سنوات خداعات

سنوات خداعات :
روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة وأنس بن مالك ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله ﷺ قال :
” ستكون ، أو قال : سيأتي على الناس ، أو قال : قبل الساعة ، أو إن بين يدي الساعة .. سنوات خداعات ، يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ” .. قيل : وما الرويبضة؟
قال : ” الرجل التافه يتكلم في أمر العامة “.
وفي لفظ عند أحمد ” الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ “.
وفي رواية : ” الرجل السفيه يتكلم في أمر العامة “.
صدقت يا من لا تنطق عن الهوى ، بأبي وأمي وروحي يا رسول الله .
كأنك تعيش بيننا ، وتعرف أحوالنا .
- بالفعل يا حبيبي :
الآن .. الآن ، بين يدي الساعة ، تتغير الأحوال ، وتكثر الأقوال ، وتقل الأفعال ، ويكثر المنافقون والدجالون ، وتتبدل المفاهيم ، وتنقلب الموازين رأسًا على عقب ، ويعيش الناس في خديعة كبرى ، لا يعرفون الصادق من الكاذب ، ولا الأمين من الخائن .
وإنه لم يخلُ زمانٌ من تصديق كاذب أو تكذيب صادق ، أو ائتمان خائن وتخوين أمين .
فقد كان فرعون صاحب أكبر كذبة في الوجود ، عندما قال للناس أنا ربكم الأعلى ، ودعا الناس لعبادته ، وزعم أنه يريد الخير لهم والصلاح ، وكان موسى عليه السلام أصدق من مر على أهل مصر وبني إسرائيل ، وأنصحهم وأخلصهم لهم.. ومع ذلك صدق الناس فرعون وكذبوا موسى !!
- اختلال تام :
وفي زماننا حدِّث ولا حرج عن مثل هذه الأمور ، حيث يُسمَح لأصحاب الفسق والفجور ، بالافتراء والبهتان والزور ، بالظهور ثم الظهور ، على الشاشات التي تلف وتدور ، وتدخل كل البيوت والدور .
وإلى الله المشتكى ، إنه رحيمٌ غفور .
إنه اختلال تام حتى أصبح سمة عامة وعلامة مميزة لأهل ذلك الزمان ؛ فقد كثرت الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، كثرت هي والبلايا ، وعظمت المحن والرزايا .
ولله در الشاعر القائل :
نعيبُ زمانَنَا والعيبُ فينا … وما لزماننا عيبٌ سوانا
إنه واقع أقرب ما يكون لواقعنا ، ليس على مستوى بلد أو وطن ، بل على مستوى الأمة بأكملها ، أمة العرب ، وأمة الإسلام .
– رسالة جديرة بالقراءة :
أرسل إلي أحد الأصدقاء رسالة عن بعض الأمور التي تحدث في مجتمعنا ، يقول فيها :
- البحث عن العفيفة :
ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺔ ، ﻭﻳﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻀﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭاﻧﺤِﻨﺎﺀﺁﺕ ﺍﻟﺒﺪﻥ ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ، ﺍﻟﺘﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ !!
- الإيمان في القلب :
ﺗﺮﻯ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻗﺪ ﺗﻌﻄَّﺮﺕ ﻭﺗﺰﻳﻨﺖ ، ﺗﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﺭﻳﺔ ، ﻣﺘﺒﺎﻫﻴﺔ ﺑِﻘﻮﺍﻣﻬﺎ ، ﻣﺒﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻰ ﻭﺃﻛﺜﺮ ، ﻗﺪ ﻫﺠﺮﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺧﺎﺻﻤﺖ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ، ﺗﺒﺮَّﺃﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭاﻟﺘﺤﻔﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﻱ ، ﻭإن ﺳﺄﻟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ : ﺃﻫﺬﺍ ﻟﺒﺎﺱ ﻣﺴﻠﻤﺔ ؟ ﺃﻫﺬﺍ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﺆﻣﻨﺔ ؟ ﺻﺮﺧﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ القلب !!
- من جَدَّ وَجَد :
ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺬﺍﻛﺮ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻻ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺭﺍﺗﺒًﺎ ﺷﻬﺮﻳًّﺎ ، ﻭﺛﺎﻟﺚ ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺳﺎﺟﺪًﺍ !!
- مغغل وغبي :
ﺗﺨﻠﺺ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ، ﻭﺗﺒﺬﻝ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻙ ، ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻚ ﻣﻐﻔﻞ ﻭﻏﺒﻲ .
- فيلم الرسالة :
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﻠﻢ [ ﺍﻟﺮِّﺳﺎﻟﺔ ] ، الذى كله أخطاء ، إضافة ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺩﺭﺳﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
- أقصى أمانينا :
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﻤﻞ والمال ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻗﺼﻰ ﺃﻣﺎﻧﻴﻨﺎ ﻭﺃﺳﻤﻰ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ .
- معقد وأفتخر :
ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ، ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻚ ” ﻣﻌﻘَّﺪ ” ، ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻵﺛﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻚ ” ﻓﺎﺳﻖ ” و ” ﻣﻨﺤﺮﻑ “.
ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍلاﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑِﺴﻨﺔ رسوله ﷺ ، ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻚ ” ﻣﺘﺸﺪﺩ ” ، ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ عز وجل ﻭﺳﻨﺔ رسوله ﷺ ، ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻚ ” ﻣﺘﻔﺘﺢ ” ، و ” ﻣﺘﺤﻀﺮ ” ، إلا من رحم ربي وعصم .