من عبق التاريخ

أولاد أبي لهب

أولاد أبي لهب :

الولد يشمل الذكر والأنثى .

قال الله تعالى :
” يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ “. (النساء : 11)

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله : الولد يقع على الذكر والأنثى .

أما الابن فإنه خاص بالذكور ، ومقابله لفظ البنت فلا يُطلَق إلا على الأنثى .

وعلى هذا نتكلم هنا عن أولاد أبي لهب من الذكور والإناث جميعًا .

فقد أسلَمَ من أولاد أبي لهب خمسة : دُرّة ، وخالدة ، وعَزّة ؛ فهن بذلك من الصحابيات رضي الله عنهن ، وعُتبة ، ومَعتَب ؛ وهما بذلك من الصحابة رضي الله عنهما .

وكانوا يقرؤون : ” تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ “!!

‏لا مُجاملة في الولاء ، ولا مُحاباة في الشرك !

وقد ذكر أصحاب السير أولاد أبى لهب ؛ وهم : عتبة ، وعتيبة ، ومعتب ، ودرة ، وخالدة وعزة .

وقد أسلموا جميعًا بعد فتح مكة ما عدا عتيبة الذي قتله الأسد بالزرقا كافرًا .

وجاء في سبل الهدى والرشاد للصالحي : ذكر إسلام عتبة ومعتب ولدي أبي لهب رضي الله عنهما ، روى ابن سعد عن ابن عباس عن أبيه رضي الله عنهما قال : لما قدم رسول الله ﷺ مكة في الفتح قال لي : أين ابنا أخيك عتبة ومعتب ابنا أبي لهب ؛ لا أراهما؟ قلت : تنحيا فيمن تنحى من مشركي قريش ، قال : ائتني بهما فركبت إليهما بعرنة فأتيت بهما ، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا .

وهما ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، وأصيبت عين معتب يومئذ .

  • أبو لهب :

ورد ذكر أبي لهب في القرآن الكريم في سورة المسد :

قال الله تعالى : ” تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ “. (المسد :1-5)

أبو لهب هو :
عَبْدُ العُزَّى بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ القُرَشِيُّ المعروف بكنية أبي لهب ، وهو عم النبي محمد ﷺ .

وهو الأخ غير الشقيق لعبدالله بن عبد المطلب والد النبي محمد ﷺ .

الاسم المشهور له هو أبو لهب ، لقبه إياه أبوه عبد المطلب ؛ لوسامته وإشراق وجهه .

ندعوكم لقراءة : أعمام النبي ﷺ

  • رقية وأم كلثوم :

هما ابنتا الحبيب المصطفى ﷺ ، وكانت هناك علاقة نسب ومصاهرة بين رسول الله ﷺ وعمه أبي لهب ؛ فمن ناحية النسب فهو عمه ، ومن ناحية المصاهرة فكانت رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله ﷺ عند عتبة وعتيبة في الجاهلية ، وعند عثمان بن عفان رضي الله عنه في الإسلام ؛ ولذلك لُقِّب بــ ذي النورين .

قال الواقدي :
كانت رقية بنت رسول الله ﷺ قبل عثمان بن عفان عند عتبة بن أبي لهب ، وأم كلثوم عند عتيبة بن أبي لهب ، زوجهما رسول الله ﷺ إياهما في الجاهلية ، فطلقاهما جميعًا ؛ وكان سبب طلاقيهما أن قريشًا قالوا فيما بينهم قد كفيتم محمدًا أمر بناته فتفرغ لما ترون ، فتعالوا نمشي إلى أصهاره حتى يطلقوا بناته ، فمشوا إليهم ، فقال أبو العاص بن الربيع : ما يسرني بها امرأة من قريش فكان النبي ﷺ يقول : أحمد صهر أبي العاص .

وأما عتبة فقال : أطلقها على أن تزوجوني ابنة أبان بن سعيد وإن شئتم تركتها أيِّمًا ولا ذات بعل ، فزوجوها إياه .

وأما عتيبة فإنه طلقها وأتى رسول الله ﷺ وكان يريد الخروج إلى الشام فقال : اللهم سلِّط عليه كلبًا من كلابك فنزلوا حوران فطرقهم الأسد فتخطى إلى عتيبة من بين أصحابه فقتله .

وإن أمهما أم جميل بنت حرب ابن أمية لما أنزل الله عز وجل ( تبت يدا أبي لهب ) قالت هي وأبو لهب لعتبة وعتيبة وجهنا من وجهكما حرام إن لم تطلقاهما فطلقاهما ، فتزوجهما جميعًا عثمان بن عفان رضي الله عنه ؛ تزوج رقية فماتت عنده ثم تزوج بعدها أم كلثوم .

قال أهل التاريخ : كان سبب تزوج عثمان رقية رضي الله عنهما أنه غضب لرسول الله ﷺ من فعل أبي لهب ، فخطب إلى رسول الله ﷺ فزوجها إياه ، فجزعت لذلك قريش جزعًا شديدًا ، فولدت له عبدالله بن عثمان فاكتنى به عثمان فكانت له كنيتان أبو عبدالله وأبو عمرو ، وماتت رقية في السنة الثانية من الهجرة وتزوج عثمان أم كلثوم سنة ثلاثة من الهجرة .

وفي رواية محمد بن إسحاق أن قريشًا مشوا إلى عتبة بن أبي لهب وقالوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت فقال إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص طلقتها ففارق رقية ولم يكن عدو الله دخل بها وأخرجها الله مزيدة كرامة لها وهوانًا له ، وخلف عليها عثمان بن عفان رضي الله عنه .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى