ديننا الإسلام

رمضان حول العالم 1

رمضان حول العالم :

– عن رمضان والصيام :

قال مصطفى صادق الرافعي أديب الإسلام :

فديتـك زائـرًا في كـل عـام … تُحَيّـا بالسـلامة والســـلامِ

وتُقْبِـل كالغمـامِ يفيـض حِينًا … ويبقـى بعـده أثــر الغمـامِ

وكم في الناس من كَلِف مَشُـوقٍ … إليـك وكـم شجـيٍّ مسـتهامِ

رمــزت لـه بألحـاظ الليـالي … وقـد عـيّ الزمـان عن الكلامِ

فظـل يعـدّ يومـًا بعـد يـومٍ … كمـا اعتـادوا لأيـام السـقامِ

ومــدّ لـه رواق الليـل ظـِلاًّ … تـرف عليـه أجنحـة الظـلامِ

فبـات ومـلء عينـيه منــام … لتنفض عنهمـا كسـلًا لمنــامِ

ولم أر قبـل حبـك مـن حبيبٍ … كفـى العشـاق لوعـات الغرامِ

فلـو تـدري العـوالم مـا درينا … لحنّــت للصــلاة وللصيـامِ

بَنِي الإسلام هـذا خـير ضـيفٍ … إذا غشـي الكـريم ذُرا الكـرامِ

يلُمُّكـم علـى خيـر السـجايا … ويجمعكـم علـى الهمـم العظامِ

فشدوا فيه أيديكم بعزمٍ … كمـا شـدَّ الكميّ على الحسامِ

وقومـوا فـي لياليـه الغـوالي … فمـا عـاجت عليكـم للمقـامِ

وكـم نفـر تغـرهـم الليـالي … ومـا خلقـوا ولا هـيل لـدوامِ

وخلـوا عـادة السـفهاء عنكم … فتلـك عوائـد القـوم اللئـامِ

يحلــون الحـــرام إذا أرادوا … وقـد بـان الحـلال من الحرامِ

ومـا كـل الأنـام ذوي عقول … إذا عَـدُّوا البهائـمَ في الأنــامِ

ومـن روّتـه مرضعـة المعاصي … فقد جاءتـه أيـام الفطـامِ

– رمضان في الخليج العربي :

تحتفظ موائد الخليج منذ عقود من الزمان بأطباق مختلفة ، واصلت الأجيال المتعاقبة من سكان الخليج المحافظة على معظمها حتى وقتنا الحاضر .

ومن أهم هذه الأطباق : «الهريس» التي تُعد واحدة من الأكلات الخليجية المعروفة خلال هذا الشهر والتي تشكل طبقًا رئيسيًّا وأساسيًّا فيها ، وهى تُصنع من القمح المهروس مع اللحم ويُضاف إليها عند التقديم السكر الناعم والسمن البلدي والدارسين «القرفة» المطحونة.

ولا تخلو موائد الإفطار في البيوت الخليجيه من أكلة التشريب ؛ هي عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعًا قطعًا صغيرة ويُسكب عليه مرق اللحم الذى يحتوي بالغالب على صنفين هما القرع والبطاطس ، وحبات من الليمون الجاف الذي يعرف بــ ( لومي ) الصحاري الذي يتم جلبه من سلطنة عمان حيث يفضل الصائم أكلة التشريب لسهولة صنعها وخفة هضمها على المعدة ولذة طعمها .

ويعتبر الجريش من الأكلات الشعبية المفضلة في شهر رمضان حيث يُطبخ من القمح ، وكان الخليجيون قديمًا يقولون : صالح مالح ما يحب إلا الجريش لقمته في العيش كبر المنصبة .

أما اللقيمات فهي من حلويات شهر رمضان وتعرف بـ ( لقمة القاضي ) وتُعمل من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر ، وتُقطع لقيمات وتلقى فى الدهن المغلي حتى الاحمرار ثم تُوضع فى سائل السكر أو الدبس .

وهناك أكلتا البثيث والخبيص ، وهما أكلتان شعبيتان غالبًا ما تقدمان فى شهر رمضان وتصنعان من الدقيق والتمر والسمن .

ومن حلويات شهر رمضان قديمًا فى الخليج أكلة الساغو وهى تشبه المهلبية ، وتُسمى الماغوطة ويدخل فى تركيبها مسحوق جمار جوز الهند عِوضًا عن النشا ، وسُميت ماغوطة ؛ لأن سائلها مطاطي .

وأهم ما يميز هذه الحلويات نكهتها ومذاقها الطيب ورائحتها المميزة فكان يدخل فى صناعتها الهيل والدارسين والزعفران وهى مجموعة من البهارات حلوة المذاق .

وأيضًا القهوة الحلوة ، وهى عبارة عن الزعفران المغلي بقليل من السكر .

وقد اعتاد أهالي الخليج فى السهرات الرمضانية بالماضي وبالأخص فى الدواوين التي تستمر فى استقبال روادها إلى ساعات متأخرة من الليل إلى تقديم أطباق خاصة من الأكل تعرف بــ ( الغبقة ) وتختلف بالشكل والنوع عما يتم تقديمه في الوقت الحاضر ، حيث يتم الآن تقديم وجبات دسمة وفى ساعة متأخرة وبوقت يقارب السحور .

أما فى الماضي فكانت الغبقة تقدم بوقت لا يزيد على الساعة العاشرة مساء ، وهى تحتوي على أصناف شعبية خفيفة مثل الباجلا والنخي والمحلبية وخبز الرقاق ، بالإضافة إلى تشكيلة منوعة من الحلويات الشعبية مثل الزلابية واللقيمات والغريبة وبيض القطا .

– رمضان في المغرب :

عند مجيء شهر رمضان تقوم المرأة المغربية بتحضير كثير من الوصفات اللذيذة .

وفي هذا الشهر الجليل تكثر الزيارات بين الأقارب والأحباب لإحياء صلة الرحم .

ومن أهم عادات المغاربة في الفطور الحريرة ، والشبكية وهي نوع من الحلويات والبريوات والتمر والسفوف ثم العجائن بأنواعها ” البغرير المسمن والكعك والحرشة ، وكذلك البطبوط والمخمر ” ، وهذه الأطباق تُحَضَّر قبل دخول رمضان الكريم ، وهي جميلة وفريدة ، وتتميز أيضًا مائدة الفطور المغربية بأكلات مالحة وساخنة ، وأخرى حلوة وغنية بالفيتامينات .

ندعوكم لقراءة : رمضان حول العالم 2

– رمضان في تونس :

يمثل شهر رمضان في تونس مناسبة للتكافل الاجتماعي ، ولإحياء التراث الإسلامي للمجتمع التونسي ، فخلال الشهر الفضيل نلاحظ انتشار ” موائد الرحمن ” في مختلف أنحاء البلاد ، كما نرى بعض الصور المختلفة من التضامن الاجتماعي خلال شهر رمضان ، ومن بينها تقديم المساعدات إلى الأسر الفقيرة وتنظيم قوافل تضامنية تقدم هدايا ومبالغ من المال للمحتاجين .

وعلى المستوى الشعبي نجد خلال شهر رمضان الإقبال على المساجد وذلك من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال شهر رمضان ، كما تنظم الجمعيات الخيرية العديد من الأنشطة الثقافية والدينية الرمضانية تضمن مسابقات دينية ، كما يتم توزيع جوائز على الفائزين في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم التي تُقام لكل المراحل العمرية .

– رمضان في فلسطين :

رمضان يجلب معه جوًا من الألفة ويحمل معه دعوة إلى صلة الرحم ، وما إن يعلن عن ثبوت رؤية الهلال تبدأ المساجد بالتكبير وينتشر الأطفال في الشوارع للغناء والترحيب بشهر رمضان المبارك ، وما إن يُرفع أذان المغرب ، تتجمع الأسرة حول مائدة الإفطار.

وأشهر أطباق فلسطين الرمضانية : المقلوبة والفريكة والمنسف والمحاشي وورق العنب والملفوف والخبز العربي .

والعصائر شيء أساسي على مائدة الإفطار مثل «عصير الرمان والبرتقال وقمر الدين والتمر هندي» .

أما الحلويات بعد الإفطار فتكون القطايف الشهيرة المنغمسة في العسل أو القشطة والمكسرات وكذلك الكنافة .

وتقام صلاة التراويح بالمساجد حيث المظاهر الإيمانية التي تفوح من جميع أنحاء فلسطين ، وعلى مدار الشهر الكريم .

– رمضان في العراق :

تبدأ مظاهر رمضان في العراق مع آخر أيام شهر شعبان ، والظاهرة الأبرز لدى شعب بغداد هي التسوق من سوق الشرجة قبل موعد الإفطار .

تلتف الأسرة عند سماع أذان المغرب حول الموائد التي تتربع عليها أروع المأكولات مثل «الهريسة العراقية مع القرفة والهيل» وكذلك الحينية البغدادية والمعمولة بالتمر والسمن أو الزيت بعد الإفطار على التمر واللبن .

بالإضافة إلى الدومة وهي أحد أنواع المحاشي والكبة الحلبية .

ومن أشهر حلويات بغداد الزلابية والبقلاوة .

ويلعب الأطفال في الشوارع والحارات لعبة تسمى لعبة المحيبس يغنون ويفرحون بالأغاني الشهيرة .

وتتجول فرقة المسحراتي آخر الليل حيث تعزف الأناشيد الدينية الجميلة .

– رمضان في اليابان :

تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال شهر رمضان ؛ من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي .

ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان هو تنظيم مآدب الإفطار الجماعي ؛ وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب وخاصةً بين العرب القادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه البلاد أحدًا تقريبًا ، وتكون هذه المآدب بديلًا عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان .

كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم ، ويأتي الدعاة من البلاد العربية والإسلامية ، ويحظى المقرئون الراحلون الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير في أوساط المسلمين اليابانيين .. أيضًا يتم جمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي ، ويتم جمع هذه الزكاة طوال العام وفي شهر رمضان في المركز الإسلامي صاحب المصداقية العالية في هذا المجال .

وفي خصوص صلاة العيد فإن الدعوة لها تبدأ من العشر الأواخر في شهر رمضان ، وقد كانت تقام في المساجد والمصليات فقط ، لكن في الفترة الأخيرة بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية ، الأمر الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة ، كما يساعد على نشر الدين بين اليابانيين وتعريفهم به حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم ، ويشير هذا أيضًا إلى الحرية الممنوحة للمسلمين في اليابان .

– رمضان في أمريكا :

احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي -سواء من يحملون الجنسية الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر الكريم ، فكل أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها ، وتعمل على إحيائها في بلادِ الغربةِ ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص على التجمعِ على مائدةٍ واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة والمجتمع الإسلامي هناك عامة ، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين غير الملتزمين على الصيام ، الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم ، كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح ، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة ، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين .

ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر ، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام ، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين .

وينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة .

وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية ؛ الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي ، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى