حادثة شق صدر رسول الله ﷺ الأولى :
( ٨ ) الحلقه الثامنة من سيرة الحبيب ﷺ :
هيا بنا نصلِّ على النبي { صلى الله عليه وسلم }.
كانت حليمة السعدية مرضعة الحبيب صلى الله عليه وسلم حزينة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتركها ويعود لأمه ، وستغادر البركة والخير بيتها ، فاستأذنت أمه أن يبقى معها الرسول صلى الله عليه وسلم وأقنعتها بأن في مكة من الأوبئة والأمراض ما هو خطر على محمد .
فوافقت أمه أن تتركه معها ، ففرحت فرحًا شديدًا هي وزوجها .
ومرت الأيام والشهور ، وذات يوم خرج النبي صلى الله عليه وسلم هو والغلمان ليلعبوا .
فلما خرجوا حدث شئ مخيف يا ترى ما الذي حدث ؟!!!
حدثت حادثة من أغرب القصص ..
حادثة شق صدر رسول الله ﷺ ..
ماذا ؟
من الذي شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!!!!!!!
أتاه جبريل عليه السلام وشق صدره وأخرج قلبه .. نعم ، أخرج قلبه ، واستخرج منه ” عَلَقَة ” وقال : ” هذا حَظُّ الشيطانِ مِنك ” ، ثم غسله في طَست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده في مكانه مرة أخرى .
فلما رأي الأولاد هذا الموقف ظنوا أنه قُتل وذهبوا لمرضعته ، وقالوا محمد مات ، ففزعت حليمة فزعًا شديدًا وأعادته لأمه لأنها خافت عليه .
ولقد ظلت العلامة في صدره الشريف إلى أن مات صلى الله عليه وسلم .
نعم ! لم يكن كباقي البشر ، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هيأه الله بأن يكون قلبه نقيًا بلا أضغان ولا أحقاد .
وكانت هذه الحادثة من تهيئة الله عز وجل لنبي هذا الزمان صلى الله عليه وسلم لتنبئ من حول محمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس شخصًا عاديًا ، وذلك بأدلة محسوسة لمن حوله .
كما أن قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليس كأي قلب ؛ قال تعالى : ” لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ” ، لأجل ذلك اختاره ربنا بعناية شديدة ؛ ليتحمل قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ما سيحدث من الأحداث الجسيمة خلال دعوته فاستلزم ذلك أن يكون قلبه قويًا لا تشوبه شائبة بعد هذه الحادثة الخطيرة.
لماذا لم يمت ؟؟!
حقا إنها معجزة والله على كل شيء قدير .