قلوب يعقلون بها
قلوب يعقلون بها :
قال الله تعالى في كتابه العزيز :
” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ “. (سورة الحج : 46)
- قال الآلوسى رحمه الله :
فالكلام تذييل لتهويل ما نزل بهم من عدم فقه القلب ، وأنه العمى الذي لا عمى بعده ، بل لا عمى إلا هو ، أو المعنى : إن أبصارهم صحيحة سالمة لا عمى بها .
وإن العمى بقلوبهم ، فكأنه قيل : أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب ذات بصائر ، فإن الآفة ببصائر قلوبهم لا بأبصار عيونهم ، وهي الآفة التي كل آفة دونها .
كأنه يحثهم على إزالة المرض وينعى عليهم تقاعدهم عنها .
- ويقول الدكتور محمد سيد طنطاوي في التفسير الوسيط : ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها ، أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها “.
الاستفهام للتوبيخ والإنكار ، والفاء للعطف على مقدر يستدعيه المقام .
والمعنى : إن مصارع الغابرين وديارهم ، يمر بها كفار قريش ، ويعرفونها ، فهم يرون في طريقهم إلى الشام قرى صالح وقرى قوم لوط .
قال -تعالى- : ” وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ “.
والشأن في هذه الرؤية أن تجعل صاحبها يعتبر ويتعظ ، متى كان عنده قلب يعقل ما يجب فهمه ، أو أذن تسمع ما يجب سماعه وتنفيذه ، ولكن هؤلاء الجاهلين يرون مصارع الغابرين فلا يعقلون ، ولا يعتبرون ، ويسمعون الأحاديث عن تلك الآبار المعطلة ، والقصور الخالية من سكانها ، والمنازل المهدمة ، فلا يتعظون .
وقوله تعالى : ” فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ “.
بيان لسبب انطماس بصائرهم ، وقسوة قلوبهم .
والضمير في قوله فَإِنَّها للقصة .
أى : فإن الحال أنه لا يُعتد بعمى الأبصار ، ولكن الذي يُعتد به هو عمى القلوب التي في الصدور .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ». (متفق عليه)
القلب معجزة من معجزات الله لا يدركها إلا من أنار الله بصيرته ؛ لأنه موطن العقل والتبصّر ، ففي القلب صلاح للجسد كله .
– تأملوا معي :
كتبت الدكتورة يسرية الطويل أستاذة علم الأعصاب ، تقول :
إذا أصيب شخص في رأسه إصابة عنيفة في حادث حركة مثلًا ؛ سيفقد ذاكرته قطعًا ، لكن إذا تحدثت معه ستكتشف أنه يتمتع بكامل قواه العقلية ، لكن لا تسأله عن الماضي ؛ لأنه بدون ذاكرة .
إذًا الذاكرة شيء والعقل شيء آخر .
فإذا كانت الذاكرة في الرأس ( المخ ) أين العقل ؟
اقرأ الإجابة أدناه :
القلب والعقل والدماغ :
(( القلب ليس مضخة دم فقط كما اكتشف الأطباء سابقًا )).
السبق القرآني في علم القلب يتحدث العلماء اليوم جدّيًّا عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية ؛ أي إن ما نسميه ( العقل ) موجود في مركز القلب ، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه .. ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به ..
قال تعالى : ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ “. (الحج : 46)
وقال تعالى : ” لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا “. (الأنعام : 179)
فالقرآن الكريم حدّد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب .. وهو ما يكتشفه العلماء اليوم .
وقال تعالى : ” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً “. (البقرة : 74)
فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين ؛ و لذلك قال عن الكافرين : ” فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “. (الزمر : 22)
ثم قال في المقابل عن المؤمنين : ” ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ “. (الزمر : 23)
كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعًا للمعلومات والأحداث ، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب .
و الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب ، وأن الله يختبر ما في قلوبنا ، يقول تعالى : ” وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ “. (آل عمران : 154)
الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع ، قال تعالى : ” وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ “. (الأعراف : 100)
للقلب دور مهم في العلم والتعلم ؛ لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها ، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم ، قال تعالى : ” وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ “. (التوبة : 93)
مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ ، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة ، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات ؛ ولذلك قال تعالى : ” يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ “. (الفتح : 11)
فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها : ” نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ “. (العلق : 16)
الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة ، ولذلك قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ “. (المائدة : 41)
صاحب القلب الصناعي لا يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل ، وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد أن القلوب تخاف وتوجل : ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ “. (الأنفال : 2)
وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب ، فقال سبحانه وتعالى : ” وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ “. (الحشر : 2)
وهذا ما نراه اليوم و بخاصة في عمليات القلب الصناعي ، حيث نرى أن جميع أنظمة الجسم تضطرب .
ندعوكم لقراءة : وفي أنفسكم أفلا تبصرون
– أفضل علاج للقلب :
يؤكد جميع العلماء أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب ، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره .
( وهل هناك أفضل من صوت القرآن ؟ ).
ولذلك قال تعالى : ” الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ “. (الرعد : 28)
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان ، وندعو بدعاء المؤمنين : ” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ “. (آل عمران : 8)
كلمة العقل لم تُذكر في القرآن ولا مرة واحدة !
فالذي يفقه ويعقل هو القلب ، قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : « إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ».
- يقول الشيخ عمار سليمان :
مع كثْرة البُحوث التي درسَتْ آليَّاتِ عملِ العقل وعلاقتها في الدِّماغ .. إلى آخِرِه من النظريات التي لا زالتْ بين الأخْذ والردِّ بين العُلَماء ، وللإسلام رأيٌ مِن خِلال القرآن الكريم الذي هو منبع العِلم وأصْلُه ، وغيرُه له تابعٌ ، والفرْق بينه وبين غيرِه بونٌ شاسِع ، وغيرُه مُعتَمِدٌ عليه ، ودُونه لن تستَوِي للبشريَّة حياة هادِئة مطمئنَّة – كان لا بُدَّ مِن نظرةٍ إلى : ( كيف ينظُر القرآن إلى عقل وقلب الإنسان ؟ ).
نظرة في كيف نظَر القرآنُ إلى آليَّة التعقُّل عند بني الإنسان :
يقول تعالى : ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ “. (الحج : 46)
ونحن نَسِير مع سَيْرِ القرآن ؛ إذ جعَل مُضغَة القلب فيها تعقُّل ، فبِبَياضِها يعرف الحقَّ ويعقل ، وبِسَوادها يُظلِم الإنسان ويجهَل ، وإنْ نظرنا إلى أنَّ القلب له دورٌ في التعقُّل والإدراك ، فإنَّ لبَياضِه دورًا في نجاة الإنسان من الشَّهوات والشُّبهات ، ويصِل به أنْ بيَّض جماله بالطَّاعات إلى أعالي الجنَّات .
وإنَّ العقل بتَفكِيره وتَحلِيله يَصِلُ بك إلى قرارٍ معين ؛ فإنَّ القلبَ هو العقل المرشِد للاختِيار من بين بَدائِل الخِيار .
وفي المثال يتَّضح البيان :
هَبْ أنَّك شرعتَ في معصية وأعددتَ لها ، واتَّخذتَ كُلَّ الأساليب لإسعاد نفسك ، وفي الوقت نفسِه جاءَك تأنيبُ الضمير ، واشتغلتْ عليك النفس اللوَّامة ، فأنت في مِحَكٍّ بين إسعاد الذات ، وجلْدها بالسِّياط ، وهنا يأتي دورُ القلب وتعقُّله ؛ فإنْ عَقِلَ أنَّ الإسعاد مُؤقَّت وعليه تُبنَى وَيْلات وآهات ، مالَ ( أي : اتَّجه ) لاتِّخاذ القَرار الذي به يجلد الذات ويَكبَح جِماحَها عن الحَرام ، وأمَّا إنْ تابَع هَواه وسارَ إلى اللذَّات المتقطِّعة ، هنا جَهِلَ القلب وسُوِّدَ ، ونُكِت به نكتةٌ سَوداء تُقلِّل فهمَه وتسلب وعيَه .
ولَمَّا رأينا ما للقلب مِن مكانٍ في التعقُّل والتفكير والإرشاد إلى الهدى ، والسَّيْر على خُطَى الحبيب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وجَب علينا أن نضَع بعضَ الآليَّات التي تُساعِدنا على تَبيِيض هذه المُضغَة لنَنعَم بالتعقُّل ونصلح للتدبُّر .
– سؤال وجواب :
س- هل عضلة القلب مجرّد مضخّة تستقبل الدم وتضخّه إلى كافة أنحاء الجسد ؟
ج- بعض المفكرين المعاصرين والمحدثين يستشهدون بالآيات القرآنية للدلالة على أن القلب ليس مجرّد مضخّة ، إنما هو المركز الحقيقي للعقل ، وهو الذي يقف خلف الدماغ ، فيسيِّره ويعطيه الأوامر والتوجيهات !
تجدر الإشارة هنا ، إلى أن العقل ليس كائنًا أو موجودًا ماديًّا ، إنما هو فعلٌ وعملٌ فكري ونفسي وروحي غير مادّي ، ترتبط به الأعمال الفكرية غير المادية ، التي تظهر في الأوامر والنواهي ، والخيارات والمفاضلات ، وأعمال الإرادة واتخاذ القرارات ، والإبداعات الفنية والأدبية .
وإن كانت هذه الأعمال الفكرية تُترجم إلى أفعال مادية وتتجسّد فيها .
– آيات بينات :
يوجد في القرآن الكريم آيات بينات تشير في ظاهرها إلى أن القلب هو مركز العقل والتعقّل ؛ من هذه الآيات :
- ” أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ “. (الحج : 46)
- ” لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا… “. (الأعراف : 179)
- ” وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ “. (التوبة : 45)
- ” وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ “. (التوبة : 93)
- ” فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ “. (المنافقون : 3)
- ” وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ… “. (الأحزاب : 5)
- ” وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ… “. (البقرة : 225)
كما توجد آيات أُخر تشير إلى أن القلب هو مركز العواطف والمشاعر والأحاسيس ، منها :
- ” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً… “. (البقرة : 74)
- ” فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ… “. (آل عمران : 7)
- ” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا… “. (آل عمران : 8)
- ” يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ… “. (آل عمران : 167)
- ” وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ “. (الأعراف : 100)
– رأي الطب الحديث :
يؤكد بعض أطباء القلب المحدثين أن :
{ القلب ليس مضخّة للدم فقط كما يُعتقد ، إنما يجري الحديث جدِّيًّا عن دماغ ( عقل ) موجود في القلب ، يتألّف من أربعين ألف ( 40000 ) خليّة عصبيّة ، وهو الذي يوجّه الدماغ الذي في الرأس لأداء مهامه ، وأن القلب هو الوسيلة التي نعقل بها… }.
كما يتحدّثون عن ذاكرة للقلب ، وأن كل خليّة من خلاياه تشكّل مستودعًا للمعلومات والأحداث ، وأن الخلل في عمل القلب يؤدي إلى فقدان السّمع ، ” وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ “. (الأعراف : 100)
كما أنّ القلب مركز الإيمان ، ومركز الخوف والرعب أو الطمأنينة ، ” أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ ” (الرعد : 28) ، وغير ذلك من الروابط بين العقل والقلب .
وإن آخر ما استشهد به أصحاب هذا الرأي ، هو أن الإنسان الذي زُرع له قلبٌ صِناعي ، بعد أن تعطّل قلبه الطبيعي ، لا يعود يخاف ، أو يتأثّر بالأحداث ، ولا يهتم بشيءٍ من أمور المستقبل !
– حب القرآن :
سلوا الله قلبًا يُحبُّ القرآن ، يرِقُّ له ويخشع عند سماعه ، ويشتاقُ إليه ، ويُكرِّس همته لأجله ؛ فواللهِ لهو مناط صلاح النفس ، وسِعة الأوقات والأرزاق ، وتولِّي الأكدار ، ومآلُ السعادة في الدارين .