نوادر وأزاهير..لبعض المشاهير

قرآن وقراء

قرآن وقراء :

سُوَرُ القرآنِ في قصيدة : للشاعر محمود إبراهيم اليمني :

بِالحَمْدِ نَبْدَأُ كُــــــــــــــــــــــلَّ فِعْــــــــلٍ طَيِّبٍ  … ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلى ابْنِ عَبْدِ مَنَـــــــــــــــافِ

بَقَرٌ لِعِمْرَانَ وَبَعْــــــــــــــــــضِ نِسَـــــــــــائِهِ … وَمَوَائِــــــــــدُ الأَنْعَــــامِ بِالأَعْــــــــرَافِ

يَـــــــــا رَبُّ أَنْفِلْنِي بِتَوْبَةِ يُــــــــــــــــــــوْنُسِ … هُوْدٌ وَيُوْسُفُ طَـــاهِرَا الأَطْـــــــــــرَافِ

بِالرَّعْـــــــــــــدِ إِبْرَاهِيْمُ خَــــــــــــافَ بِحِجْرِهِ … وَالنَّحْـلُ أَسْرَى لِلْكُهُـــــــــــــــوْفِ وَافِ

بِمَرْيَمَ العَـــــــــــذْرَا وَطَـــــــــــــه بَعْـــــــدَهَا  … أَكْــــــــرِمْ بِكُلِّ الأَنْبِيَا الأَشْـــــــــــــرَافِ

لِلْحَجِّ يَرْنُو المُؤْمِنُــــــــوْنَ لِنُـــــــــــــــــــوْرِهِ … وَالذِّكْرُ وَالأَشْعَـــــــارُ فِي إِلْحَـــــــــــافِ

وَالنَّمْلُ تَقْصُصُ وَالْعَنَـــــــــــــــــــاكِبُ حَوْلَهَا … وَالرُّوْمُ يَا لُقْمَـــــــــانُ وَهْــــــــــنُ تَلَافِ

لَمْ يَسْجُـــــــــــــــــــــد الأَحْزَابُ مِنْ سَبَأٍ وَلَمْ … يَحْنوا الجباه لِفَــــــــــــــــــاطِرِ الأَسْلَافِ

يس وَالصَّـــــــــــافَّاتِ صَـــــــــــــادٌ وَالزُّمَر … يَا غَــــــــافِرُ فُصِّلَتْ لِي أَوْصَـــــــــــافِي

وَتَشَـــــــــــــــاوَرُوْا فِي زِيْــــنَةٍ مِنْ زُخْرُفٍ … بِدُخَانِهِمْ وَجَثَوْا عَلى الأَحْقَــــــــــــــــافِ

وَمُحَمَّـــــــدٌ بِالفَتْـــــــــــــــحِ جَـــــاءَ مُبَشِّرَا … فِــــــــي حُجْرَةٍ أَلْقَــى عَلَيْهِ بِقَـــــــــــافِ

بِالذَّارِيَـــــــــــــاتِ الطُــــــــوْرِ أَشْرَقَ نَجْمُهُ … قَمَرَاً مِنَ الرَّحْمَـــنِ لَيْسَ بِخَــــــــــــــافِ

وَقَعَ الحَدِيْـــــــــــدُ بِبَأْسِـــــــــــــــهِ فَتَسَمَّعُوْا … بالحَشْرِ يَمْتَحِنُ الأنـــــــــــــام مكَـــــافِ

بِالصَّفِّ صَفَّ المُؤْمِنُــــــــــــــــــــوْنَ لِجُمْعَةٍ … وَأَخُوْ النِّفَـــــــــــاقِ لِغُبْنِهِ مُتَجَــــــــــافِ

قَـــــــــــــــدْ طَلَّقَ الأُخْــــــــرَى فَحَـــرَّمَ رَبُّهُ … مُلْكُ الجِنَـــــــــــــانِ وذاك قدر كـــــافِ

قلم بِـــــــــهِ يحق له العـــــــــروجُ إلى العلا  … يا نُــــــــوْحُ إن الجِنُّ رهـــــــــــن تلافِ

وَتَزَمَّــــــــــــلَتْ وَتَدَثَّــــــــــرَتْ لِقِيَامَــــــــةِ  … والإِنْس أرسل صيحة استعطــــــــــــافِ

نَبَــــــــــــــأٌ عَظِيْـــــــــمٌ زَادَ فِيْــــــهِ نِزَاعَهُمْ  … عَبَسُــــــوْا لَــــهُ مُتَكَوِّرِ الأَعْطَــــــــافِ

وَتَفَطَّرَتْ أَجْسَـــــــــــــــامُكُمْ مِنْ هَوْلِــــــــهِ  … قد طَفَّفُوْا المِكْيَــــــــــــالَ فِي إِسْـــــرَافِ

وَانْشَقَّـــــــــــتْ الأَبْرَاجُ بَعْـــــــــــدَ طَوَارِقٍ  … سَبِّحْ فَــــــــــــــإِنَّ الغَاشِيَــــــــاتِ تُوَافِ

والفَجْرُ أشــرقَ فِي البِـــــــــــــلَادِ وَشَمْسُهُ  … حلت فذهب اللــــــيْل ذو الأطيـــــــــــافِ

أَضْـــحَى الضُّـــحَى فَاشْــــرَحْ فُؤَادَكَ دَائِمَاً  … بِالتِّيْنِ وَاقْــــــــــــرَأ ذَاكَ قَدْرٌ كَــــــــــافِ

بَالبَيِّنَــــــــــــاتِ تَزَلْـــــــــزَلَتْ عَــــــــادِيَةٌ  … بِقَوَارِعٍ أَلْهَــــــــــتْ عَن الإِسْعَـــــــــــافِ

بِالعَصْــــــــــــرِ جَــــــاءَ يَهْمزُ في فِيْــــــله  … لقُرَيْـــــش فِي صَخَبٍ وَفِي إِسْفَــــــــــافِ

مَـــــــن يَمْنَع المَــــــــــــــاعُوْنَ يَنْحَرْ نَفْسَهُ  … وَالكُفْرُ وَلَّى بَعْـــــــدَ نَصْرٍ شَــــــــــــافِ

تَبَّتْ يَـــــــــــــــدَا مَـــــــنْ لا يُوَحِّــــــدُ رَبَّهُ  … فَلَقَ الصَّبَـــــــــــــاحَ وَجَادَ بِالأَلْطَــــــافِ

عُذْ بِالإِلَـــــــهِ مِن الوَسَـــــــــــاوِسِ وَادْعُهُ … يَغْفِر لِنَــــــــــــــاظِمِ هَذِهِ الأَصْــــــــــدَافِ

ثُمَّ الصـــــــــــــــلاة على النبي المصطفى  … والآل والأصحـــــــــــــــــــاب والأَشْرَافِ

كلمة من ذهب :

قال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- : من جمع القرآن فقد حمل أمرًا عظيمًا ؛ لقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه .

فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحد مع من يحد ، ولا يجهل مع من يجهل ؛ لأن القرآن في جوفه . (رواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي)

المنشاوي وعبد الناصر :

طلب أحد الوزراء من الشيخ محمد صديق المنشاوي القراءة في حفل يحضره الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر قائلًا له : سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر .

فاجأه الشيخ بقوله : ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي ؟ ورفض أن يلبي الدعوة قائلا : لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إليَّ أسوأ رسله !!

إنها عزة المؤمن حامل القرآن في جوفه التي أُدرجت النبوة بين كتفيه ولا يوحى إليه .

إنها معية الله التي تحفظ أهل الله وخاصته .. رحم الله الشيخ رحمة واسعة .

المنشاوي والملوك :

كان يقول : لا أشعر بطعم رمضان إلا مع أهلي في مصر .. وكان الملك محمد الخامس ملك المغرب قد عرض عليه الجنسية المغربية وأن يعيش معه عيشة الملوك ، ولكنه رفض ذلك الأمر ، وشكره على ذلك ، وفضل الإقامة في مصر .

وعرض عليه الملك الليبي محمد إدريس السنوسي أن يخصص له قصرًا ضخمًا يعيش فيه ، فرفض بإباء وشمم .

( عن جريدة الأخبار – العدد ( 20035 ) بتاريخ 26 / 6 / 2016م  ).

إنها عزة الإسلام يا سادة .. إنه حامل القرآن يا قادة !!

سِرُّ لَقَبِ الحُصَرِي :

إن سرَّ لقب ” الحصري ” الذي أُطلِق على الشيخ محمود الحصري هو أن والده كان دائمًا ما يقوم بفرش المساجد والزوايا بـــ ” الحصر ” ؛ لذلك قالوا عن الوالد خليل السيد ” الحصري ” نسبة إلى الحصير .. وقد بارك الله له في ولده محمود الذي وُلد في غرة ذي الحجة سنة 1335هـ الموافق 17 من سبتمبر عام 1917م في قرية ” شبرا النملة ” طنطا / الغربية .

وكان والده قد انتقل قبل ولادة ابنه محمود من محافظة الفيوم إلى طنطا .

توفي الشيخ الفذ في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1980م عن عمر ناهز الثالثة والستين بعد حياة حافلة في خدمة القرآن الكريم الذي أتم حفظه في الثامنة من عمره .. وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكات ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة .

الأول :

  • الشيخ الحصري هو أول من سجل القرآن برواية حفص عن عاصم عام 1961م .
  • وأول من سجل القرآن برواية ورش عن نافع عام 1964م .
  • وأول من سجل القرآن برواية قالون ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري عام 1968م .
  • وأول من سجل القرآن المعلم عام 1969م .
  • وأول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر عام 1975م .
  • وأول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن عام 1978م .
  • وأول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض وقاعة الكونجرس الأمريكي .

( رحمه الله رحمة واسعة ).

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وطرائف رمضانية :

كتبت جريدة الأخبار وفي شهر رمضان بعض الطرائف التي حدثت للقراء الكبار وهم يجوبون الأرض يربطونها بالسماء بتلاوة القرآن الكريم بأصواتهم العذبة الندية .. وإليكم طرفًا منها :

منذ أن بدأ قيثارة القراء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م انهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان المبارك وغير شهر رمضان ، ولم تقتصر سفرياته على الدول العربية والإسلامية فقط ، وإنما جاب العالم شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا ، وصولًا إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة ، ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، والمسجد الأقصى بالقدي الشريف ، وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين ، والمسجد الأموي بدمشق ، وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم .. وكانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للاحتفال بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة ، وإذا سألهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبد الباسط يكون ردهم بأن المناسبة هي وجود الشيخ عبد الباسط فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جوًّا من البهجة والفرحة على المكان الذي يحل به ، وهذا يظهر من خلال استقبال شعوب دول العالم له استقبالًا رسميًا على المستوى القيادي والحكومي والشعبي ، حيث استقبله الرئيس الباكستاني في زيارة رمضانية في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة ، وأثناء إحياء الشيخ عبد الباسط ليالي رمضان في جاكرتا بدولة أندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها ، فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفًا على الأقدام حتى مطلع الفجر .

وفي عام آخر سافر الشيخ عبد الباسط إلى جنوب أفريقيا لإحياء ليالي رمضان وصلاة القيام بالمسلمين هناك وعندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريقَ عملٍ إعلاميًا من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه ومعرفة رأيه عما إذا كانت هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره ، فكان أذكى منهم وأسند كل شيء إلى زميله وابن بلده ورفيق رحلته القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الذي رد عليهم بكل لباقة وأنهى اللقاء بوعي ودبلوماسية أضافت إلى أهل القرآن مكاسب لا حد لها فرضت احترامهم على الجميع .

وفي أول زيارة للشيخ على الأراضي السعودية انتهز السعوديون الفرصة ، وطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة ، ولم يتردد الشيخ عبد الباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف ، ولُقب بعدها بصوت مكة ، ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية وإنما تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام ، كما أحيا الشيخ عبد الباسط ليالي رمضان في القدس الشريف .. ومن بين الدول التي زارها الهند ، وفوجئ الشيخ عبدالباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثرًا بهذا الموقف الخاشع .

ندعوكم لقراءة : أئمة وفقهاء 1

نصر الدين طوبار والإذاعة :

هل تعلم أن الشيخ طوبار الذي جاب العديد من دول العالم ، وكرمته كل الدول التي زارها إعجابًا بصوته ، وأنشد داخل قاعة ” ألبرت هول ” بلندن ، ونال إعجاب كل من استمع إلى صوته الشجي في البلاد التي زارها ، وكتبت عنه الصحافة الألمانية :

” صوت الشيخ يضرب على أوتار القلوب ” … كل هذا ولم ينجح -من قبل- عندما تقدم للاختبارات بالإذاعة المصرية إلا في المرة السابعة !! فقد رسب ست مرات !!

شعيشع والمنشاوي ورمضان :

من نوادر قراء القرآن الكريم في رمضان وردت هذه الطرائف في جريدة الأخبار في رمضان أيضًا :

كان الشيخ شعيشع -رحمه الله- القارئ الوحيد الذي يقرأ القرآن وهو يرتدي البدلة والطربوش حتى وصل إلى تركيا لإحياء ليالي رمضان ، وفي المطار قابل القنصل العام للسفارة هناك ، وأخبره بأن الطربوش محرم حتى على أئمة المساجد إلا وقت الصلاة ! فبحث في جيبه فوجد شالًا أبيض قام بلفه على الطربوش ! وعندما سافر إلى إنجلترا قضى اليوم الأول من العيد في مقاطعة ” شيفلد ” فصلى معهم العيد ، ثم سافر إلى برمنجهام فقالوا له : إن العيد اليوم فصلى معهم ، وسافر إلى لندن فصلى معهم العيد !!

وفي طريق الشيخ أبو شعيشع من تركيا إلى يوغوسلافيا لتلاوة القرآن بمقاطعة ” سراييفو ” عاصمة البوسنة والهرسك التي كان يبلغ عدد المسلمين بها نحو ثلاثة ملايين نسمة ، نزلت الطائرة بميونيخ بألمانيا -ترانزيت- فوجد الشيخ بالمطار احتياطات أمن مشددة ضد العرب ، فأوقفوه ظنًا منهم أنه زعيم الفدائيين ولما كان لا يجيد الإنجليزية ولا الألمانية ، اتجه إلى الله يدعوه أن ينقذه من هذه الورطة ، وبعد لحظات سمع صوتا يناديه ، وتبين من صاحبه أنه كان أحد مدربي كرة القدم بالنادي الأهلي فتفاهم مع سلطات المطار وعرفهم بشخصه ، وسافر في طريقه إلى يوغوسلافيا .

ويحكي القارئ الشيخ محمود صديق المنشاوي أحد المواقف الطريفة فيقول : في عام 1979م دعاني المركز الإسلامي في ” برمنجهام ” بإنجلترا لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك ، وقد أنزلني القائمون على المركز في استراحة غريبة الشأن ثم تركوني ورحلوا ، وبعد أن أطفأت الكهرباء لكي أنام سمعت أصواتا في الحجرة ، فخفت وقمت لإنارة الحجرة ، وفجأة وجدت أمامي ما يقرب من ( 30 ) فأرًا مختلفة الأحجام والألوان ينظرون إليَّ جميعهم وهم وقوف على أرجلهم شاخصين البصر في وجهي بتحد غريب ، واعتقدت أنها ” عفاريت ” جاءت لتضيفني ، وقد شعرت أنها ليلة سوداء ، لا نهار لها ، وأذكر أنني ظللت طوال الليلة متيقظًا ، وفي الصباح الباكر ذهبت لرئيس المركز الإسلامي وطلبت منه العودة إلى مصر فورًا ، وبعد أن علم ما حدث لي نقلني إلى سكن آخر في فيلا أنيقة .

ويضيف المنشاوي قائلًا : وفي الفيلا الأنيقة كان لي حكاية جميلة ، فمن عاداتي أن أقرأ القرآن الكريم بصوت مرتفع ، ولهذا أخذت أقرأ في الفيلا بنفس طريقتي المعهودة ، فجاءني الطاهي وطلب مني أن أخفض صوتي في قراءة القرآن الكريم لأن الجيران اشتكوا له من هذا الأمر ، ولأنهم من غير المسلمين لا يريدون سماع القرآن ، فبدأت أخفض صوتي ، وفي اليوم التالي وأنا أقرأ القرآن الكريم بصوت منخفض سمعت حركة في حديقة الفيلا ، وعندما ذهبت لأرى ما يحدث وجدت الجيران جاءوا أسفل الشرفة ليستمعوا للقرآن منصتين ، وتكرر هذا المشهد طوال الفترة التي مكثت فيها في هذه الفيلا فكانوا يأتون كل يوم الساعة الثانية ظهرًا ليستمعوا للقرآن الكريم .

ويروي الشيخ موقفًا آخر حدث له في رحلته الرمضانية إلى ماليزيا .. فيقول : بعد هبوط الطائرة في مطار ماليزيا توجهت بي سيارة إلى أحد الفنادق ، وأثناء الطريق إذ براديو السيارة يعلن وصول القارئ الشيخ محمود صديق المنشاوي ، ويطلب من المسلمين التوجه إلى أحد المساجد في العاصمة ، وكان من لديه سؤال يجهزه ليحيب عنه ، وعندما وصلت إلى الفندق وجدت التليفزيون يكرر نفس الكلام ، فأخذتني الرهبة من هذه الحفاوة ، وأصابتني رهبة أخرى من مسئولية الفتوى والإجابة عن أسئلة لست مؤهلًا للإجابة عليها ، وأخذت أسأل نفسي عن كيفية التخلص من هذا المأزق ، ولكنني لم أجد حلًا ، وذهبت بعد الإفطار إلى المسجد ، فوجدت أنه شديد الاتساع ومليء بالبشر ، ورأيت عددًا كبيرًا من الأجولة المليئة بملايين الأوراق التي بها الأسئلة الموجهة لي ، فانزعجت جدًا وزادت رهبتي ، وعجزت عن أن أجد حلًا لهذه الورطة ، وكان من المفروض أن أقرأ من القرآن لمدة عشر دقائق فقط ثم أبدأ الإجابة على الأسئلة ، وقلت لنفسي سوف أقرأ القرآن لمدة ساعتين حتى تحين صلاة العشاء ، ولا أجيب على أي سؤال ، ولكن لم استطع ذلك فقرأت عشر دقائق فقط ، وبدأت الأسئلة تنهال عليّ ، وكاد قلبي يتوقف لولا تدخل العناية الإلهية حيث كانت كلها أسئلة بسيطة تدور حول كيفية الوضوء ومبطلاته ، والصلاة ومبطلاتها ، وعدد ركعات صلوات اليوم ، فوجدت الأمر سهلًا وزادت ثقتي بنفسي وزالت رهبتي .

أبو الوفا وأموال اليتامى :

الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي من الأصوات الشجية المؤثرة ، يحكى أنه كان في الصعيد ، وكان في إحدى الحفلات يقرأ من سورة النساء : ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا ” وأخذ يكررها عدة مرات ، ففوجئ بمن يذهب إلى صاحب الحفل متوترًا مهزوزًا ويقول له : هذا الشيخ أرعبني بتكراره هذه الآيات ، وأنا أشهدك أنني سأرد أموال اليتامى بسبب هذا الشيخ !!

( عن جريدة الأخبار في 21 من رمضان 1437هـ / 26 من يونيو 2016م – العدد ( 20035 ) ).

القارئ فتحي المليجي وحكاياته :

فيما يتعلق برحلات القارئ الشيخ فتحي المليجي الرمضانية فحدث ولا حرج فهو لوحده حكاية طويلة لا حصر لها لما فيها من مواقف ومشاهد وأحداث ، فقد شاهد وصادف ما لا يجتمع في حياة إنسان واحد فعلى يديه أسلمت وكيلة وزارة في أسبانيا وبصوته رفع أول أذان بصوت عال بمدريد .

في أحد الأعوام سافر الشيخ المليجي إلى أسبانيا لقراءة القرآن بمسجد الملك عبد العزيز بمدريد ، وكان القائم عليه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض وقتها وكانت إحدى المسئولات في درجة وكيل وزارة بأسبانيا دائما ما تأتي للمسجد لتستمع للقرآن الكريم منه وكانت هذه المرأة تجيد سماع اللغة العربية وتقرأ القرآن بالعربية ، ولكنها لا تتحدث بها ، وحين سألها بواسطة المترجم عن سبب مجيئها لسماع القرآن قالت : ربما أراد الله لي خيرًا وبعد الانتهاء من قراءة القرآن في هذه الليلة قالت له : هل من فرصة لديكم أعلن فيها إسلامي ؟ فأخذته الدهشة ، وتسرع قائلًا : وغدًا بإذن الله تطوفين بالبيت الحرام ، وكان لا يملك ذلك لكنه قاله ، فقالت له : وأنا لك عندي مكافأة .. فقال لها : إن كانت مادية فلا أريدها وإن كانت معنوية فسوف أشكرك عليها ، فقالت : وإن كانت معنوية فماذا تريد ؟ فقال لها : أنت مسئولة في هذا البلد ، وها أنت ترين أن أصواتنا لا تخرج من هذا المكان ولا من باب المسجد ، فهل تتفضلين وتوافقين على تركيب مكبر صوت حتى نخرج بالأذان خارج المسجد ، وبعد صمت أجابت : ليكن ذلك ، وبالفعل كانت هذه المرة الأولى في تاريخ أسبانيا التي يضعون فيها مكبر صوت فوق مسجد ، وقد تم تركيب المكبر في اليوم التالي مباشرة ، وفي نفس اليوم حضر الأمير سلمان بن عبد العزيز من مكة وعلم بالحكاية فقال للشيخ المليجي : أنت وهي بصحبتي إلى بيت الله الحرام غدًا ، غير أن الشيخ المليجي اقترح عليه أن تذهب تكاليف العمرة الخاصة به لشيء آخر وهو بناء مئذنة للمسجد فإذا بالأمير يقول : لك عمرة ومئذنة ، وبالفعل تم هذا وذهب الثلاثة لأداء العمرة وبعد العودة إلى أسبانيا مرة أخرى وجدوا المئذنة قد بنيت بالفعل .

القارئ سيد عبد الشافي وسيف عبد الرحمن :

ذات مرة في شهر رمضان المبارك سافر القارئ الشيخ سيد عبد الشافي إلى ولاية ” بيشاور ” الباكستانية ، وكان في استقباله رجل طويل وعريض وذو لحية بيضاء ضخمة ، وقد علم أن اسمه مولانا سيف الرحمن أحد مسئولي وزارة الأوقاف الباكستانية ، واصطحبه هذا الرجل إلى أحد الفنادق وأنزله في غرفة مستقلة ، واستقل هو غرفة مجاورة وعند ما جاء وقت السحور أيقظه لتناول وجبة السحور ، فقام الشيخ عبد الشافي مسرعًا لغسل يده ، وبعد أن فرغ من ذلك خرج فإذا بمولانا سيف الرحمن قد قضى على طعام السحور كله ، ولم يكن أمام الشيخ عبد الشافي سوى العودة إلى النوم مرة أخرى والصوم بدون سحور ، وفي اليوم التالي في موعد السحور فوجئ الشيخ عبد الشافي بوزير الأوقاف ينام على الأرض خارج باب غرفته حتى يضمن له السحور بعد أن علم ما فعله سيف الرحمن .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى