فضل سجود التلاوة وقصته
فضل سجود التلاوة :
– قال الله تعالى : ” وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب “. (العلق : 19)
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد “. (صحيح مسلم)
– والسجود هو أجمل وأصدق تعبير عن العبودية لله سبحانه وتعالى ؛ حيث الوجوه في التراب والقلوب في السماء .
– فثق أخي المسلم الفاضل بأنك لن ترتفع إلا إذا خضعت لله ساجدًا .
– فأروع ما في السجود أنك تهمس في أذن الأرض ، فيسمعك من في السماء ، فيجبر كسرًا ، ويضمد جراحًا، ويذهب همومًا.
– فإذا ضاق صدرك ” اسجد “.
وإذا تشتت فكرك ” اسجد “.
وإذا تغير قلبك ” اسجد “.
– لقوله تعالى : ” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴿٩٧﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ ﴿٩٨﴾”. (الحجر : 97-98)
– فالحزن يرحل بسجدة ، والفرح يأتي بدعوة ، ولو كانت هناك محلات لبيع السعادة لوجدت البشر يتهافتون عليها ، ويشترونها بأغلي الأثمان ، لكنهم يجهلون بأن السجدة بين يدي الله تأتي بالسعادة .
– وقد حث نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم على السجود .
– فعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل أعمله يُدخلني الله به الجنة ، فقال : ” عليك بكثرة السجود ، فإنك لا تسجد لله سجدة ، إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك خطيئة “. (صحيح مسلم)
– وفي السجود قهر للشيطان ، فقد أمر الله إبليس بالسجود لآدم فأبى .
– فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ” إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ، ويقول : يا ويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيت ، فليَّ النار “. (صحيح مسلم)
– لأن إبليس خالف أمر ربه وامتنع عن السجود تكبرًا ، ولم يجاهد نفسه على طاعة الله ، فطرده الله من رحمته ، وجعله رجيمًا .
- ومن فضل السجود أيضًا :
– أن الله سبحانه وتعالى أثني على الساجدين ، فقال تعالى : ” سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ “. (الفتح : 29)
– وقال المفسرون : يظهر على وجوههم السمت الحسن والخشوع والوقار .
– ويوفيهم الله أجورهم فيُحرم على النار أن تأكل أثر السجود .
– فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود “. (متفق عليه)
- ودعاء سجود التلاوة :
– ” سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين “. (رواه الترمذي وحسَّنه الألباني)
- ومن أدعية سجود التلاوة أيضًا :
– ” اللهم اكتب لي بها عندك أجرا ، وضع عني بها وزرا ، واجعلها لي عندك ذخرا ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود “. (رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي)
ندعوكم لقراءة : ماذا تنوي عند تلاوة القرآن الكريم ؟
وقد ورد في القرآن الكريم خمس عشرة سجدة ، وقد أبدع من أورد سجود التلاوة في قصة جميلة مرتبة حيث قال :
– كانت هناك شابة يافعة تحب القرآن اسمها
( أعراف )
تقدم لخطبتها شباب البلدة ..
وكانت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن جمعت بينها وبين شاب حافظ للقرآن الكريم كاملًا اسمه
( رعد )
تزوجا و قضيا شهر العسل في جزيرة
( النحل )
رزقهما الله من الذرية
( إسراء ) و ( مريم )
ولكنهما رغبا في الولد ؛ فقيل لهما افعلا الخير واستغفرا الله ..
يمددكما الله بأموال وبنين ويحقق لكما الأماني بإذنه تعالى ..
فدأبا على الاستغفار ، والذكر والصدقة ..
ثم ذهبا لتأدية فريضة
( الحج )
وداوما على الخير ..
ولم يُرزقا بالولد ،
ولكنهما استمرا في عمل الخير والذكر ..
وعاودا
( الحج )
مرة ثانية ؛ فاستجاب لهما علام الغيوب ورزقهما طفلاً جميلًا ، اختارا له اسم
( فرقان )
نما وكبر قليلًا ، وكانت الأسرة العارفة بالله فرحة بولدها الصغير ..
وفي يوم من الأيام هجمت مجموعة من
( النمل )
على الطفل ، وقرصته ؛ فمرض الطفل ..
وحزنت الأسرة لذلك ، ولكنها تصدقت طلباً للشفاء من الله تعالى للصغير ، واستغفروا الله وسبحوه وحمدوه ، وداوموا على ذلك ؛ فَمَنّ الله الرؤوف الودود بالشفاء على الطفل ؛ وفرحت الأسرة لشفائه ، وسجدوا لله
( سجدة )
شكرًا لله وعرفانًا بفضله عليهم ..
وفي يوم الجمعة ذهبت الأسرة للنزهة بجوار البحيرة ، فنصب الأب خيمة ، والأطفال يلعبون ويمرحون ..
وعند حلول وقت الغداء ، ذهب الأب إلى الشاطئ و
“( صاد )”
سمكة كبيرة أعطاها لزوجته لطهيها ، ولكن السمكة كانت أكبر من المقلاة ..
فماذا فعلت الأم ؟!!
( فصلت )
رأس السمكة عن جسدها وطهتها وأكلوا ، وحمدوا الله على الرزق والعافية ..
وبعد حلول المغرب نظر الأب إلى السماء فوجد
( النجم )
ساطعًا جميلًا ..
وبحلول الظلام هبت رياح قوية أدت إلى
( انشقاق )
الخيمة !!
عندها قررت الأسرة العودة من النزهة وهي حامدة لله تبارك وتعالى على نعمه وفضله ..
وفي الطريق قرأوا وردهم من القرآن المجيد من سورة
( العلق )
حتى نهاية القرآن ..
وعادوا بسلامة الله الحنان المنان إلى البيت بسلام ..
ترتيب السجدات بالقرآن العظيم :
– 15 سجدة تلاوة :
الأعراف – الرعد – النحل – الإسراء – مريم – الحج – الحج – الفرقان – النمل – السجدة – ص – فصلت – النجم – الانشقاق – العلق .