البنون والأولاد :
قال الله تعالى : « الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ». (الكهف : 46)
وقال عز من قائل : « اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ». (الحديد : 20)
- البنون والأولاد في اللغة :
البنون في اللغة العربية تعني الذكور دون الإناث .
أما الأولاد في اللغة فتعني البنين والبنات .
والاغتباط بالمال والبنين شنشنة معروفة في العرب ، قال الشاعر طرفة بن العبد :
فلو شاء ربي كنت قيس بن عاصم … ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحتُ ذا مالٍ كثيرٍ وطاف بي … بنونٌ كرامٌ سادةٌ لمسود
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
{ وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ؛ لأن في المال جمالًا ونفعا ، وفي البنين قوةً ودفعا ، فصارا زينة الحياة الدنيا ، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين ؛ لأن المعنى : المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم .
وهو رد على عيينة بن حصن وأمثاله لما افتخروا بالغنى والشرف ، فأخبر -تعالى- أن ما كان من زينة الحياة الدنيا فهو غرور يمر ولا يبقى ، كالهشيم حين ذرته الريح ؛ إنما يبقى ما كان من زاد القبر وعدد الآخرة .
وكان يقال : لا تعقد قلبك مع المال ؛ لأنه فيء ذاهب ، ولا مع النساء لأنها اليوم معك وغدًا مع غيرك ، ولا مع السلطان لأنه اليوم لك وغدا لغيرك .
ويكفي في هذا قول الله تعالى : ” إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ” }.
يقول أ.د. عبدالله الدايل الأستاذ بكلية الآداب جامعة الملك سعود :
{ كثيرًا ما يخلط بعضهم بين البنين والأولاد – فيظنُّ أنَّ كلمة (البنين) تشمل الذكور والإناث ، وأنَّ (الأولاد) يُطْلَقُون على الذكور فقط ، وهذا غير صحيح ؛ لأنَّ (البنين) هم الذكور ، ويقابلهم (البنات) ، ومفرد (بنِين) : ابن ، ومفرد (بنات) : بِنْت أو ابنة ؛ جاء في الوسيط : (الابن) : الولد الذّكَر ، وابن الابن وإن نزل وتَكْنِي العرب بابن كذا .. فتقول : ابن الحرب للشجاع ، وابن السبيل : الملازم للأسفار .
والجمع : أبناء ، وبنون .
وكُنِي بابن كذا عن كثير من الحيوان كابن آوى ، وابن عِرْس ، وابن لبون ، وابن مخاض .
والبِنْت : الأنثى من الأولاد ، والجمع بنات .
أما (الْوَلَد) فهو بمعنى مولود ويشمل الذكور والإناث ،
جاء في المصباح : والْوَلَدُ ، بفتحتين : كلُّ ما وَلَدَه شيء ، ويُطلَق على الذَّكَر والأنثى والمثنَّى والمجموع ، وجمعه أولاد .
يتبيَّن أنَّ (البنين) في معناها تختلف عن (الأولاد) ؛ لذلك كان التفضيل للبنين على البنات في القرآن الكريم ، قال تعالى : ” الْمَالُ والبَنُونَ زِيْنَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاْلبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا “. (الكهف : 46)
فالبنون في الآية هم الذكور فحسب .
يتبيَّن أنَّ (البنين) تُطلَق على الذكور فحسب ، أما (الأولاد) فتشمل الذكور والإناث }.