حلاوة القرآن

حلاوة القرآن :

قال الله تعالى في كتابه العزيز : ” الٓمٓ * ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ “. (البقرة : 1-2)

وقال عز وجل : ” إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا “. (الإسراء : 9)

فالقرآن كتاب هداية ، وشفاء لما في الصدور وحماية ، وفيه النجاة من النار ووقاية ، ودليلنا إلى الجنة ورعاية .
ورغم ذلك كله ، فإن له لحلاوة تبلغ بنا الغاية .

” فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ “. (المزمل : 20)

– ” واللهِ ، إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلَى عليه “.
كما قال الوليد بن المغيرة ، الكافر المعاند ، والذي مات على الكفر .

– قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى- :

” تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرآن ، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق “.

– قال الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- :

” من حلاوة ما ذقته من القرآن ؛ أريد أن أنقل هذه الحلاوة للناس “.

– قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :

” ينبغي لحامل القرآن أن يُعرَف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مُفطرون ، وبحزنه إذا الناس فرِحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يُخَلِّطون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون “.

– تدبر قول الملك عز وجل :

” إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا “. (الأنفال : 70)

وعد ربّاني ..

على قدر صلاح النوايا ؛ تأتي العطايا ، من رب البرايا .

– وأنت تقرأ القرآن ..
ابحث عن نفسك .

– بعد كل آية من القرآن ، وبعد كل ربع تقرؤه ، وبعد كل جزء تتلوه ..
ستجد ما يقصدك ويعنيك ..
ستجد ما ينفعك ويحتويك ..
ستجد دواءً يشفيك ..
وسعادة تكسر همّ ماضيك .

– وأنت تقرأ القرآن ..
ستجد آيات في إثر آيات ؛ تتحدث عن معجزات ، وقصص من زمنٍ فات ، وآيات بر بالآباء والأمهات .

– وأنت تقرأ القرآن ..
سترى الجنة رأي العين ، وكذلك النار ..
وستعرف قدرة العزيز الغفار ..
فهو الرحيم الرحمن ، وهو الجبار .

ندعوكم لقراءة : دقة القرآن الكريم

قال رجلٌ حكيم ، ليس بمقصر :
خذها من مقصر :
على قدر إقبالك على القرآن ؛ تأتيك الفتوحات ، وتحل عليك البركات ، وتتنزل عليك الرحمات ، حتى تجد في صدرك الطمأنينة والراحة ، وتزول منه الاضطرابات والأوهام ..
وكلما أكثرت منه ؛ زادت عليك الخيرات ، وكلما أسرعت في البداية به ؛ رأيت الهبات .

هذه أسرار ملازمة القرآن ؛ فالزمها .

– من أروع ما قرأت عن روعة القرآن : ” انبعاث صوت القارئ بالقرآن بين أمواج الليل الساكن قصة تنحني لها النفوس “.

– هل أتاكم نبأ قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، واستماع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لقراءته ، ثم قال له : ” لقد أُوتيت مزمارًا من مزامير آل داود “. (متفق عليه)

– وصوت النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الأصوات ؛ فعن البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون ، فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه . (متفق عليه)

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به “. (متفق عليه)
معنى ” أذن الله ” : أي استمع ، وهو إشارة إلى الرضا والقبول .

– وقال حكيم : ” من تـدبر القــرآن طالبـًـا الهدى منه ؛ تبيـن له طريق الـحق “.

– ” لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ؛ فإنه هو الذي يورث المحبة والشوق ، والخوف والرجاء ، والإنابة والتوكل ، والرضا والتفويض ، والشكر والصبر ، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله “.

– وأنصتوا إلى القائل الذي تهتز روحه حبًّا وطربًا : ” كلما قرأت القرآن شعرت أنّ روحي تهتز داخل جسمي “.

قال وما أجمل قوله وتشبيهه : ” إنّ مثل القرآن والعلم كمثل سائق سيارة يمشي بها في السهل الواسع يرى القمر أمامه مطلًا عليه من فوق الجبل فيسرع ليدرك القمر والقمر مكانه “.

” القرآن هو جنة ، ورفعة ، وهداية ، وهو سبيل إسعاد ودرب أمان “.

* من حلاوة كلمة الشعراوي ، أكررها هنا مرة أخرى : “من حلاوة ما ذقته فى القرآن ، أريد أن أنقل هذه الحلاوة إلى الناس “.

* القرآن إذا خَيَّم سكون الليل يكون عالمًا آخر .

Exit mobile version