ديننا الإسلام

أهلًا رمضان

( أهلًا رمضان )

شهرٌ أُنزل فيه القرآن ( هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ).
مع انتهاء شهر شعبان ، ننتظر بشغف هلال رمضان ؛ شهر الصيام والقرآن ، شهر الرحمة والغفران ، شهر العتق من النيران ، بإذن الله الرحيم الرحمن .

( أهلًا رمضان )

لله در الشاعر القائل :

دنا رمضـانُ فادنوا يا رفاقي … إلى الخيـراتِ نبــدأُ بالسبـاقِ

نشمـرُ نحـــوَ غـايتِنـا بصـدقٍ … ولهفــةِ مستضيفٍ باشتيـاقِ

نَحـِنُّ إليـك يـا رمضــانُ حبًّا … لتسقيَنا الهـدى حلوَ المــذاقِ

لنقــرأَ آيَ ربـي فـي خشــوعٍ … فيغسـلُ ذنبَنــا دمـعُ المآقي

بنـا شـوقٌ إلى صــومٍ وليــلٍ … يفـكُّ قيـامُـهُ طـوقَ الخِنــاقِ

إلى الرحماتِ والغفرانِ نرنو … إلى عفو الكريم إلى العتاقِ

( أهلًا رمضان )

قال الله تعالى :
” شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍۢ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ “. [البقرة : 185]

قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } أي : الصوم المفروض عليكم ، هو شهر رمضان ، الشهر العظيم ، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم ، وهو القرآن الكريم ، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية ، وتبيين الحق بأوضح بيان ، والفرقان بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، وأهل السعادة وأهل الشقاوة .. فحقيق بشهر ، هذا فضله ، وهذا إحسان الله عليكم فيه ، أن يكون موسمًا للعباد مفروضًا فيه الصيام .. فلما قرره ، وبين فضيلته ، وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر .. ولما كان النسخ للتخيير ، بين الصيام والفداء خاصة ، أعاد الرخصة للمريض والمسافر ، لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة فقال { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير ، ويسهلها أشد تسهيل ، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله .. وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله ، سهَّله تسهيلًا آخر ، إما بإسقاطه ، أو تخفيفه بأنواع التخفيفات .. وهذه جملة لا يمكن تفصيلها ، لأن تفاصيلها ، جميع الشرعيات ، ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات .. { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } وهذا -والله أعلم- لئلا يتوهم متوهم ، أن صيام رمضان ، يحصل المقصود منه ببعضه ، دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته ، ويشكر الله تعالى عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده ، وبالتكبير عند انقضائه ، ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد .

( أهلًا رمضان )

قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ” يمدح الله تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور ، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه ، وكما اختصه بذلك ، قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء “.

قال الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عمران أبو العوام ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن واثلة يعني ابن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأُنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ».

وقد رُوِيَ من حديث جابر بن عبد الله وفيه : أن الزبور أنزل لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان ، والإنجيل لثماني عشرة ، والباقي كما تقدم . [رواه ابن مردويه]

أما الصحف والتوراة والزبور والإنجيل فنزل كل منها على النبي الذي أُنزل عليه جملة واحدة ، وأما القرآن فإنما نزل جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، وكان ذلك في شهر رمضان ، في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ) [القدر : 1] ، وقال : ( إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) [الدخان : 3] ، ثم نزل بعدُ مُفرَقًا بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هكذا رُوِيَ من غير وجه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما .

( أهلًا رمضان )

– كلمات ومعان :

( شَهْر ) مأخوذ من الشهرة ، يقال : شهر الشيء يشهر شهرة وشهرًا إذا ظهر بحيث لا يتعذر علمه على أحد ، ومنه يقال : شهرتُ السيف إذا سللته .. قال بعضهم : وسُمِّى الهلال شهرًا لشهرته وبيانه ، وبه سُمِّى الشهر شهرًا .

( رَمَضَان ) اسم لهذا الشهر الذي فرض علينا صيامه ، وهو مأخوذ -كما قال القرطبي- من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش . والرمضاء : شدة الحر ، ومنه الحديث : ” صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال ” -أي صلاة الضحى- ، قيل : إن العرب لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمى بذلك .
وقيل إنما سمى رمضان لأنه يرمض الذنوب ، أي : يحرقها بالأعمال الصالحة .

( القرآن ) هو كلام الله المعجز المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المُتَعَبَّد بتلاوته .

والمراد بإنزال القرآن في شهر رمضان ابتداء إنزاله فيه ، وكان ذلك في ليلة القدر .
بدليل قوله تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ) أي بدأنا إنزال القرآن في هذه الليلة المباركة ، إذ من المعروف أن القرآن استمر نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من ثلاث وعشرين سنة .

( أهلًا رمضان )

– الهلال :

  • عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له ». [رواه البخاري ومسلم]
  • عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين ، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه ، فليصم ذلك اليوم ». [رواه البخاري ومسلم]

– تُصَفَّد الشياطين :

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ». [رواه مسلم]
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ، ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة ، فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة ». (رواه الترمذي وصححه الألباني).
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ». [رواه النسائي وصححه الألباني]

( أهلًا رمضان )

ندعوكم لقراءة : رمضانيات 1

– مكفرات :

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر ». [رواه البخاري ومسلم]

– رمضان والغفران :

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ». [رواه البخاري ومسلم]
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ». [رواه البخاري ومسلم]

– شفقة النبي على أصحابه :

  • عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” صلى في المسجد ذات ليلة في رمضان فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله فلما أصبح قال : « قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرَض عليكم »”. [رواه البخاري ومسلم]

( أهلًا رمضان )

– باب الريان :

  • عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة بابًا يُقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل معهم أحد غيرهم ، يُقال : أين الصائمون ؟ فيدخلون منه ، فإذا دخل آخرهم ، أُغلق فلم يدخل منه أحد ». [رواه البخاري ومسلم]

– أجود الناس :

  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة “. [رواه البخاري ومسلم]

– ربنا يجزي به :

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث يومئذ ولا يصخب ، فإن سابَّه أحد أو قاتله ، فليقل : إني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ». [رواه البخاري ومسلم]

( أهلًا رمضان )

– السحور :

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « تسحَّروا فإن في السحور بركة ». [رواه البخاري ومسلم]
  • عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحَر ». [رواه مسلم]
  • عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : ” تسحَّرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة ، قلت : ” كم كان بين الأذان والسحور ؟ ” ، قال : « قدر خمسين آية »”. [متفق عليه]

– مؤذنان :

  • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ” كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن بلالًا يؤذِّن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم » ، قال : ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا “. [رواه البخاري ومسلم]

– أطعمه الله وسقاه :

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمَّ صومه ؛ فإنما أطعمه الله وسقاه ». [رواه البخاري ومسلم]

– الصيام في السفر :

  • عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلًا قد اجتمع الناس عليه ، وقد ظلل عليه ، فقال : « ما له؟ » قالوا : رجل صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر أن تصوموا في السفر »”. [رواه البخاري ومسلم]
  • عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال : ” يا رسول الله ، أجد بي قوةً على الصيام في السفر ، فهل عليَّ جناح ؟” ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هي رخصة من الله ، فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحبَّ أن يصوم فلا جناح عليه ». [رواه البخاري ومسلم]

( أهلًا رمضان )

– ذهب المفطرون بالأجر :

  • عن أنس رضي الله عنه قال : ” كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، قال : فنزلنا منزلًا في يوم حارٍّ ، أكثرنا ظلًا صاحب الكساء ، ومنا من يتقي الشمس بيده ، قال : فسقط الصُوَّام ، وقام المفطرون فضربوا الأبنيةَ وسقوا الرِّكاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ذهب المفطرون اليوم بالأجر »”. [رواه البخاري ومسلم]

– يصوم عنه وليّه :

  • عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من مات وعليه صيام صام عنه وليّه ». [رواه البخاري ومسلم]

– ليلة القدر :

  • عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : « التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ». [رواه البخاري ، ورواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما]
  • عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” قلت : يا رسول الله ، أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها ؟” ، قال : « قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ». [رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني]

– زكاة الفطر :

  • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ” فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس ، صاعًا من تمر ، أو صاعًا من شعير ، على كل حر أو عبد ، ذكر أو أنثى ، من المسلمين “. [رواه البخاري ومسلم]

– صيام الدهر :

  • عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر ». [رواه مسلم]
  • عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاث من كل شهر ، ورمضان إلى رمضان ، هذا صيام الدهر كله ». [رواه مسلم]

( أهلًا رمضان )

كل عام وانتم إلى الله أقرب .

ودمتم في طاعة ، على مدار الساعة .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى