سيرة الحبيب ﷺ

صفة رسول الله ﷺ 2

تابع صفة رسول الله ﷺ :

( ٥ ) الحلقة الخامسة من سيرة الحبيب ﷺ :

كنا قد توقفنا عند صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والآن نكمله ..

صلوا عليه .

تصف لنا أمُّ مَعبَدٍ رضي الله عنها وصفًا دقيقًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فتقول :
” رأيتُ رجُلًا ظاهِرَ الوَضاءةِ ( أي أن جماله صلى الله عليه وسلم وحُسن منظره يظهر لكل من رآه سواء كانت هذه الرؤية عن قُرب أم عن بعد ) ، أبلَجَ الوَجهِ ( مشرق الوجه ) ، لم تَعِبْه نُحلَةٌ ، ولم تُزْرِ به صُقْلةٌ ( أي لم يُعِبهُ نحول البدن ) ، وَسيمٌ قَسيمٌ ( حسن جميل ) ، في عَينِه دَعَجٌ ( يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان شديد سواد العين مع اتساعها ، شديد بياض بياضها ) ، وفي أشفارِه وَطَفٌ ( في شعر أجفانه طول ) ، وفي صَوتِه صَهَلٌ ( بحة وخشونة ) ، وفي عُنُقِه سَطَعٌ ( طول ) ، وفي لِحيَتِه كَثاثةٌ ( أي : كثافة ) ، أزَجُّ ( الحاجب الرقيق في الطول ) ، أقرَنُ ( أي : مقرون الحاجبين ) ، إنْ صَمَتَ فعليه الوَقارُ ، وإنْ تَكلَّمَ سَما ( علا برأسه ) وعَلاهُ البَهاءُ ، أجمَلُ الناسِ وأبْهاهُ مِن بَعيدٍ ، وأجلاهُ وأحسَنُهُ مِن قَريبٍ ، حُلوُ المَنطِقِ ، فَصلٌ لا نَزرٌ ولا هَذَرٌ ( الهَذَر من الكلام ما لا فائدة فيه ، والنَّزَر : القليل .. فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن هذا ولا هذا ، وإنما كان كلامه فصلًا واضحًا ) ، كأنَّ مَنطِقَه خَرَزاتُ نَظمٍ يَتحَدَّرنَ ، رَبعةٌ ( ليس بالقصير ولا بالطويل ) لا يأْسَ مِن طولٍ ( لا يجاوز الناس طولًا ) ، ولا تَقتَحِمُه عَينٌ مِن قِصَرٍ ( لا تزدريه ولا تحتقره ) ، غُصنٌ بينَ غُصنَيْنِ ، فهو أنضَرُ الثلاثةِ مَنظَرًا ، وأحسَنُهم قَدرًا ، له رُفَقاءُ يَحُفُّونَ به ، إنْ قال أنصَتوا لقَولِه ، وإنْ أمَرَ تَبَادَروا لِأمْرِه ، مَحشودٌ ( يجتمع إليه الناس ) مَحفودٌ ( يخدمه أصحابه ويعظمونه ) ، لا عابسٌ ولا مُفَنَّدٌ ( ليس عابس الوجه ، وليس منسوبًا إلى الجهل وقلة العقل )”.

صلوات الله وسلامه عليه .

ويقول سيدنا جابر بن سمرة رضي الله عنه :
” كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ضَلِيعَ الفَمِ ( واسع الفم ) ، أَشْكَلَ العَيْنِ ( وهو الذي في بياض عينه حمرة ، وهو شيء جميل ومحمود ) ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْن ( قليل لحم العَقِبَين )”.

وقد رأت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا : رأت أنه خرج منها نورٌ أضاءت له قصور الشام .

فاللهم صل وسلم على النور الهادي والسراج المنير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

وفي الحلقة القادمة سيكون حديثنا عن ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إن شاء الله .

ندعوكم لقراءة : ميلاد النبي ﷺ

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى