– سيد الأصفياء صلى الله عليه وسلم :
يا مَن له عز الشفـــــــــــاعة وحده وهو المُنَزَّهُ ، ما له شفعــــــــــــــــاءُ
عرش القيــــــــــامة أنت تحت لوائه والحوض أنت حِيالهُ السقــــــــــــــاءُ
تروي وتسقي الصــــــالحين ثوابهم والصالحات ذخــــــــــــــــائرٌ وجزاءُ
ألمثل هــــذا ذقت في الدنــيا الطوى وانشــــــقَّ مِن خَلَقٍ عليــــــك رداءُ ؟
أنت الـــــــــذي نظم البَّــــريةَ دينُهُ مــــــــاذا يقول وينظم الشعــــــراءُ ؟
المصلحون أصــــــابعٌ جُمِعت يدًا هي أنت ، بل أنت اليَدُ البيضــــاءُ
– النبي يتبسم :
تقول زوجه السيدة عائشة رضي الله عنها : ” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته ، إنما كان يتبسم “. (متفق عليه ، البخاري : 4828 – ومسلم : 899)
” اللهوات ” جمع لهاة : وهي اللحمة التي في أقصى سقف الفم .
– الوجه الطلق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه : ” لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق “. (أخرجه مسلم : 2626 ، وأحمد : 21559)
– كلامه أزاهير :
أقسم ربنا بالنجم -ولا يقسم ربنا إلا بعظيم- قال الملك عز وجل : ” وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوإِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)”. (النجم : 1-5)
ولله در القائل :
ومن تلكم الآيــــــات وحيٌّ أتى به قريبُ المــــــآتي مستجمُّ العجائبِ
تقاصرت الأفكــــارُ عنه فلم يطع بليغًا ولم يخطر على قلب خاطبِ
حوى كل علم واحتوى كلَّ حكمةٍ وفــات مرامَ المستمر المـــواربِ
كان صلى الله عليه وسلم : حلو المنطق ، فضلًا ظن لا نَزرًا ولا هَذرًا ، كأن منطقه خَرَزَات نظمن يَتَحدَّرن. وكان صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان ، كمال البيان ، نصاعة لفظ ، وجزالة قول ، وصحة معان . أوتي جوامع الكلم ، وخُصَّ ببدائع الحِكَم ، وعلم ألسنة العرب ، يخاطب كل قبيلة بلسانها ، ويحاورها بلغتها ، اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها ، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها ، إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي . (عن الرحيق المختوم للمباركفوري)
يقول هند بن أبي هالة عنه صلى الله عليه وسلم : ” يتكلم بجوامع الكلم ، فصلًا ، لا فضول فيه ولا تقصير “.
ويقول الجاحظ عن بلاغته في خطابته :
” جانب أصحاب التقعير ، واستعمل المبسوط في موضع البسط ، والمقصور في موضع القصر ، وهجر الغريب الوحشي ، ورغب عن الهجين السوقي ، فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة ، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة ، وشيد بالتأييد ، ويسر بالتوفيق ، وهو الكلام الذي ألقي الله المحبة عليه ، وغشاه بالقبول ، وجمع له بين المهابة والحلاوة ، وبين حسن الإفهام ، وقلة عدد الكلام ، ومع استغنائه عن إعادته ، وقلة حاجة السامع إلى معاودته ، لم تسقط له كلمة ، ولا زلت له قدم ، ولا بارت له حُجَّة ، ولم يَقُم له خصم ، ولا أفحمه خطيب ؛ بل يبذُّ الخطب الطوال بالكلام القصار ، ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم ، ولا يحتج إلا بالصدق ، ولا يطلب الفلج ( الفوز ) إلا بالحق ، ولا يستعين بالخلابة .. ولم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعًا ، ولا أقصد لفظًا ، ولا أعدل وزنًا ، ولا أجمل مذهبًا ، ولا أكرم مطلبًا ، ولا أحسن موقعًا ، ولا أسهل مخرجًا ، ولا أفصح عن معناه ، ولا أبين في فحواه من كلامه صلى الله عليه وسلم بعد كلام الله جل في علاه “.
– يضحك حتى تبدو نواجذه :
جاء قي صحيح البخاري أن رسول الإسلام المعلم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان يضحك حتى تبدو نواجذه ، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ” …. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بَدَت نواجذه “. (رواه البخاري : 6202 ، 6979 ، 7075 – ومسلم : 186 وغيرهما)
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقًّا ، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم .
– ومن مزاحه اللطيف صلى الله عليه وسلم :
- الجنة والزرع :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا يُحَدِّث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع .. فقال له : ألست فيما شئت ؟ قال : بلى ، ولكني أحب أن أزرع ، قال : فبذر ، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده ! فكان أمثال الجبال ..
فيقول الله : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يشبعك شيء ! فقال الأعرابي : والله لا تجده إلا قرشيًّا أو أنصاريًا ؛ فإنهم أصحاب زرع ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم . (رواه البخاري : 2221 ، 7081 – وأحمد : 10650)
- لا يدخل الجنة عجوز :
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار ، فقالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : إن الجنة لا تدخلها عجوز ! فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى ..
ثم رجع إلى عائشة ، فقالت عائشة : لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن ذلك كذلك ، إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارًا “. (الطبراني في المعجم الأوسط ج 5 ص 357)
- على ولد ناقة :
أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، احملني ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنا حاملوك على ولد ناقة ” ، قال : وما أصنع بولد الناقة ؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” وهل تلد الإبل إلا النوق “. (رواه أبو داود : 4998 – والترمذي : 1991 وغيرهما)
- بياض العين وسوادها :
دخلت امرأة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : من زوجك ؟ فسمته له : فقال صلى الله عليه وسلم : ” الذي في عينيه بياض ؟ ” فرجعت ، فجعلت تنظر إلى زوجها ! فقال : ما لك ؟ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : زوجك فلان ؟ قلت : نعم ، قال : ” الذي في عينيه بياض ” ، قال : أوليس البياض في عيني أكثر من السواد ؟! (الأذكياء : ص 253 ، 254)
- صهيب والتمر :
عن صهيب رضي الله عنه قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، وهو يأكل تمرًا ، فأقبلت آكل من التمر وبعيني رمد ، فقال : ” أتأكل التمر وبك رمد ؟ ” ، فقلت : إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد !! قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم . (رواه ابن ماجة : 3443 – والمستدرك للحاكم : 5703 ، 8263 – والمعجم الكبير للطبراني : 7304 )