زرقاء اليمامة :
هي شخصيّة عربية تراثية ، ورد اسمها في أمّهات الكتب العربية قديمًا وحديثًا ، ورُوِيت عنها قصص خالدة تتغنّى بعينيها الزرقاوين الثاقبتين وبصرها الحادّ وبصيرتها الفذّة .
ويُضرب بها المثل في قوة الإبصار ؛ فيقولون :
{ أبصر من زرقـاء اليمامة }.
ومن أشهر ما بلغنا من أحاديثَ عن زرقاء اليمامة أنّها : زرقاء بنت نُمَير ، نجدية من جديس من أهل اليمامة ، يقال : إنّها كانت تبصر الشعرة البيضاء في اللبن ، وتنظر الراكب على مسيرة ثلاثة أيّام !!
– قصص تصف دقّة بصر زرقـاء اليمامة :
- قصّة سرب الطيور :
من أشهر القصص التي يتواتر ذكرها عن زرقـاء اليمامة ؛ هي أنّه مرّ يومًا بها سربٌ من القطا أو الحمام ، فنظرت إليه وعدّته في لحظات قصيرة ، وقالت :
يا ليت ذا القطا معنا … ومِثلُ نصفِه معهُ
إلى قطاةِ أهلِنا إذًا … لنا قطاةٌ مائة
فنظر النّاس إلى القطا حين استقرّت على الماء فإذا هي ستٌ وستّون قطاةً ، ونصف عددها ثلاث وثلاثون ، فإذا جمعنا العددين وأضفنا إلى المجموع قطاة أهل زرقاء اليمامة كان المجموع : مائة ، وهو الذي ذكرته في شِعرها !
- قصّة الشّجر الغازي :
هي أشهر ما وردنا عن زرقـاء اليمامة على الإطلاق ، والقصّة مذكورة في كتاب : [ العقد الفريد ] لابن عبد ربه الأندلسي ، يقول :
” زرقاء بني نُمير : امرأة كانت باليمامة تبصر الشعرة البيضاء في اللبن ، وتنظر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام ، وكانت تُنذر قومها الجيوش إذا غزتهم ، فلا يأتيهم جيشٌ إلّا وقد استعدّوا له ، حتّى احتال لها بعض من غزاهم ، فأمر أصحابه فقطعوا شجرًا وأمسكوه أمامهم بأيديهم ، ونظرت الزّرقاء ، فقالت : إنّي أرى الشجر وقد أقبل إليكم ؛ قالوا لها : قد خَرُفتِ ورقَّ عقلُكِ وذهب بصرك ، فكذّبوها ، وصبّحتهم الخيل ، وأغارت عليهم ، وقُتلت الزرقاء .
قال : فقَوَّروا عينيها فوجدوا عروق عينيها قد غرقت في الإثمد من كثرة ما كانت تكتحل به “.
اللهم نَوِّر أبصارنا وبصائرنا يا رب العالمين .