التمر غذاء وشفاء
التمر غذاء وشفاء :
التمر غذاء وشفاء ، بارك شجرته رب السماء ، وأوصى بتناوله سيد الأنبياء ، القائل : ” بيت لا تمر فيه جياعٌ أهله ” ؛ هكذا قال النبي محمد ﷺ لأمنا عائشة رضي الله عنها ، مرتين أو ثلاث مرات !
فالتمر هديٌّ نبويّ ، وطعامٌ مثاليّ ، امتن به الرب العليّ ، على عباده وأحله لهم ، وجعل أكله في بعض المواضع والأحيان عبادة يُتقَرب بها إليه ، فيثيبهم على ما فيه لذتهم وطيب عيشهم .
والتمر ؛ هو تمر النخل الذي ذكره الله في كتابه بأحسن الذكر ، فقال عز من قائل : ” وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ “. (ق : 10)
وقال جل وعلا : ” وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ” (الشعراء : 148) ؛ أي ونخل ثمرها ليِّن لطيف .
وقال تعالى : ” فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ” (الرحمن : 11) ؛ أي فيها الأشجار التي تثمر الفواكه ، وفيها النخل ذات الأوعية التي تتفلق عن القنوان .
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شَبِيهَ ، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلَا وَلَا وَلَا ، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ» ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنه لا يَتَكَلَّمَانِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ .
فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «هِيَ النَّخْلَةُ» ، فَلَمَّا قُمْنَا ، قُلْتُ لِعُمَرَ : يَا أَبَتَاهُ ، واللهِ! لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ ؟
قَالَ : لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا ، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا .
( متفق عليه ).
يا لحب الأب اللبيب ، الذي يحب أن يكون ابنه أفقه منه ، وهو من هو ؛ الفاروق الذي فرَّق الله به بين الحق والباطل ، والذي وافق رأيه ما نزل به القرآن الكريم في آيات .
– فوائد التمر في الصباح :
قد تكون فترة الصباح أفضل فترة لتناول التمر للحصول على فوائد التمر العديدة ، نذكر بعضًا منها :
- فهو مصدر للفيتامينات والمعادن المهمة لوظائف الجسم الحيوية ، ولإمداد الجسم بالطاقة في الصباح.
- مصدر طبيعي للسكريات البسيطة التي ترفع مستويات سكر الدم .
- مصدر مهم للألياف الضرورية لتعزيز عمل الجهاز الهضمي ، وهذا يساعد على شعورك بالارتياح والشعور بالشبع خلال اليوم .
- المساعدة على الاسترخاء والتركيز خلال النشاطات المختلفة خلال اليوم .
– فوائد التمر في رمضان :
إن البدء بتناول التمر فور أذان المغرب وبعد صيام ساعات يومية طويلة له فوائد عديدة لجسمك ، وتكمن مميزات بدء الإفطار بالتَمر في ما يأتي :
- يحوي سكريات طبيعية بسيطة سهلة الهضم والامتصاص ، مثل : الجلوكوز ، والسكروز ، والفركتوز ، التي تعمل على رفع سكر الدم ، وإمداد جسمك بالطاقة بشكل مباشر فور تناولها .
- يهيئ جسمك لاستقبال الوجبات اللاحقة .
- يحميك من التلبكات المعوية .
– فوائد التمر للرشاقة :
- لزيادة الوزن :
قد يكون التمر من أفضل خيارات الأطعمة ضمن قائمة خيارات الحميات الصحية التي تستهدف زيادة الوزن والتي تتطلب مدخولًا عاليًا من السعرات الحرارية .
ويعود ذلك لمحتواه العالي من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية بالإضافة إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن الأساسية ، فكيلوجرام واحد من التمر يمد الجسم بما يقارب 3000 سعرة حرارية . - ولتقليل الوزن :
العديد من حميات تنزيل الوزن تعتمد على إدراج التمر في أنظمتها الغذائية ، حيث وُجد أن انخفاض السكر في الدم يعمل على تحفيز الجوع ، وعند تناول التمر الغني بالسكريات البسيطة يتم تحفيز الشعور بامتلاء المعدة والشبع ، وبالتالي الامتناع عن تناول كميات أكبر من الطعام .
إضافة إلى ذلك يتميز التمر بمحتواه العالي من الألياف ، مما يساعد على امتلاء المعدة وبالتالي الشعور بالشبع .
ووجدت بعض الدراسات التي تربط بين زيادة تناول الأغذية العالية بالألياف وتقليل محيط الخصر ، وبالتالي يمكنك استغلال التَمر وإدخاله ضمن رجيم غذائي صحي محسوب بالسعرات وبالكميات المناسبة لزيادة الإحساس بالشبع ومد الجسم بالطاقة .
– التعبد بأكله :
نتعبد لله ، جلَّ في علاه ، بتناول التمر في بعض الأحيان ؛ كما أوصى الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ومنها :
1- السحور : روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ».
2- الفطر للصائم : روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ .
3- قبل الخروج لصلاة عيد الفطر : روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا .