حديثٌ وراوٍ 2

حديث وراو :

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :

” الصلوات الخمس ، والجمعة إلي الجمعة ، ورمضان إلي رمضان ، مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر “. (رواه مسـلـم)

أما الراوي فهو سيد الحُفَّاظ أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه وأرضاه :

– هو الإمام ، الفقيه ، المجتهد ، الحافظ ، المقرئ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المجاهد ، العابد ، الزاهد ، الدوسي ، اليماني ، سيد الحفاظ الأثبات .

– وقال ابن إسحاق : حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال : كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن ، وإنما كنيت بأبي هريرة ، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي ، فقيل لي : ما هذه ؟ قلت : هرة . قيل : فأنت أبو هريرة .

قال ابن عبد البر : غلبت عليه كنيته ، فهو كمن لا اسم له غيرها .

– أسلم أبو هريرة رضي الله عنه وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثمان وعشرين سنة في نفر من قومه من قبيلة دوس اليمانية ، وقدموا المدينة وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فلحق أبو هريرة بالنبي صلى الله عليه وسلم وقدم عليه وهو في خيبر أول سنة سبع من الهجرة ، قال ابن عبد البر : أسلم أبو هريرة عام خيبر ، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

– قال أبو هريرة : نشأت يتيمًا ، وهاجرت مسكينًا .

– روى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق :

يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا .. عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نجت

– حفظ الحديث حتى أصبح أكثر الصحابة روايةً ، التفّ حوله العديد من الصحابة والتابعين من طلبة الحديث النبوي الذين قدّر البخاري عددهم بأنهم جاوزوا الثمانمائة ممن رووا عن أبي هريرة ، كما يُعد أبو هريرة واحدًا من أعلام قُرَّاء الحجاز ، حيث تلقّى القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعرضه على أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه ، وأخذ عنه عبد الرحمن بن هرمز .

– تولى أبو هريرة ولاية البحرين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، كما تولى إمارة المدينة من سنة 40 هـ حتى سنة 41 هـ .

وبعدها لزم المدينة المنورة يُعلِّم الناس الحديث النبوي ، ويُفتيهم في أمور دينهم ، حتى وفاته سنة 59 هـ .

– رضي الله عن أبي هريرة وأرضاه .

اقرأ أيضًا : حديث وراو 1

– هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري ، من أبرز علماء الحديث عند المسلمين مع البخاري رحمهما الله تعالى .

– وُلِد في نيسابور عام 206 هـ ، ونشأ في بيت علم وفضل .

– أقبل منذ نعومة أظفاره على سماع الحديث وحفظه ، وكان أول سماع له عام 218 هـ وعمره آنذاك اثنتا عشرة سنة !

– أخذ العلم أولًا عن علماء بلده ، وكانت له رحلة واسعة في طلب الحديث طاف خلالها البلاد الإسلامية عدة مرات ؛ فرحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج والسماع من أئمة الحديث وكبار العلماء حيث زار مكة والمدينة ، ورحل إلى العراق ، فدخل البصرة وبغداد والكوفة ، ورحل إلى الشام ومصر والري ، فمكث قرابة خمسة عشر عامًا في طلب الحديث ، التقى خلالها بعدد كبير من أهل العلم ، وجمع أكثر من ثلاثمائة ألف حديث !

– أثنى عليه علماء عصره ومن بعدهم ، واعترفوا له بإمامته وبالتقدم والإتقان في علم الحديث .

– ومن أقوال العلماء فيه :

قال فيه شيخه محمد بن عبد الوهّاب الفراء : « كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم ».

وقال ابن الصلاح : « رفعه الله تبارك وتعالى إلى مناط النجوم ، وصار إمامًا حجّة ، يبدأ ذكره ويُعاد في علم الحديث وغيره من العلوم ».

وقال أحمد بن سلمة : « رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يُقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما ».

وقال النووي : « هو أحد أعلام أئمة هذا الشأن ، وكبار المبرزين فيه ، وأهل الحفظ والإتقان ، والرحالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان ، والاعتراف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان ».

وغير ذلك كثير .

– توفي الإمام مسلم بن الحجاج في نيسابورعشية يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب عام 261 هـ عن عمر يناهز الخامسة والخمسين .

– ترك العديد من المؤلفات أغلبها في علوم الحديث ، وصلنا بعضها ولا يزال بعضها مفقودًا ، ومن أهم مؤلفاته المطبوعة :

كتاب الصحيح .

التمييز .

– رحم الله الإمام مسلم بن الحجاج رحمة واسعة .

Exit mobile version