سورة القدر :
قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز :
بسم الله الرحمن الرحيم
” إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5) “.
وقال المعلم -صلى الله عليه وسلم- :
” من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه “.
( متفق عليه ).
- سورة القدر – تفسير السعدي :
” إنا أنزلناه في ليلة القدر “
إنا أنزلنا القرآن في ليلة الشرف والفضل ؛ وهي من شهر رمضان .
” وما أدراك ما ليلة القدر “
وما أدراك -يا محمد- ما ليلة القدر والشرف ؟
” ليلة القدر خير من ألف شهر “
ليلة القدر ليلة مباركة ، فضلها خير من فضل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر .
” تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر “
يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها ، بإذن ربهم من كل شهر قضاء في تلك السنة .
” سلام هي حتى مطلع الفجر “
هي أمن كلها ، لا شر فيها إلى مطلع الفجر .
( انتهى ).
يقول الله تعالى مبينًا لفضل القرآن الكريم وعلو قدره :
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } ، كما قال تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } وذلك أن الله تعالى ، ابتدأ بإنزاله في رمضان في ليلة القدر ، ورحم الله بها العباد رحمة عامة ، لا يقدر العباد لها شكرًا .
** اجتهادات :
- قال بعضهم :
سورة القدر تحتوي على إشارات عظيمة وعميقة منها :
- كلمة ” القدر ” مؤلفة من خمسة أحرف ، وكأنها تشير إلى أركان الإسلام الخمسة .
- تحتوي هذه السورة على خمس آيات ، وكأنها تحث الأمة على المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى .
- كما أن هذه السورة تحتوي على ثلاثين كلمة ، بعدد أيام شهر رمضان الكريم ، وهي تحث الأمة على المحافظة على صيام هذا الشهر الكريم .
- وتحتوي هذه السورة على مائة وأربعة عشر حرفًا ، بعدد سور القرآن الكريم ، وكأنها تحث الأمة على تلاوة هذا الكتاب المجيد ، الذي أُنزل في هذا الشهر الكريم .
- وفيها إشارة إلى أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين ، وذلك لأن ” ليلة القدر” مكوّنة من تسعة أحرف ، ومكررة ثلاث مرات ، ولعل الحكمة من ورودها ثلاث مرات هي الإشارة إلى تعيين الليلة ، فحاصل ضرب عدد الحروف بعدد المرات ، نستنتج تعيين الليلة : 9 × 3 = 27 وهي ليلة القدر .
- رقم كلمة ” هي ” الضمير المنفصل الذي يعود على ليلة القدر ، هو السابع والعشرون في عدِّ الكلمات ، وكأن الآية تنطق بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين .
والله تعالى أعلم .
- وقال البعض الآخر :
الإعجاز العددي في سورة ( القدر ) :
إنا 1
أنزلناه 2
في 3
ليلة 4
القدر 5
وما 6
أدراك 7
ما 8
ليلة 9
القدر 10
ليلة 11
القدر 12
خير 13
من 14
ألف 15
شهر 16
تنزل 17
الملائكة 18
والروح 19
فيها 20
بإذن 21
ربهم 22
من 23
كل 24
أمر 25
سلام 26
هي 27
حتى 28
مطلع 29
الفجر 30
- هيا معًا نتأمل :
عدد كلمات سورة القدر 30 كلمة بعدد أجزاء القرآن ، وعدد حروفها 114 حرفًا بعدد سور القرآن الكريم .
وكلمة( هي ) في السور رقمها 27 إشارة إلى أن ليلة القدر هي ليلة 27 من شهر رمضان .
وكلمة ( القدر ) تكررت في السورة في الأرقام 5 ، 10 ، 12 .
لو جمعت = 27 .
وهذا دليل علي أن ( ليلة القدر ) هي ليلة السابع والعشرين من رمضان .
والله تعالى أعلى وأعلم .