لغة الضاد

صلاح وإصلاح

الصلاح والإصلاح ، كلاهما فَلَاح ، بإذن الملك العليم الفتاح ، والإصلاح أعظم وله مفتاح ؛ ومفتاحه العزيمة والكفاح ، والنتيجة نجاحٌ تلو نجاح .

والمعاني في معاجم لغتنا الجميلة :

  • في المعجم الوسيط :

صَلَحَ ـ صَلاحًا ، وصُلُوحًا : زال عنه الفساد .. و الشيءُ : كان نافِعًا أو مناسبًا .. يقال : هذا الشيء يصلح لك .
( صَلُحَ ) ـ صَلاحًا ، وصُلُوحًا : صَلَح فهو صليح .. فهو صَليح .

( أَصْلَحَ ) في عمله أو أمره : أتى بما هو صالح نافع .
والشيء : أزال فساده .
وبينهما ، أو ذات بينهما ، أو ما بينهما : أزال ما بينهما من عداوة وشِقاق .
وفي التنزيل العزيز : ” وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا “.
و : ” فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ “.
واللهُ لفلانٍ في ذُريتِهِ أو مالِهِ : جعلها صالحة .
وفي التنزيل العزيز : ” وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي “.
( صَالَحَهُ ) مُصَالحَة ، وصِلاحًا : سالَمَهُ وصافاه .
ويقال : صالحه على الشيء : سلك معه مسلك المسالمة في الاتِّفاق .
( اصْطَلَحَ ) القومُ : زالَ ما بينهم من خلاف .
وعلى الأمر : تعارفوا عليه واتفقوا .. ( تَصَالَحُوا ) : اصطلحوا .. ( اسْتَصْلَحَ ) الشيءُ : تهيَّأ للصلاح .
والشيءَ : أصْلَحَهُ .. وطلب إصلاحَه .
وعدَّهُ صالحًا .. ( الاصْطِلاحُ ) : مصدر اصطَلح .
واتفاقُ طائفة على شيءٍ مخصوص ، ولكلِّ علم اصطلاحاتُه .

( الصَّالِحُ ) : المستقيم المؤدِّي لواجباته .. ( ج ) صُلَحاء .
وربما استعمل في الكثير الوافر ، فيقال : عنده قدرٌ صالحٌ من المال .. ويقال : وَاتتْنِي صالحةٌ من فلانٍ : نِعمةٌ وافرة .. ( ج ) صوالِحُ .
( الصَّلاحُ ) : الاستقامة ، والسَّلامة من العيب .
( الصَّلاحِيَةُ ): الاتِّساق في عمل مّا .. والصلاحية للعمل : حسن التهيؤ له .. والصلاحية لِذِي السلطان : مَدَى ما يخَوِّله القانون التصرف فيه .
و ( في التربية وعلم النفس ) : قدرة طبيعية على اكتساب أنماط معينة من السلوك .. ( الصُّلْحُ ) : إنهاء الخصومة ، وإنهاء حالة الحرب.
والسَّلم .. وقد يوصف بالمصدر ؛ فيقال : هو صلح لي ، وهم لنا صلح : مصالحون .. ( الصَّلِيحُ ) : الصالِح .. ( ج ) صُلَحَاء .. ( المَصْلَحَةُ ) : الصَّلاح .. والمنفعة .. وهيئة إدارية فرعية من وزارة تتولى مِرْفَقًا عامًّا .. يقال : ( مصلحة المساحة ) ، و( مصلحة الضرائب ) .. ( ج ) مَصالح .. ( محدثة ).

  • وفي لسان العرب :

الصَّلاح : ضدّ الفساد ؛ صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحًا وصُلُوحًا ؛
وأَنشد أَبو زيد :
فكيفَ بإِطْراقي إِذا ما شَتَمْتَني ؟
وما بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ

وهو صالح وصَلِيحٌ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ، والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ ؛ وصَلُح : كصَلَح ، قال ابن دريد : وليس صَلُحَ بثَبَت .

ورجلٌ صالحٌ في نفسه من قوم صُلَحاء ومُصْلِح في أَعماله وأُموره ، وقد أَصْلَحه الله ، وربما كَنَوْا بالصالح عن الشيء الذي هو إِلى الكثرة كقول يعقوب : مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطر ؛ هي مَطَرَةٌ صالحة ، وكقول بعض النحويين ، كأَنه ابن جني : أُبدلت الياء من الواو إِبدالًا صالحًا .
وهذا الشيء يَصْلُح لك أَي هو من بابَتِك .

والإِصلاح : نقيض الإِفساد .
والمَصْلَحة : الصَّلاحُ .. والمَصلَحة واحدة المصالح .
والاسْتِصْلاح : نقيض الاستفساد .
وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده : أَقامه .. وأَصْلَحَ الدابة : أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ .

وفي التهذيب : تقول أَصْلَحْتُ إِلى الدابة إِذا أَحسنت إِليها .

والصُّلْحُ : تَصالُح القوم بينهم .. والصُّلْحُ : السِّلْم .. وقداصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا ، مشدّدة الصاد ، قلبوا التاء صادًا وأَدغموها في الصاد بمعنى واحد .. وقوم صُلُوح : مُتصالِحُون ، كأَنهم وصفوا بالمصدر .

والصِّلاحُ ، بكسر الصاد : مصدر المُصالَحةِ ، والعرب تؤنثها ، والاسم الصُّلح ، يُذكر ويُؤنث .
وأَصْلَح ما بينهم وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحًا ؛
قال بِشْرُ ابن أَبي خازم :
يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ … وما فيها لهمْ سَلَعٌ وقارُ
وقوله : وما فيها أَي وما في المُصالَحة ، ولذلك أَنَّث الصِّلاح .

وصَلاحِ وصَلاحٌ : من أَسماء مكة ، شرفها الله تعالى ، يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عز وجل : حَرَمًا آمنًا ؛ ويجوز أَن يكون من الصَّلاحِ ، وقد صُرف ؛ قال حَرْبُ بن أُمية يخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ ؛ وقيل هو للحرث بن أُمية :

أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ … فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى من قُرَيْشِ

وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فيهم … أَبا مَطَرٍ ، هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ

وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحًا … وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ

قال ابن بري : الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح ؛ قال : والأَصل فيها أَن تكون مبنية كقطام .

ويقال : حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لم يَدينوا للمَلِك ؛ قال : وأَما الشاهد على صلاحِ بالكسر من غير صَرْف ، فقول الآخر :
مِنَّا الذي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّنًا … لم يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ
يعني خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ .

قال ابن بري : وصَلاحِ اسم علم لمكة .

وقد سمَّت العربُ صالحًا ومُصْلِحًا وصُلَيحًا .

ندعوكم لقراءة : رحمة ورحمت

– الصالح والمصلح :

ولا شك أن الصلاح هو الغاية المطلوبة من العباد في الاعتقاد والأقوال والأعمال ؛ فبغير الصلاح لا يُقبَل أي عمل ولا تحصل أي قربى ، ولا تُوضع البركة في الأموال والأنفس والثمرات .

وإن من الأشياء العظيمة أن يكون الإنسان صالحًا في قوله وعمله ، ولكن الأعظم من ذلك أن يكون مُصلحًا في قوله وعمله ؛ فالصالح قد اكتفى بنفسه عن الخلق ، وأما المصلح فقد حمل هموم الخلق ، وتصدى لإصلاحهم ، وإن الصلاح يُستجلَب به الخير والبركة والنماء ، أما الإصلاح فيدفع الله به عن البشر الشرَّ والهلاكَ .

– مادة ” صلح “ في القرآن :

تواتر ورود مادة ( صلح ) في القرآن الكريم ، ما يدل على مركزية هذه المادة وأهميتها في الخطاب القرآني .

ولا غرابة في ذلك ، فالقرآن في الأساس هو دعوة إلى الصلاح والإصلاح ، صلاح العالَم وإصلاح الناس ، وهو بالمقابل حرب على الفساد والإفساد .

ويختص ( الصلاح ) بالأفعال غالبًا .

وقوبل في القرآن تارة بالفساد ، وتارة بالسيئة ، قال تعالى : ” خَلَطُواْ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا “. (التوبة : 102)
وقال سبحانه : ” وَلَا تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا “. (الأعراف : 56)

و( صلاح ) اسم من أسماء مكة .. و( صالح ) اسم النبي المرسل إلى قوم ثمود ، قال تعالى : ” وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا “. (الأعراف : 73)

وقد ورد لفظ ( صلح ) ومشتقاته في القرآن الكريم في ثمانين ومائة موضع ، جاء في صيغة الفعل في ثلاثين موضعًا ، من ذلك قوله تعالى : ” وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ “. (الأنفال : 1)

في حين ورد في صيغة الاسم في خمسين ومائة موضع ، من ذلك قوله تعالى : ” وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ” (النساء : 128) .. وقرن القرآن الكريم بين الإيمان والعمل الصالح في واحد وخمسين موضعًا ، من ذلك قوله تعالى : ” وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ “. (البقرة : 25)

معان كثيرة : و( الصلاح ) قد يشمل معاني كثيرة : منها ( الصلاح ) في استواء الخلق ، ومنها ( الصلاح ) في الدين ، و( الصلاح ) في العقل والتدبير .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى