ذكر الله
ذكر الله :
أمرنا الله جلَّ في عليائه بذكره ، فقال جل شأنه :
” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًاوَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا “. (الأحزاب : 42)
وقال عز من قائل :
” فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ “. (البقرة : 152)
« كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه » ؛ كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها .
( رواه مسلم ).
- قال المعلم صلى الله عليه وسلم :
« مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره : مثل الحي والميت ».
( متفق عليه ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان بحمده ، سبحان الله العظيم ».
( متفق عليه ).
- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه :
” ليسَ يَتَحَسَّرُ أهلُ الجنَّة على شيءٍ إلّا ساعةً مَرَّت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها “.
- قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى :
” مَا تَنَعَّمَ المُتَنَعِّمُونَ بِمِثْلِ ذِكْرِ الله تَعَالى “.
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
” إنَّ العبدَ ليأتي يومَ القيامةِ بسيئاتٍ أَمْثَالَ الجبالِ فَيَجِدُ لِسَانَهُ قد هَدَمَهَا مِن كَثْرَةِ ذِكْرِ الله تعالى “.
- قال مجاهد رحمه الله تعالى :
” مَنِ استطاعَ ألَّا يبيتَ إلَّا طَاهرًا ذاكرًا مُسْتَغفرًا فليفْعَل فإنَّ الأرْوَاحَ تُبْعَثُ على ما قُبِضَتْ عَلَيهِ “.
- قال عمير بن حبيب رحمه الله :
” الإيمان يزيد وينقص “ ، قيل : فما زيادته وما نقصانه ؟
قال : ” إذا ذَكَرْنَا ربنا وخشيناه ؛ فذلك زيادته ، وإذا غفلنا ونسينا وضَيَّعنَا ؛ فذلك نقصانه “.
- قال أحد الصالحين :
” مَا أَعْلَمُ مَعْصِيَةً أقبحُ مِن تَرْكِ ذِكْرِ الله تعالى “.
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
” وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ وَأَنْفَعَهُ مَا وَاطَأَ فِيهِ الْقَلْبُ اللِّسَانَ ، وَكَانَ مِنَ الْأَذْكَار النَّبَوِيَّة وَشَهِدَ ( تَفَكَّرَ ) الذَّاكِرُ مَعَانِيهِ ومَقَاصِدَهُ “.
- قال بعض العلماء :
” مِن عَلامَاتِ النِّفَاقِ ثِقَلُ الذِّكْرِ على اللِّسان ، فَتُبْ إلى الله تعالى يَخِفُّ الذِّكْرُ على لِسَانِكَ “.
- قال لقمان الحكيم رحمه الله تعالى :
” إِنَّ مَثَلَ أَهْلِ الذِّكْرِ وَالغَفْلَةِ كَمَثَلِ النُّوْرِ وَالظُّلْمَةِ “.
- قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
” إنَّ في الدنيا جَنَّة مَن لم يَدْخُلْها لم يَدْخُل جَنَّة الآخِرَة “ ، قالوا : وما هي يا إمام ؟
قال : ” مَحَبَّةُ الله تعالى وذِكْرُهُ “.
- قال الرَّبيعُ بن خُثَيم :
” أَقْلِل الكَلَامَ إلّا مِنْ تِسْعٍ : تَكْبيرٍ، وتهلِيلٍ ، وتَسْبيحٍ ، وتَحْمِيدٍ ، وسُؤَالِكَ الخَيرَ ، وتَعَوّذِكَ مِنَ الشَّرّ ، وأمْرِكَ بالمعروفِ ، ونَهْيِكَ عَنِ المُنْكَرِ وقِرَاءَتِكَ القُرْآنَ “.
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
” في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة ، فإن البقعة والدار والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة ، قال تعالى : ” يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا “.
( الوابل الصيِّب ).
- قال الإمام القشيري رحمه الله :
” الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى ، بل هو العمدة في هذا الطريق ، ولايصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر “.
- قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
” من منازل ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ : منزلة الذِّكر ، وهي منزلة القوم الكبرى ، التي منها يتزودون ، وفيها يتجرون ، وإليها دائمًا يترددون .
وهو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته “.
- قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
” لما كان الجهاد أفضل الأعمال ولا قدرة لكثير من الناس عليه ، كان الذكر الكثير الدائم يساويه ويفضل عليه ، وكان العمل في عشر ذي الحجة يفضل عليه ، إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء “.
- قال بعض السلف :
” لولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس “.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية طيَّب الله ثراه :
” كل ما تكلم به اللسان ، وتصوره القلب ، مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه ، وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، هو من الذكر “.
- ولله در الشاعر القائل :
واذا هممتَ بالخوض بالباطلِ … فاجعل مكانه تسبيحا
- قال الإمام النووي رحمه الله :
” ذكر القلب نوعان : أحدهما : وهو أرفع الأذكار وأجلها ، الفكر في عظمة الله تعالى وجلاله وجبروته ، وملكوته ، وآياته في سمواته وأرضه .
الثاني : ذكره عند الأمر والنهي ، فيمتثل أمره ، ويترك ما نهي عنه ، ويقف عما أشكل عليه “.
- قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
” كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكرًا لله عز وجل ، بل كان كلامه كُلُّهُ في ذكر الله وما والاه ، وكان أمرُهُ ونهيهُ وتشريعُه للأمة ذِكرًا منه لله ، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته ، وأحكامه وأفعاله ، ووعده ووعيده ، ذِكرًا منه له ، وثناؤه عليه بآلائه ، وتمجيده وحمده ، وتسبيحه ذكرًا منه له ، وسؤاله ودعاؤه إياه ، ورغبته ورهبته ذكرًا منه له ، وسكوته وصمته ذكرًا منه له بقلبه .. فكان ذاكرًا لله في كل أحيانه ، وعلى جميع أحواله ، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه ، قائمًا وقاعدًا ، وعلى جنبه ، وفي مشيه وركوبه ومسيره ، ونزوله وظعنه وإقامته “.
- قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :
” ذكر الله تعالى وملازمته ، لا يكون إلا من مؤمن ، ممتلئ قلبه بمحبة الله وتعظيمه ”.
- قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
” أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ؛ لأن ذكر القلب يُثمرُ المعرفة ، ويهيج المحبة ، ويُثيرُ الحياء ، ويبعثُ على المخافة ، ويدعو إلى المراقبة ، ويردع عن التقصير في الطاعات ، والتهاون في المعاصي والسيئات ، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئًا من ذلك الإثمار ، وإن أثمر شيئًا منها فثمرته ضعيفة “.
- قال العلامة السعدي رحمه الله :
” الذكر لله تعالى ، يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، ويكون بهما ، وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله “.