، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس ، وكان من النفر الذي يدنيهم عمر رضي الله عنه ، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته کهولًا كانوا أو شبانًا ، فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي ! هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه .
قال : سأستأذن لك عليه .. قال : ابن عباس : فاستأذن لعيينة ، فلما دخل قال : يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل وما تحكم بيننا بالعدل ؛ فغضب عمر حتى هم بأن يقع به .. فقال الحر : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ” خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ” ، وإن هذا من الجاهلين .. فواللهِ ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافًا عند كتاب الله تعالی . (رواه البخاري : 4642)

ولله در حافظ إبراهيم القائل :

حسب القوافي وحسبي حين ألقيها … أني إلى ساحة الفاروق أهديها

اللهم هب لي بيانًا أستعين به … على قضاء حقوق نام قاضيها

قد نازعتني نفسي أن أوفيها … وليس في طوق مثلي أن يوفيها

فَمُر سري المعاني أن يواتیني … فيها فإني ضعيف الحال واهيها

هذا هو أمير المؤمنين ، الرجل الذي أنجبته البشرية ، ورباه الإسلام .
لقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ” لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناسٌ محدثون ، فإن يكُ في أمتى أحد ، فإنه عمر”. (رواه البخاری : 3469 – ومسلم : 2398)
قال ابن وهب : ” محدثون ” أي ملهمون .

وكان الشيطان يخاف من عمر مصداقًا لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ” إيه يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا قطُّ ، إلا سلك فجًّا غير فَجَّك “. (رواه البخاري : 2398)

  • إيثار :

قال الله جل في علاه : ” وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ “. (الحشر : 9)

فهل أتاكم نبأ الأخوين عبد الرحمن بن عوف ( المهاجري ) وسعد بن الربيع ( الأنصاري ) ، وقد آخي بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالًا ، فأقسم مالي نصفين ، ولي امرأتان ، فانظر أعجبهما إليك فَسَمِّها لي ، أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها .
قال عبدالرحمن : بارك الله لك في أهلك ومالك ، وأين سوقكم ؟ فدلوه على سوق بني قينقاع ، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ، ثم تابع الغدو ، ثم جاء يومًا وبه أثر صفرة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ” مَهْيَم؟ ” ، قال : تزوجت ، قال : ” كم سُقت لها؟ ” ، قال : نواة من ذهب . (البخاري : 553/1) – ( ومهيم : ما شأنك؟ )

  • ضيف رسول الله :

هذا صحابی مجهود جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود ، فأرسل إلى بعض نسائه ، فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ، ثم أرسل إلى أخرى ، فقالت مثل ذلك ، حتى قلن كلهن مثل ذلك : لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” من يضيف هذه الليلة ؟ ” ، فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فانطلق به إلى رحله ، فقال لامرأته : أكرمي ضيف رسول الله .
وفي رواية قال لامرأته : هل عندك شيء ؟ فقالت : لا ، إلا قوت صبیانی ، قال : فعلليهم بشيء ، وإذا أرادوا العشاء ، فنوميهم ، وإذا دخل ضيفنا ، فأطفئي السراج ، وأريه أنا نأكل ، فقعدوا وأكل الضيف ، وباتا طاويين ، فلما أصبح ، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” لقد عجب الله من صنیعکما بضيفكما الليلة “. (رواه البخاري : 3798 – ومسلم : 2054)

ندعوكم لقراءة : مدرسة النبي محمد ﷺ 4

  • العزيمة تصنع المعجزات :

الصحابی زید بن ثابت -تلميذ في مدرسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم- عزم على تعلم لغة أجنبية ؛ وتعلمها في أقل من شهر !!
يقول رضي الله عنه : ” أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كلمات من كتاب يهود ، قال : ” إني والله ما آمن يهود على كتابي “.
قال : فما مَرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته له ، فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود ، كتبتُ إليهم ، وإذا كتبوا إليه ، قرأتُ له كتابهم “. (رواه الترمذي)

وفي رواية أخرى : ” أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية “.

  • عزيمة أنس بن النضر :

وهذا الصحابي الفذ أنس بن النضر رضي الله عنه وقتاله يوم أحد حتى صار مضرب الأمثال في البطولة والشجاعة والعزيمة الصادقة ، يقول الإمام ابن الجوزی رحمه الله : ” ولولا جِد أنس بن النضر في ترك هواه ، وقد سمعت من أثر عزمته : لئن أشهدني الله مشهدًا ؛ ليرين الله ما أصنع ، فأقبل يوم أحد يقاتل حتى قُتل ، فلم يُعرف إلا ببنانه !! ولولا هذا العزم ما كان انبساط وجهه يوم حلف : والله لا تُكسَر سِنُّ الربيع ( أخته ) “.

واعلم -أخي في الله- أن شجرة الثبات والعزيمة لا تقوم إلا على ساق الصبر ، وصدق المتنبي القائل :

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ … وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

وتعظم في عين الصغير صغارها … وتصغر في عين العظيم العظائمُ

  • ساعة وساعة :

مع أبي بكر وحنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب -أحد كُتَّاب رسول الله صلی الله عليه وسلم- نعيش مع تعليم نبوی كریم وهدی محمدي عظیم .
تُرى ماذا حدث بين أبي بكر وحنظلة ؟ وكيف قابل المعلم والمربي صلی الله عليه وسلم هذا الأمر ؟
قال حنظلة : لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟ قلت : نافق حنظلة ، قال : سبحان الله ما تقول ؟ قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرنا بالجنة والنار كأنَّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيرًا ، قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقي مثل هذا ، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله ! قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” وما ذاك ؟ ” ، قلت : يا رسول الله ! نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنَّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيرًا ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” والذي نفسي بيده ، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر ؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ! ساعة وساعة ” ثلاث مرات . (رواه مسلم : 2750)

  • الانقياد لحكم الله :

وهذا موقف تربوي نبوي رائع حدث مع نزول الآية 284 من سورة البقرة : ” للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ ” ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتوا رسول الله ، ثم بركوا على الركب فقالوا : أي رسول الله كُلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والجهاد والصيام والصدقة ، وقد أُنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ” ، قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .. فلما اقترأها القوم ، وذلت بها ألسنتهم ؛ أنزل الله تعالى في أثرها : ” ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِٱللَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ ” (البقرة : 285) ، فلما فعلوا ذلك ، نسخها الله تعالی ؛ فأنزل عز وجل : ” لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ” ، قال : نعم ” رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ” قال : نعم ” رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ” ، قال : نعم ” وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ ” (البقرة : 286) ، قال : نعم . (رواه مسلم : 125/199)

  • ابن عباس الفقيه الصغير :

عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- ابن عم سيد الناس صلى الله عليه وسلم ، وُلد قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وكان ابن عمه محمد صلى الله عليه وسلم يدعو له أن يملأ الله جوفه علمًا وأن يجعله صالحًا ، وكان يدنيه منه وهو طفل ، وكان يقول : ” اللهم فقهه في الدين ، وعَلِّمه التأويل “.
وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- من فقهاء الصحابة ، وساهم بشكل كبير في تأسيس مدرسة الفقه بمكة المكرمة .. صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوًا من ثلاثين شهرًا .
وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- وسیمًا ، جمیلًا ، مديد القامة ، مهيبًا ، كامل العقل ، ذکي النفس ، من رجال الكمال .
أنصت إليه بتقدير وإجلال وهو يروى هذا الحديث ، وذلك الحوار الذي دار بينه وبين فاروق هذه الأمة ، قال رضي الله عنه : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر ، فكأن بعضهم وَجَدَ في نفسه ، فقال : لِمَ تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله .
فقال عمر: إنه من قد علمتم .
فدعاه ذات يوم فأدخله معهم ، فما رُئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم .. قال : ما تقولون في قول الله تعالى : ” إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ “؟
فقال بعضهم : أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ، وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا .
فقال لي : أكذلك تقول يا ابن عباس ؟ فقلت : لا ، قال : فما تقول ؟
قلت : هو أَجَل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أعلمه له .. قال : إذا جاء نصر الله والفتح ؛ وذلك علامة أجلك فسبِّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا .. فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول . (رواه البخاري : 4970)

  • أبو طلحة والإنفاق :

قال الله تعالى : ” لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ “. (آل عمران : 92)
سمعها أبو طلحة الأنصاري ، فقام لتوه يخبر المعلم والمربی رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحب ماله إليه ” بيرحاء ” وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب ، وأنه -رضي الله عنه- قد تصدق بها لله تعالی يرجو برها وذخرها عند الله تعالى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ذلك مال رابح ، وقد سمعت ما قلت ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ” ؛ فقسمها أبو طلحة في أقاربه ، وبني عمه .. روى هذه القصة الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى .
و” بيرحاء ” : حديقة نخل .

يا له من مُعَلِّم ، صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عن المتعلم .
إن المعلم يُبَلِّغ عن ربه الذي أدبه فأحسن تأديبه ، فهو عز وجل القائل في محكم التنزيل : ” يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ “. (البقرة : 267)

انظروا -إخوتاه- إلى المعلم صلی الله عليه وسلم وهو يسأل ، وكيف يجيبه الطلبة المتميزون :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ “.
قالوا : يا رسول الله ، ما منا أحدٌ إلا ماله أحب إليه .
قال : ” فإن ماله ما قَدَّم ، ومال وارثه ما أَخَّر “. ( البخاري : 6442)
فاللهم أعطِ منفقًا خلفًا ، و أعطِ مُمسكًا تلفًا .

اللهم صلِّ وسلم وبارك على صاحب المدرسة المحمدية الرائدة ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى