همم وقمم

إمام أهل السنة في زمانه

إمام أهل السنة في زمانه :

نكتب عنه بإيجاز ، بلا أدنى انحياز ، هو عالمٌ كبير قريب من أهل الحجاز ، كم فك من ألغاز ، وكم أحلّ وأجاز ، وإلى قضايا دينه قد انحاز ، وحقق الإنجاز تلو الإنجاز ، فكم نافح وناضل واجتاز ، فيا له من عالم ممتاز .

وُلِدَ الإمام الجليل في مدينة الرياض في الثاني عشر من ذي الحجة سنة 1330هـ .

تُوفي والده في ذي القعدة سنة 1333هـ ، وعمر شيخنا آنذاك ثلاث سنوات .

والدته هي ” هيا بنت عثمان بن عبدالله بن خزيم ” ، وتُوفيت سنة 1356هـ ، والشيخ في الـسادسة والعشرين من عمره .

نشأ يتيمًا في حِجْر أمه ، فقامت الأم برعايته وتربيته على الأخلاق الفاضلة والآداب الحميدة هو وأخويه : إبراهيم بن عبدالرحمن بن سيف -الأخ غير الشقيق لسماحة الشيخ- ومحمد الأخ الشقيق له .

تلقى علومه على مشايخ وعلماء بلده .

تمتع سماحة الشيخ ببصره إلى سنة 1346هـ ، حيث أصابه مرض يُسَمَّى في نجد ( أبا الرغيد ) أدى إلى ضعف بصره ، واستمر المرض معه إلى محرم سنة 1350هـ ؛ حيث ذهب بصرُه بالكلية وعمره تسعة عشر عامًا .

– توحيد المملكة :

كان لتوحيد المملكة العربية السعودية على يديّ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في منتصف عام 1352هـ الأثر الكبير في شخصيته ؛ حيث تركت بصمة في حياته ، حيث كان الشيخ قد بلغ سن الرشد والأهلية حيث كانت سنه في ذلك الوقت 21 عامًا .

– زوجاته :

زوجاته أربع ، هن : فاطمة بنت عبدالله بن سليمان بن سحمان ، اختارها بواسطة أمه والعارفين بها ، وقد تزوجها سنة 1354هـ وعمره 24 عامًا ، ثم طلَّقها سنة 1357هـ ، ولم تلد له ، وهيا بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن عتيق ، تزوَّجها سنة 1357هـ بعد قدومه إلى الدِّلم ، وأنجبت له ولدين وثلاث بنات ، وبقيت معه إلى وفاته ، وطرفة بنت محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ، وهي ابنة عمه ، وقد استمر الزواج ستة أشهر ثم طلَّقها ، ولم تلد له ، ومنيرة بنت عبد الرحمن بن حمد الخضير ، تزوَّجها سنة 1386هـ ، وأنجبت له ولدين وثلاث بنات ، وبقيت معه إلى وفاته .

– أبناؤه :

للشيخ عشرة أبناء ( ماشاء الله تبارك الله ) ؛ أربعة ذكور وست إناث .

وإلى تفاصيل أكثر عن حياة هذا العالم الكبير :

  • المولد :

( 12 ذو الحجة 1330هـ – 22 نوفمبر 1910م ).

  • الوفاة :

( 27 محرم 1420هـ – 13 مايو 1999م ).

  • الوظيفة :

قاض وفقيه سعودي ، ولد في الرياض لأسرة علم ، وتلقى علومه من مشايخ وعلماء بلدته ، شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية منذ عام 1413هـ الموافق 1992م حتى وفاته ، بالإضافة لرئاسة هيئة كبار العلماء السعودية ، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء ، ورأس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي ، وشغل مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لخمس سنوات .

وحصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام سنة 1402هـ الموافق 1982م .

  • مؤلفاته :

بلغت مؤلفات سماحة الشيخ أكثر من أربعين كتابًا ، شملت على العديد من علوم الشريعة من فقه وعقيدة وفتوى وفكر إسلامي ، والعديد من الردود على المذاهب والفرق الدينية والفكرية التي نشأت سابقًا وحديثًا ، هذا عدا عشرات الرسائل الصغيرة .

  • إجلال العلماء له :

يُعد شيخنا الفاضل أحد كبار علماء السنة في عصره ، وحظى بإكبار وإجلال كل علماء عصره في أرجاء العالم الإسلامي ، أما علماء السلفية فيعتبرونه إمام عصرهم ؛ فهذا محمد ناصر الدين الألباني يقول : « هو مجدد هذا القرن » ، ويقول عبدالرزاق عفيفي : « هو طراز غير علماء هذا الزمان ، هو من بقايا العلماء الأولين القدامى في علمه وأخلاقه ونشاطه » ، ويقول محمد السبيل : « هو إمام أهل السنة في زمانه ».

  • المُحَدِّث الفقيه :

كانت له عناية بالعقيدة والفقه والحديث ، وكان على إطلاع بالرجال ويحفظ ألوفًا منهم ، ويكثر المطالعة في تهذيب التهذيب ويكاد يكون يحفظه عن ظهر قلب .

وكان حافظ العصر في علم الحديث مستحضرًا أحاديث الكتب الستة ، ومسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .

قال ابن عثيمين عنه : كان رحمه الله من أعلم الناس بالحديث والتوحيد والفقه .

وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي : نَبَغ في كثير من علوم الشريعة ، وخاصة الحديث متنًا وسندًا .


إنه إمام أهل السنة في زمانه العالم الكبير : عبد العزيز بن عبد الرحمن بن باز .

عليه سحائب الرحمات .

ندعوكم لقراءة : فقيه مصر وإمامها

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى