لغة الضاد

دلالات لغوية

دلالات لغوية :

– الدين لغة واصطلاحًا :

الأديان : جمع دين ، والدين في اللغة بمعنى : الطاعة والانقياد .

والدين في الاصطلاح العام : ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة .

وفي الاصطلاح الإسلامي : التسليم لله تعالى والانقياد له .

والدين هو ملة الإسلام وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح عليهما السلام إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى : ” إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ “. (آل عمران : 19)

وبعد أن جاء الإسلام فلا يقبل الله من الناس دينًا غيره ، قال الله تعالى : ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ “. (آل عمران : 85)

وقال تعالى : ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “. (المائدة : 3)

الدين في اللغة : مشتق من الفعل الثلاثي : ( دان ) ، وهو تارة يتعدى بنفسه ، وتارة باللام ، وتارة بالباء ، ويختلف المعنى باختلاف ما يتعدى به ، فإذا تعدى بنفسه يكون ( دانه ) بمعنى ملكه ، وساسه ، وقهره وحاسبه ، وجازاه .
وإذا تعدى باللام يكون ( دان له ) بمعنى خضع له ، وأطاعه .
وإذا تعدى بالباء يكون ( دان به ) بمعنى اتخذه دينًا ومذهبًا واعتاده ، وتخلق به ، واعتقده .

وهذه المعاني اللغوية للدين موجودة في ( الدين ) في المعنى الاصطلاحي كما سيتبين ؛ لأن الدين يقهر أتباعه ويسوسهم وفق تعاليمه وشرائعه ، كما يتضمن خضوع العابد للمعبود وذلته له ، والعابد يفعل ذلك بدوافع نفسية ، ويلتزم به دون إكراه أو إجبار .

الدين في الاصطلاح : اختلف في تعريف الدين اصطلاحًا اختلافًا واسعًا ؛ حيث عَرَّفه كل إنسان حسب مشربه ، وما يرى أنه من أهم مميزات الدين .

فمنهم من عرفه بأنه ( الشرع الإلهي المتلقَّى عن طريق الوحي ) وهذا تعريف أكثر المسلمين .

ويُلاحظ على هذا التعريف قَصرُهُ الدين على الدين السماوي فقط ، مع أن الصحيح أن كل ما يتخذه الناس ويتعبدون له يصح أن يسمى دينًا ، سواء كان صحيحًا ، أو باطلًا ، بدليل قوله عز وجل : ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

– الإسلام لغة وشرعًا :

الإسلام لغة : هو الانقياد والخضوع والذل ؛ يقال : أسلم واستسلم ؛ أي : انقاد . (لسان العرب)

ومنه قول الله تعالى : ” فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ” (الصافات : 103) ؛ أي : فلما استسلما لأمر الله وانقادا له .

ويعني الإسلام بالمصطلح الإسلامي : الدين السماوي الذي نزل على النبي محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ، معلوم الفروع والأصول والأركان ، ونزل لكلّ الناس والأقوام والحضارات فلا يستثني أحدًا ، وقد جاء في القرآن الكريم : ” إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَامُ ” ؛ بمعنى أنه لا يُقبَلُ من أحدٍ جاء بعد الإسلام دينٌ غيره ، والإسلام شرعًا معناه : أن يؤدي الإنسان العبادات التي أمره الله بها ، وأن يتّصف بالأخلاق الحميدة والمعاملة الطيبة مع الناس .

ندعوكم لقراءة : فوائد في اللغة

– القرآن لغة واصطلاحًا :

اختلف العلماء في المعنى اللغويّ للقرآن الكريم على أقوال :

منهم من قال إنَّ القرآن اسم عَلَمٍ غير مُشتقٍّ من جذرٍ لغوي وغير مهموزٍ ( أي قران ) ، وهو بذلك اسمٌ اختصَّ الله تعالى به الكتاب الذي نزل على النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- كما في أسماء الكتب الأخرى التّوراة والإنجيل ، وهذا القول مُنتقلٌ عن الشافعيّ وغيره .

ومن العلماء من ذهب إلى القول إنَّ القرآن اسمٌ مشتقٌّ من القرائن ؛ لأنَّ الآيات يُصَدِّق بعضها بعضًا ، ويُشابه بعضه بعضًا كالقرينات ، أي المُتشابهات ، وهذا قول الفرَّاء .

قيل إنَّه لفظٌ مهموز ( أي قرآن ) ، وهو مشتقٌّ من قَرَأ ومصدرٌ له ، وهذا ما ذهب إليه اللحيانيّ وغيره .

ذهب الزَجَّاج وغيره إلى القول بأنَّ القرآن وصفٌ مشتقٌّ من القَرْءِ أي الجمع ، ومثال ذلك : قرأت الماء في الحوض ؛ أي جمعته فيه ، وسُمِّي القرآن بذلك لأنَّه جمع السّور بعضها إلى بعضٍ ، أو لأنَّه جمع ثمرات وفوائد الكتب السَماويَّة التي نزلت قبله كما قال الرّاغب .

والقرآن الكريم اصطلاحًا :
يُعرَّف القرآن الكريم في الاصطلاح الشرعيّ بأنَّه كلام الله تعالى المُعجَز ، المُوحَى به إلى النّبي محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة المَلك جبريل عليه السّلام ، المنقول بالتّواتر ، المَكتوب بين دفَّتَي المُصحف ، المتعبَّد بتلاوته ، المَبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النّاس .

– الدلالة اللغوية لمعنى ( الإنزال ) :

قال الله تعالى :

” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ “. (القدر : 1)

(‏ النزول ‏)‏ في الأصل : هو هبوط من علو‏ ،‏ يقال : نزل ينزل نزولًا‏ ومنزلًا : بمعنى حلَّ‏ يَحُلُّ‌‏ حلولًا‏ ؛‏ والمنْزَل ، بفتح الميم والزاي : النزول‏ بالمكان ، والحلول‏ فيه ، و‌‏نزل‌‏ عن دابته : هبط من عليها ‏.

ونزل في مكان كذا : حطَّ رحله فيه ،‏ والنزيل : الضيف .‏.‏ ويقال‏ : أنزله‌‏ غيره : أضافه ، أو هبط به‏ ؛‏ واستنزاله : نزله تنزيلًا ، والتنزيل : القرآن الكريم ،‏ وهو‏ الإنزال المفرق ، و‌‏التنزل‏ : النزول في مهلة‏ ، و‌‏النُّزُل : ما يهيأ للنزيل‏ ، وما يعد ‏للنازل‏ من المكان ،‏ والفراش ،‏ والزاد ، و‌‏النَّزَل‏ بفتحتين ‏، والمنزل : الدار .

ويقال استُنْزِل فلان ‏، بضم التاء وكسر الزاي : حُطَّ عن مرتبته ، ‏والمنْزَل‏ ، بضم الميم وفتح الزاي‏ : الإنزال ، قال تعالى : ” وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ” (المؤمنون : 29) ، و‏ ( ‏إنزال ‏) الله‏ تعالى‏ نعمه ونقمه على الخلق : إعطاؤهم إياها‏ ، وقوله سبحانه : ” وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ” (النجم : 13) ، قال المفسرون : إن ” نَزْلَةً‏ ” هنا تعني : مرة أخرى‏ .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى