نوادر وأزاهير..لبعض المشاهير

رسل وأنبياء 1

نوادر ومقتطفات من حياة رسل وأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام ، نعيش في رحابهم ونتعلم من سيرهم :

  • إبراهيم وعتبة الباب :

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : جاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا .. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بِشَر ، نحن في ضيق وشدة ، فشكت إليه .. قال : إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ، وقولي له : يغير عتبة بابه !!

فلما جاء إسماعيل عليه السلام ، كأنه آنس شيئًا ، فقال : هل جاءكم من أحد ؟ قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك فأخبرته ، وسألني : كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنّا في جهد وشدة .. قال : فهل أوصاكِ بشيء ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، وأن تغير عتبة بابك ! قال : ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك ! الحقي بأهلك ، فطلقها ، وتزوج منهم بأخرى !! (رواه البخاري : 3184)

  • أبو الضيفان :

قال عكرمة –صاحب ابن عباس- : ” كان إبراهيم عليه السلام يُدعى أبا الضيفان ، وكان لقصره أربعة أبواب لكيلا يفوته أحد “. (البداية والنهاية : ج 9 ص 258)

  • بين آدم وموسى :

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” احتج آدم وموسى ، فقال موسى عليه السلام : يا آدم ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك جنته فأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة ! فقال آدم عليه السلام : يا موسى ، اصطفاك الله بكلمته وأنزل عليك التوراة ، وفعل بك وفعل ، تلومني على أمر قد قدره الله عليّ قبل أن يخلقني ؟! فحج آدم موسى “. (رواه البخاري : 6240 ، 7077 – وكذلك أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم)

  • موسى والخضر :

روى البخاري حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن موسى عليه السلام قام خطيبًا في بني إسرائيل ، فسُئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا ، فعتب الله عليه ؛ إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه أن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى : يا رب فكيف لي به ؟ قال تأخذ معك حوتًا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ، فأخذ حوتًا فجعله في مكتل ، ثم انطلق وانطلق معه فتاه ( يوشع بن نون ) حتى أتيا الصخرة ، ووضعا رأسيهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل ، فخرج منه ، فسقط في البحر ” فاتخذ سبيله في البحر سربًا ” ، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل الطاق ( ما عطف وجعل كالقوس من الأبنية ) ، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كانا من الغداة قال موسى لفتاه : ” آتِنَا غَدَاءَنَا ” .. إلى قوله : ” واتخذَ سَبِيلَهُ في البحرِ عَجَبًا  “… قال : وكان للحوت سربًا ، ولموسى وفتاه عجبًا …”

  • الخضر :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما سُمِّيَ الخضر أنه جلس على فروة بيضاء ، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء “. (البخاري : 1359 – 3402)

  • موسى والحجر :

كان موسى عليه السلام شديد الحياء ، وكان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ، ينظر أحدهم إلى الآخر ، ولشدة حياء موسى كان يغتسل وحده ، ولا يبدي شيئًا من عورته ولا جسده ؛ فزعم بعض الجهال أن سبب استتار موسى عنهم وجود عيب في جسده يخفيه ، وقد آذى هذا القول موسى عليه السلام .

وقد شاء الله أن يبرئه مما قالوا .. فلما ذهب موسى ليغتسل وحده ، وضع ثيابه على حجر ، فلما فرغ من غسله ، وجاء ليأخذ ثيابه ، طار الحجر بثيابه ، فجرى وراء الحجر يناديه ، ويقول : ثوبي يا حجر ، ثوبي يا حجر .. والحجر يمضي بثيابه ، وهي صورة طريفة ، فموسى النبي الكريم ، والرجل الحيي الوقور ، يجري عريانًا وراء حجر طائر بثيابه ، حتى إذا بلغ الحجر مجمعًا من مجامع بني إسرائيل ورأوا موسى سليمًا معافى لا عيب فيه ، وزالت بذلك الفرية التي رماه بها الجاهلون ، وقف الحجر ، وتناول موسى ثيابه ولبسها ثم أخذ عصاه وأقبل على الحجر يضربه ضرب الغاضب على الإنسان المتمرد العاق الظالم .

ومن العجب أن عصا موسى ، وهي من خشب أثرت في الحجر الصلد القاسي ، وتركت به ندوبًا بعدد الضربات التي نالها من موسى ، أحدثت به ستة ندوب أو سبعة . (عن صحيح القصص النبوي لعمر سليمان الأشقر)

  • عيسى والاختبار :

عن نبي الله عيسى عليه السلام أن إبليس جاء إليه ، فقال له : ألست تزعم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك ؟ قال : بلى ، قال : فارم بنفسك من هذا الجبل ! فإنه إن قدر لك السلامة تسلم !! فقال له : يا ملعون ، إن لله عز وجل أن يختبر عباده ، وليس للعبد أن يختبر ربه .

  • حِلْم عيسى عليه السلام :

مر المسيح عليه السلام بقوم من يهود ، فقالوا له شرًا ، فقال لهم خيرًا .. فقيل له : إنهم يقولون شرًا وتقول خيرًا ! فقال عليه السلام : ” كل واحد ينفق مما عنده “. (جدد حياتك لمحمد الغزالي ص 118)

  • لم ينخسه الشيطان :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من مولود يُولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخًا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه “. (رواه مسلم : 2366)

  • نوح وزوجه وابنه :

غرقت امرأة نوح عليه السلام ، لم تركب مع المؤمنين في السفينة ،

وأصبحت قصتها مثلًا : ” ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ “. (التحريم : 10)

وابن نوح ( يام ) ويقال له ( كنعان ) لم يركب السفينة وناداه نوح أن يركب معهم ولكنه أبى فكان من المغرقين ، قال الله الملك الحق : ” وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ “. (هود : 42 – 43)

  • إنه ليس من أهلك :

يا لها من كلمة من المولى عز وجل لعبده ورسوله نوح عليه السلام في حق ابنه الكافر عندما ناشد نوح ربه في ولده : ” وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ “. (هود : 45 – 47)

  • لوط وقومه :

دعا لوط عليه السلام قومه ، ونهاهم عن ارتكاب الفواحش ، فلم يستجيبوا لدعواته ، بل كانوا يرتكبون الفواحش علانية في ناديهم ، بل إنهم اعتبروا الرجل الطاهر النقي هو رجل لا ينبغي أن يعيش بينهم ، فيكون جزاؤهم الطرد والنفي، فتنادوا : ” فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ “. (النمل : 56)

لم يؤمن بلوط سوى أهله فقط ، وللأسف لم تؤمن به زوجه ، وضرب الله بها وبامرأة نوح المثل للذين كفروا ، قال تعالى : ” ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ “. (التحريم : 10)

  • امرأة لوط والأضياف :

وكانت امرأة لوط الخائنة قد دلت قومها على أضياف زوجها من ملائكة الرحمن الذين أنعم الله عليهم بحسن الوجوه ، وجمال الأشكال ، ولم يكن هناك في القرية من يعلم بقدوم هؤلاء غير لوط وامرأته وابنتيه .. وكانت تفشي سر زوجها وتعاديه في دينه ، وتبطن النفاق ، ثم تظاهر على لوط عليه السلام ؛ لذلك لم يغن لوط عنها على الرغم مما بينه وبينها من صلة الزواج ، وحكم عليها في محكمة العدل الإلهية بالنار ، ومن قبلها امرأة نوح : ” ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ “. (التحريم : 10)

  • يونس في بطن الحوت :

لما وقعت القرعة على نبي الله يونس عليه السلام أُلقي في البحر ، فبعث الله حوتًا عظيمًا من البحر الأخضر فالتقمه ، وأمره الله تعالى ألا يأكل له لحما ولا يهشم له عظمًا ، فليس لك برزق ، فأخذه فطاف به البحار كلها .. قالوا : ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات ، فحرك جوارحه فتحركت ، فإذا هو حي ؛ فخر لله ساجدًا وقال : يا رب ، اتخذت لك مسجدًا في موضع لم يعبدك أحد في مثله .

وفوجئ أنه في ظلمات ثلاث : ظلمة الليل ، وظلمة قاع البحر ، وظلمة بطن الحوت .. وهنا أحس بذنبه وشعر أنه أخطأ عندما خرج من هذه القرية بغير أمر من الله عز وجل ، فأخذ يصلي ويسبح ويستغفر ربه عز وجل في بطن الحوت ، قال الله الملك الحق : ” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ “. (الصافات : 143 – 144)

قالت الملائكة وهي تشفع ليونس عند الله جل في علاه : يا رب أوَلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء ، فتنجيه في البلاء ، قال : بلى ، فأمر الحوت فطرحه بالعراء : ” فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ “. (الصافات : 145 – 148)

ندعوكم لقراءة : رسل وأنبياء 2

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى