من عبق التاريخ

ثبات عروة

ثبات عروة :

” وايم الله ، لئن أخذت لقد أبقيت ، ولئن أبليت طالما عافيت “.

كان هذا شعار ثبات عروة بن الزبير بن العوام ؛ ولم لا وهو ابن حواري رسول الله ﷺ ؛ الزبير بن العوام ابن صفية عمة رسول الله ﷺ ، وزوج أسماء ذات النطاقين بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين .

  • قال ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : قال محمد بن عبيد : لم يترك عروة بن الزبير بن العوام ، وِردَه في الليلة التي قُطعت فيها رجله ، وتمثل بأبيات معن بن أوس :

لعمري ما أهويتُ كفي لريبــــــة … ولا حمَلتْني نحوَ فاحشة رِجلـــــي

ولا قادني سمعي ولا بصري لهـا … ولا دلَّني رأيي عليها ولا عقلـــــــي

وأعلم أني لم تُصِبْني مصيبــــةٌ  … من الدهر إلا قد أصابتْ فتًى قبلي

  • وفي حلية الأولياء لأبي نعيم :

عن مسلمة بن محارب ، قال : قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة ، فدخل محمد بن عروة دار الدواب فضربته دابة فخر فحُمِل ميتًا .
ووقعت في رجل عروة الأكلة ولم يدع تلك الليلة ورده ، فقال له الوليد : اقطعها ، قال لا ، فترقت إلى ساقه ، فقال له الوليد : اقطعها وإلا أفسدت عليك جسدك ، فقُطِعت بالمنشار وهو شيخ كبير ، فلم يمسكه أحد !!
وقال : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا .

وقال عبدالله بن محمد بن عبيد ، يقول : لم يترك عروة بن الزبير ورده إلا في الليلة التي قُطعت فيها رجله .

وقال مسلمة بن محارب : لما شخص عروة من عند الوليد إلى المدينة أتته قريش والأنصار يعزونه في ابنه ورجله فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله : يا أبا عبدالله قد صنع الله بك خيرًا والله ما بك حاجة إلى المشي ، فقال : ما أحسن ما صنع الله إلي ، وهب سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء ثم أخذ واحدًا وأبقى ستة ، وأخذ عضوًا وأبقى لي خمسًا ؛ يدين ورجلًا وسمعًا وبصرًا .

وعن الزهري ، قال : وقعت في رجل عروة الأكلة قال : فصعدت في ساقه ؛ فبعث الوليد إليه الأطباء فقالوا : ليس لها دواء إلا القطع قال فقطعت فما تضور وجهه .

ندعوكم لقراءة : وبشر الصابرين

وعن هشام بن عروة قال : قال أبي : إذا رأى أحدكم شيئًا من زينة الدنيا وزهرتها فليأت أهله وليأمرهم بالصلاة وليصطبر عليها ، قال : قال الله تعالى لنبيه ﷺ :
” وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ “. (سورة طه : 131)

قال عبد الواحد مولى عروة :
شهدت عروة بن الزبير قطع رجله من المفصل وهو صائم .

وعن ابن شوذب ، قال : كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به ليله ؛ قال : فما تركه إلا ليلة قطع رجله ، قال : ثم عاود حزبه من الليلة المقبلة ، قال : كان وقعت في رجله الأكلة ، قال : فنشرها .

وقال هشام بن عروة : خرج أبي إلى الوليد بن عبد الملك فوقع في رجله الأكلة ، فقال له الوليد : يا أبا عبد الله أرى لك قطعها ، قال : فقطع وإنه لصائم فما تضور وجهه ، قال : ودخل ابن له أكبر ولده إصطبل الدواب فرفسته دابة فقتلته ، فما سمع من أبي في ذلك شيء حتى قدم المدينة ، فقال : اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدًا وأبقيت ثلاثة فلك الحمد ، وكان لي بنون أربعة فأخذت واحدًا وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ، وايم الله لئن أخذت لقد أبقيت ، ولئن أبليت طالما عافيت .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى