الحكمة

الحكمة :
يقول الله العليم الحكيم ، في القرآن الكريم :
” يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ الغلا أُولُو الْأَلْبَابِ “. (البقرة : 269)
يؤتي الله تبارك وتعالى الحكمة ؛ وهي السداد في القول والإصابة في العمل من يشاء من عباده ، ومن يُعطَ ذلك فقد أُعطِي خيرًا كثيرًا ، ولا يتذكر ويتعظ بآيات الله إلا أصحاب العقول الكاملة التي تستضيء بنوره ، وتهتدي بهديه ، سبحانه وبحمده .
ويقول الجلال :
« يؤتي الحكمة » أي العلم النافع المؤدي إلى العمل « من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرا » لمصيره إلى السعادة الأبدية.
- أجمل حكمة :
سُئل حكيم : ما هي أجمل حكمـة ؟
قال : لي 70 عامًا أقرأ ، ما وجدت أجمل من هذه :
إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها ، وإن لذة المعصية تذهب ويبقى عقابها .
فــانظر أيهما تختار لنفسك ؟!
- الحِكْمَة لغةً :
الحَكَمَةُ : ما أحاط بحَنَكَي الفرس ، سُمِّيت بذلك ؛ لأنَّها تمنعه من الجري الشَّديد ، وتُذلِّل الدَّابَّة لراكبها ، حتى تمنعها من الجِماح ( من جمح الفرس : إذا ذهب يجري جريًا غالبًا واعتز فارسه وغلبه / لسان العرب ) ، ومنه اشتقاق الحِكْمَة ؛ لأنَّها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل .
وأَحْكَمَ الأَمْرَ : أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم ، ومنعه عن الفساد ، أو منعه من الخروج عمَّا يريد .
( القاموس المحيط ص 1415 ، مختار الصحاح ص 62 ، المعجم الوسيط 19/1 ).
- الحِكْمَة اصطلاحًا :
قال أبو إسماعيل الهروي : { الحِكْمَة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه }.
وقال ابن القيِّم : { الحِكْمَة : فعل ما ينبغي ، على الوجه الذي ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي }.
( مدارج السالكين لابن القيم ).
وقال النَّووي : { الحِكْمَة ، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام ، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى ، المصحوب بنفاذ البصيرة ، وتهذيب النَّفس ، وتحقيق الحقِّ ، والعمل به ، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل ، والحَكِيم من له ذلك }.
( شرح النووي على مسلم ).
- قالوا عن الحكمة :
الحكمة ليست نمطًا واحدًا موحدًا جامدًا من التصرفات ، تُفعَل في كل موضوع بنفس الطريقة ، فتكون حكمةً من حكيم ، وإذا خولفت تصبح طيشًا أو تهوُّرًا أو جهلًا .
الحكمة هي فقط وضع الشيء في موضعه .
قد يبدو لك ذلك الشيء مستغربًا ، كبيرًا أو أكبر ، صغيرًا أو أصغر ، مهمًا أو أهم ، قبل أو بعد ، قد يبدو لك مستغربًا حتى بغضِّ النظر عن تلك التفاصيل ، لكن هذا كله لا يعني ولا يستلزم أنه خلاف الحكمة .
يقول ابن تيمية رحمه الله :
{ الصانع إذا أخذ الخشبة المعوجة ، والحجر الرديء ، واللبنة الناقصة ؛ فوضعها في موضع يليق بها ويناسبها ؛ كان ذلك منه عدلًا واستقامةً وصوابًا ، وهو محمود ، وإن كان في تلك عوج وعيب هي به مذمومة .
ومن أخذ الخبائث ، فجعلها في المحل الذي يليق بها ؛ كان ذلك حكمة وعدلًا .. وإنما السفه والظلم أن يضعها في غير موضعها .
ومن وضع العمامة على الرأس والنعلين في الرجلين ؛ فقد وضع كل شيء موضعه ولم يظلم النعلين إذ هذا محلهما المناسب لهما }.
تواضع عن رفعة ، وازهد عن حكمة ، وأنصف عن قوة ، واعف عن قدرة .
من الإصغاء تأتي الحكمة ، ومن الكلام تأتي الندامة .
الحكمة الحقيقية للأمم هي التجربة .
الجاهل يعتقد نفسه حكيمًا ، أما الحكيم فهو من يعرف بأنه أحمق .
الحكيم لا يحزن من الآلام الماضية ، ولكن يستعين بالحاضر ليتجنب غيرها .