همم وقمم

عابد الزمان

عابد الزمان :

رجلٌ عظيم ، رجلٌ كريم ، رجلٌ حليم ، عالمٌ كبير ، وفوق كل ذي علمٍ عليم .

يصدق فيه قول المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ … وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ

وتعظم في عين الصغيرِ صغارُها … وتصغر في عين العظيمِ العظائمُ

– محطات في حياته :

وُلد في 25 يناير 1948م في حي الخليفة بالقاهرة .

تخرج في القسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر عام 1969 .

حصل على الماجستير في أصول الفقه من قسم أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة عام 1974 ، وكان موضوع البحث التكميلي [ حجية قول الصحابي ].

حصل على بكالوريوس الهندسة من قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1976 .

حصل على الدكتوراه في أصول الفقه من قسم أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بالقاهرة ، بمرتبة الشرف الأولى عام 1983 وكان موضوع أطروحته [ كتاب التحرير لما في مناهج الأصول من المنقول والمعقول ] لولي الدين العرابي تحقيق ودراسة .

– التدرج الوظيفي :

عُيِّن مدرسًا لأصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة في 2 سبتمبر 1986 .

حصل على درجة الأستاذ المساعد في أصول الفقه بتاريخ 2 سبتمبر 1992 .

حصل على درجة الأستاذية في أصول الفقه بتاريخ 5 يونيو 1999 .

تولى رئاسة قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين في القاهرة خلال الفترة من 9 يوليو 1999 وحتى 21 يوليو 2008 .

أصبح أستاذًا متفرغًا منذ 1 أغسطس 2008 .

– مؤلفاته :

ألّف العديد من الكتب الأصولية والتحقيقات العلمية ومنها :

السبيل لتصفية علم الأصول من الدخيل .

مقدمات النسخ .

درس أصول الفقه المصفى المحلي في مسائل المجمل والمبين والنسخ والسنة والإجماع .

القصص القرآني وأثره في استنباط الأحكام .

موسوعة أسباب الإجمال .

حجية قول الصحابي .

مدخل الهائب إلى تيسير وتحرير مختصر ابن الحاجب .

نحو منهج جديد في تخريج الفروع على الأصول .

مذكرة المعاوضات في فقه البيوع .

التحرير لما في منهج الأصول من المنقول والمعقول دراسة وتحقيق .

نصوص أصولية من شرح الإسنوي على منهاج البيضاوي في مسائل المجمل والمبين والنسخ والسنة والإجماع .

عيون الأصول .

درس أصول الفقه المصفى المحلي في القياس والأدلة المختلف فيها والاجتهاد والتعارض والترجيح .

نصوص أصولية من شرح الإسنوي على منهاج البيضاوي في مسائل القياس والأدلة المختلف فيها والاجتهاد والتعارض والترجيح .

بحث أصولي مبتكر عن شروط الاجتهاد .

– الوفاة :

تُوفي في السابع من ربيع الأول عام 1444 هـ الموافق للثالث من أكتوبر 2022م وذلك بعد صراع مع المرض .

– جنازته :

شيع عشرات الآلاف جنازته في مشهد مهيب ، وتجمع المئات بمصلى العيد بمنطقة التونسي في القاهرة لأداء صلاة الجنازة ، في الوقت الذي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل التعزية في وفاته .

كان الشيخ رحمه الله يؤم المصلين في ( مسجد عباد الرحمن ) الموجود إلى جوار ضريح الإمام الشافعي بحي الخليفة ، وهو مسجد يحاكي في حلته المعمارية باقي المساجد ، وهو 7 أدوار ، إلا أنه من الداخل يفترش رواده جلود الأغنام كنوع من التقشف والزهد والتقرب لحالة البساطة التي كانت عليها مساجد المسلمين الأوائل .

شهر رمضان : في شهر رمضان كان الشيخ يصلي المغرب ويطيل الركوع والسجود لتنتهي قبل صلاة العشاء ، وهي التي يبدأها الشيخ في الحادية عشرة مساء بعد تناول الإفطار هو وتلامذته ، ثم يصلّى التراويح حتى وقت السحور ، ثم الفجر حتى الضحى .

منهج الشيخ : اهتم الشيخ -رحمه الله- بتربية النفس وتزكيتها بالعبادة .. ويتميز طلاب الشيخ بالأدب الجم والتواضع الشديد ، وجلهم من حفظة كتاب الله والإقبال على العبادة وتعلم العلم النافع .

وكان للشيخ درس ثابت يوم الأربعاء من كل اسبوع ، يأتي اليه طلبة العلم الربانيين من كل حدب وصوب .

ومن أهم دروسه شرحه لكتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى .

ومن أشهر دروس فضيلته شرح فقه الحج فى موسم الحج ، وشرح فقه الصيام فى شهر رمضان .

وكان الشيخ من فقهاء الشافعية القلائل على مستوى العالم الإسلامي بشهادة أقرانه من الفقهاء والعلماء الربانيين .

ويتميز أكثر طلبة سماحته بالدراسة الشرعية فى جامعة الأزهر الشريف ، وأكثرهم من حملة الماجستير والدكتواره .

– عبادة الشيخ فى رمضان :

اشتهر فضيلته بازدحام مسجده العامر [ عباد الرحمن ] بطلبة العلم الربانيين ، ومن العَوَام للصلاة خلفه صلاة تامة خاشعة مطمئنة ، وتسمع القرآن الكريم منه غضًا طريًا .

ويذكرك حاله بحال السلف الصالح رحمهم الله تعالى ، الذين قرأنا عنهم ولم ندركهم .

ويختم الشيخ القرآن موزعًا على الصلوات الجهرية ( المغرب – والعشاء – والفجر ) سبع مرات تقريبًا ، ويشتد الاجتهاد فى العبادة فى العشر الأواخر من رمضان ، فلا تجد فى المسجد موضع قدم نظرًا لازدحامه بالمصلين .

وربما قرأ فضيلته البقرة وآل عمران في الركعة الأولى ، وفى الركعة الثانية النساء وهكذا .

( وليست هذه الصلاة بدعًا من القول وإنما هى موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ).

واشتهر الشيخ بالصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ يشبه في ذلك سلطان العلماء العز بن عبدالسلام الفقيه الشافعي الشهير .

أعرب أستاذ المقاصد الإسلامية د. وصفي أبو زيد عن حزنه لرحيل الفقيد ، وقال في بيان عزاء عبر حسابه الرسمي على [ فيسبوك ] : { هو الرجل العملاق ، وبحر العلم الذي لا ساحل له ، والأصولي الراسخ ، والعابد الزاهد ، والقانت المصلي ، والخاشع المتبتل }.

وأضاف أنه : { كان عالمًا بحرًا ، أصوليًّا متفردًا ، زاهدًا مشفقًا ، عابدًا قانتًاً ، لم يرهبه سيف السلطان ولا ذهبه ، ظل بعيدًا عن الأضواء ، وبعيدًا عن الأعراض الدنيوية الفانية حتى لقي الله صابرًا راضيًا محتسبًا }.

– الأثر الطيب :

وأشار القاضي السابق المستشار محمد وفيق زين العابدين في عزائه إلى الأثر الطيب للراحل .

وقال في بيان عزاء عبر حسابه الرسمي على [ فيسبوك ] :

{ الإرث الذي تركه الشيخ هو “النموذج” ، المثال الحي على أنك تستطيع أن تعيش حياة السلف الفريدة التي تقرأ عنها في الكتب بكل تفاصيلها في الإخبات والزهد والورع والتواضع والجد في العبادة ، مهما كانت طبيعة حياتك المهنية ومهما كنت مكلفًا بأعباء في الدعوة والعلم والعمل ، حتى لو كنت أستاذًا جامعيًا أو شيخًا كبيرًا أو عالمًا في تخصصك }.


رحم الله عابد الزمان العالم العلامة الأستاذ الدكتور : أسامة عبد العظيم .

ندعوكم لقراءة : محدث مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى