حكايات عصرية

المسلم والمؤمن

المسلم والمؤمن :

يحكي الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ، فيقول :

لما كنت في سان فرانسيسكو ، سألني أحد المستشرقين : هل كل ما في قرآنكم صحيح ؟!

فأجبت : بالتأكيد ، نعم .

فسألني : لماذا إذًا جعل للكافرين عليكم سبيلًا ، رغم قوله تعالى : ” وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ” ؟

فأجبته : لأننا مسلمون ولسنا مؤمنين !!

– فما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟

رد الشيخ الشعراوي : المسلمون اليوم يؤدون جميع شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان … إلخ من العبادات ، ولكن هم في شقاءٍ تام !!

شقاء علمي واقتصادي واجتماعي وعسكري … إلخ ، فلماذا هذا الشقاء ؟

جاء في القرآن الكريم : ” قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ “. (الحجرات : 14)

– سألني ، لماذا إذن هم في شقاء ؟

أوضحه القرآن الكريم ؛ لأن المسلمين لم يرتقوا إلى مرحلة المؤمنين ؛ فلنتدبر ما يلي :

• لو كانوا مؤمنين حقًّا ؛ لنصرهم الله ، بدليل قوله تعالى : ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ “. (الروم : 47)

• لو كانوا مؤمنين لأصبحوا أكثر شأنًا بين الأمم والشعوب ، بدليل قوله تعالى : ” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ “. (آل عمران : 139)

• لو كانوا مؤمنين ، لما جعل الله عليهم أي سيطرة من الآخرين ، بدليل قوله تعالى : ” وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا “. (النساء : 141)

• ولو كانوا مؤمنين لما تركهم الله على هذه الحالة المزرية ، بدليل قوله تعالى : ” مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنْتُمْ عَلَيْهِ “. (آل عمران : 179)

• ولو كانوا مؤمنين لكان الله معهم في كل المواقف ، بدليل قوله تعالى : ” وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ “. (الأنفال : 19)

• ولكنهم بقوا في مرحلة المسلمين ولم يرتقوا إلى مرحلة المؤمنين ، قال تعالى : ” وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ”. (الشعراء : 103)

– فمن هم المؤمنون ؟

الجواب من القرآن الكريم هم : ” ٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ ٱلْحَامِدُونَ ٱلسَّائِحُونَ ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ”. (التوبة : 112)

* نلاحظ أنّ الله تعالى ربط موضوع النصر والغلبة والسيطرة ورقي الحال بالمؤمنين وليس بالمسلمين !

اللهم أعد للأمة الإسلامية مجدها وعزها .

ندعوكم لقراءة : واقع مخجل

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى