لغة الضاد

قل ولا تقل

  • قل ولا تقل :

– قل : { ربِّ } .. ولا تقل : { يا رب } ..

ما السر في حذف ( يا ) النداء قبل الدعاء في القرآن ؟

تأمل الآيات :

( ربِّ أرني أنظر إليك )

( ربنا أفرغ علينا صبرا )

( ربِّ لا تذرني فردا )

( ربِّ إن ابني من أهلي )

( ربِّ اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي )

( ربنا اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا أمة مسلمة لك )

( ربِّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين )

( ربِّ ابن لي عندك بيتًا في الجنة )

( ربِّ إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير )

( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )

( ربِّ إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )

( ربِّ هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء )

ففي مواطن الدعاء لم يرد في القرآن العظيم نداء الله تعالى بحرف المنادى ( يا ) قبل ( رب ) البتة ، وإنما حُذفت في كل القرآن ..
والسر البلاغي في ذلك : أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد ..
والله تعالى أقرب لعبده من حبل الوريد ..
فكان مقتضى البلاغة حذفها ..

قال تعالى : ” وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ “. (ق : 16)

قال تعالى : ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ “. (البقرة : 186)

فهل علمت الآن قُرْب من تدعوه ؟!

قال تعالـى : ” وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب “. (العلق : 19)

لستَ بحاجة إلى السَّفر لتقترب إليه ..
ولا يُشترط أن يكون صوتك عذبًا ..

فقط [ اسجد ]

تكن بين يديه ، ثم اسألهُ ما تشاء .

اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، ونستعيذ بك من كل شر استعاذ منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

أدعوكم لقراءة : فروق لغوية في القرآن

  • قل ولا تقل :

– من الأفضل أن تقول : { كل عام وأنتم بخير } .. ولا تقل : { كل سنة وأنت طيب } ..

وإليك الأسباب :
الفرق بين العام والسّنة من حيث المعنى :

عام : هي كلمة مفردة وجمعها أعوام ؛ وهي الأيام التي فيها رخاء وخير وراحة .
سنة : هي كلمة مفردة وجمعها سنين وسنوات ، وهي وحدة زمن تدل على الأيام التي فيها قحط وشدة ومعاناة وشر .

من حيث الاستخدام تعتبر لغة القرآن الكريم هي اللغة العربيّة الفصيحة والدّقيقة للكلمات ؛ وسنوضّح الفرق ما بين العام والسّنة من خلال آيات القرآن الكريم :

استخدمت كلمة سنة في القرآن الكريم تسع عشرة مرة ؛ حيث وردت مفردة في سبع آيات ، ووردت اثنتي عشرة مرة في صيغة الجمع .. وأمّا كلمة عام استُخدمت مفردة في سبع آيات ، ولم تُذكر في صيغة الجمع في القرآن الكريم ؛ فأعوام السّرور ليست كثيرة على الإنسان ، ففي العام والسّنين حكمة في حث الإنسان على الصّبر على المعاناة ، فلولا المعاناة لما استمرت الحياة ؛ فطعم الراحة يأتي بعد التّعب والمعاناة ، وفي هذا تذكير للإنسان أيضًا بالعمل ..

تُستخَدم كلمة سنة في الأيام التي فيها خير وشر وجهد وحزن ، وأمّا كلمة عام فتُطلق على الأيام التي فيها خير ؛ فالعام يحمل الخير الكثير والسرور ، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى : ( تزرعون سبع سنين دأبًا ) ؛ فالزرع يحتاج إلى جهد وتعب ومعاناة .. وقوله تعالى : ( ثمّ يأتي عام فيه يُغاث الناس ) ؛ فالعام فيه فرج وإغاثة من المعاناة التي مرّت في سبع سنين صعبة ..

استُخدمت كلمة عام مع فعل الرضاعة : ( وفصاله في عامين ) ؛ حيث تشعر المرأة بسعادة وسرور عند رضاعة الطفل ، وكذلك يرضع الطفل في عامين حتى يستفيد من حليب أمه .. واستخدمت كلمة سنة في قوله تعالى : ( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) ، فذُكرت كلمة سنة دون عام وفي هذا دليل على أنّ السنة يتعلّم فيها الإنسان ويعاني .. وأما في هذه الآية : ( فأماته الله مئة عام ثم بعثه ) ، جاءت كلمة عام مع الموت ، ولم تذكر كلمة سنة ؛ لأنّ الموت فيه راحة ورخاء وليست فيه معاناة .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى