قصة الراهب بحيرا مع النبي ﷺ :
( ١١ ) الحلقة الحادية عشرة من سيرة الحبيب ﷺ :
هيا بنا نصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم .
ونكمل معًا قصه الراهب الذي تفطّن أن محمّد صلى الله عليه وسلم سيكون رسولًا !!
عرفنا أن أبا طالب عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعمل فى التجارة .
وعندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم اثني عشر عامًا أراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام وجهز القافلة .
وعندما أراد الخروج تعلق به النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب من عمه أن يخرج معه فوافق أبو طالب بعد إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم .
فخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا هو السفر الأول له صلى الله عليه وسلم خارج مكة إلى الشام فى عمر اثنى عشر عامًا .
وفى الطريق عندما اقتربوا من الوصول إلى الشام نزلوا قرب دِير ( وهي صومعة تتعبد فيه النصارى ) ، وكانت قوافل قريش تمر عليهم باستمرار فما كانوا يدخلون عليهم ولا كانوا النصارى يخرجون إليهم ولكن عند نزول هذه القافلة هذه المرة عند الدير كان الراهب بحيرا ( الذي كان كبير الرهبان فى هذا الدير ) ينظر الى القافلة فرأى شيئًا تعجب منه كثيرًا !
رأى أن هذه القافلة بالذات وهى تسير تكون فوقها غمامة ( أو سحابة ) تمشى معها فاندهش لذلك !!!
وعندما نزلت القافلة أعد طعامًا كثيرًا وأرسل إلى القافلة يدعوهم إلى الطعام ، وقال لا تتركوا أحدًا صغيرًا ولا كبيرًا ، فكلكم مدعوون إلى الطعام ، فاستجابت القافلة لهذه الدعوة ، ولكن تركوا النبي صلى الله عليه وسلم يرعى لهم أغراضهم ومتاعهم .
فجلسوا جميعًا إلى المائدة يأكلون وظلّ بحيرا يدور حولهم وينظر إلى كل شخص فيهم بِتَمَعُّن .
ثم سأل وقال : هل جئتم كلكم ما تركتم أحدًا ؟
قالوا : ما تركنا أحدًا إلا غلامًا تركناه يرعى متاعنا .
فأرسلوا من يأتي به .
فقال بحيرا : أنا آتي به .
فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يستظل بها .
وبدأ يتأمله ويتفحص فيه والنبي صلى الله عليه وسلم أمامه .
فقال بحيرا له : سألتك باللات والعزى ( لم يكن بحيرا مؤمنًا باللات والعزى وإنما فعل ذلك مثل قريش حتى يغلظ القسم على النبي صلى الله عليه وسلم ).
فتضايق النبي صلى الله عليه وسلم من هذا القَسَم وطلب منه ألا يُقسم بهما لأنهما من أبغض الأشياء إليه صلى الله عليه وسلم ، ( فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد لصنم قط ).
قال بحيرا : إذًا سألتك بالله .
فقبِل النبي صلى الله عليه وسلم .
فبدأ يسأله عن أحواله وعن هيئته وعن ماذا يرى في أحلامه .
والنبى يرد عليه حتى وجد كل شيء يريده موجودًا فيه .
فقال له : اكشف عن ظهرك .
فكشف له النبي صلى الله عليه وسلم ظهره فإذا على ظهره خَاتم النبوة .
فرآه بحيرا فعرفه .. فالتفت إلى أبي طالب .
فقال له : ما يكون هذا منك ؟
قال أبو طالب : هذا ابنى .
قال بحيرا : ما ينبغى أن يكون أباه حيًا .
قال أبو طالب : ابن أخى .
قال : صدقت .
فبماذا نصح بحيرا عم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله .