هذا خلق الله

أصابع الإنسان

أصابع الإنسان :

أقسم الله جلَّ في علاه بالتين والزيتون ؛ وهما من الثمار المشهورة ، وأقسم بطور سينين ؛ وهو جبل طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام ، وأقسم بالبلد الأمين ” مكة المكرمة ” ، أنه خلق الإنسان في أحسن صورة ، وفي أحسن تعديل ؛ بانتصاب قامته وحسن صورته ، واستجماعه لخواص الكائنات في تركيبه .

قال الله الملك الحق :
« هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ». (لقمان : 11)

أصابع اليد خمسة : الإبهام ، السبابة ، الوسطى ، الخنصر ، البنصر .

وإصبع أو أصبع اليد ( كلاهما صحيح ) هو طرف من جسم الإنسان وجمعه أصابع ، وهو عضو التداول باليد ، وعضو الإحساس ، ويوجد في أيدي البشر والرئيسيات .

وفي المعجم الوسيط :

الإصْبَعُ ، والأُصْبُع : أَحَدُ أطراف الكفّ أو القدم .
والجمع : أصابعُ .. وتطلق الإصبعُ على الأثرِ .
يقال : عليه من الله إصبعٌ حسنةٌ : أثرُ نعمَةٍ .
لفظ ” إصبع ” هو لفظ مؤنَّث ، ولفظ ” إبهام ” على وزن ” إفعال ” ، مثل ” إكرام ” و ” إحضار ” و” إخطار ” ، هو لفظ مذكَّر ، لهذا تؤنَّث الإصبع ، ويذكَّر الإبهام .

وإذا نظرنا بتمعن إلى أصابع اليد ، وجدناها بالترتيب حسب الأهمية : الإبهام وهو بعيد عن الأربعة الآخرين ، وهن السبابة ، الوسطى ، البنصر ، الخنصر ، كلها بجوار بعضها .

ونتعجب عندما نعرف أن الأصابع لا تستطيع صنع الكثير دون إبهامها البعيد !!

جَرِّب أن تكتب أو أن تغلق أزرار ثيابك دون إبهامك ؛ فلن تستطيع .

فتأكّد أنه ليست العبرة بـكثرة الأصحاب حولك إنما العبرة بأكثرهم حبًّا ومنفعة لك حتى وإن كان بعيدًا عنك .

  • الإبهام :

الإبهام ، وما أدراك ما الإبهام ، إنه أصبع قوي هُمَام ، يقوم بكثير من المهام ؛ فيمكنه حمل أي شيء ورفعه .

وإذا لم يكن لدينا إبهام في أصابعنا ، فلا يمكن رفع أي شيء .

ويتم استخدام الإبهام بدلًا من توقيع الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة .

ومن خلال العلاج بالإبر ، يتم توصيل الابهام برئة الجسم . 

كما يمكن جعل نبضات القلب متناسقة عن طريق تدليك الإبهام برفق .

ولو كان الابهام صغيرًا أو رفيعًا أو سميكًا ، يمكن تخمين دماغ الإنسان ، يقال إنه إذا كان الإبهام نحيفًا ، فإن قدرات الإنسان الفكرية مفيدة وإذا تم تطوير الإبهام ، فإن القدرة الفكرية تكون جيدة .

وغير ذلك من المهام الإيجابية .

ويختلف إصبع الإبهام عن الأرقام الأربعة الأخرى من حيث أنه أقصر وأعرض ويحتوي على عقلتين اثنتين فقط .

واكتسب الإبهام اسمه من وصف خصائصه الفيزيائية فيما يتعلق بجيرانه .

وفي المصطلحات الطبية ، تم استخدام كلمة الإبهام لأول مرة قبل القرن الثاني عشر ، ويعتقد أنه جاء من المصطلح الهندو-أوروبي البروتو ، والذي يعني الانتفاخ ؛ أي الإصبع المنتفخ .

وهناك بعض الجدل حول ما إذا كان من الممكن تسمية الإبهام بحق بالإصبع ، ولكن بغض النظر عن التصنيف فإن الاسم مناسب .

  • السبابة :

إصبع المؤشر : الإصبع الذي يتم استخدامه في الإشارة ، وعلى الرغم من أنه الرقم الثاني ( بعد الإبهام ) ، يتم التعرف على السبابة على أنها الإصبع الأول ، وهو ما يفسر سبب استخدام السبابة أيضًا في بعض الأحيان .

وأكرم ما يكون للسبابة أنها تُرفع وتتحرك في التحيات في صلاة المسلمين .

  •  الوسطى :

الرقم الثالث ، له المعنى الأكثر حرفية للجميع ، ويُشار إليها باسم الإصبع الطويلة ، وتقع في وسط اليد .

  • إصبع الخاتم :

يُعرف طبيًا باسم الإصبع الطبي ، أو الإصبع الحلقي .

ومن العجب أن أصل مصطلح الإصبع الدائري يعود إلى القرن الثاني في مصر ويتعلق بالقلب ، فقد اعتقد المصريون أن هناك وريدًا في الإصبع الرابع يُعرف باسم وريد الحبيب مرتبط بالقلب .

وهذه نظرية غير صحيحة على الإطلاق ، ولكن الرومان أصبحوا أيضًا يؤمنون بها بعد سنوات عديدة ، وهي ممارسة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا .

  • الإصبع الوردي :

الرقم الخامس والأصغر من بين الأصابع ، واستخدم الاسكتلنديون الخنصر للإشارة إلى شيء صغير ، كما هو موضح في قاموس أصلاني للغة الاسكتلندية بواسطة جون جاميسون المنشور في عام 1808 .

المصطلح يأتي من اللون الوردي الهولندي ، والذي يعني ” صغير ” ، وكتب جاميسون أن كلمة «to pink» تعني «تقلص العين» ، والصفة الخنصر تطبق على العين عندما تكون صغيرة أو متقلصة .  

ندعوكم لقراءة : وفي أنفسكم أفلا تبصرون

– الهيكل العظمي للأصابع في اليد :

يحتوي الكف على خمس عظام معروفة باسم عظام المشط ، وتحتوي الأيدي البشرية على أربع عشرة عظمة رقمية ، وتحمل اسم الكتائب أو عظام الكتائب : وهي عبارة عن اثنتين في الإبهام وثلاث في كل أصبع ، وهذه الكتائب البعيدة التي تحمل الظفر والكتائب الوسطى ، والكتائب القريبة .

عظام المشط خمس عظام مستطيلة لكل منها جزء عريض يسمي قاعدة وتتجه إلى أعلي ، وجزء مستدير أصغر من القاعدة ويسمى الرأس ويتمفصل بقاعدته مع مقابله من عظام رسغ اليد وبرأسه مع مقابله من السلاميات الأولي .

السلاميات وهي مجموعة عظام أصابع اليد وعددها 14 .

يتصل بكل عظم من عظام المشط أصبع مكون من ثلاث سلاميات ماعدا الإبهام فهو مكون من سلاميتين ، ويتحرك الإبهام حركة واسعة لكي يمكنه مواجهة الأصابع الأخرى ؛ وهذا يمكن الإنسان من استعمال أصابعه في القبض ( التقاط ) الأشياء الكبيرة والتقاط الأشياء الصغيرة .

– تسوية البنان :

قال الله تبارك وتعالى :

” لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ “. (القيامة : 1- 4).

يقسِم رب العزة سبحانه وتعالى بيوم القيامة ، كما يقسم بالنفس المؤمنة التقية ، التي تلوم صاحبها على ترْك الطاعات وفِعْل المعاصي ، فإذا أحسَنَ صاحبها : لامته على عدم الزيادة ، وإذا أساء : لامته على الذنب والتقصير .

هذا هو القسم وأما الشيء الذي يَقسم الله عليه فهو محذوف بَلاغةً ؛ لأنه يُفهَم من الآية التي بعده ، وتقديره : إن الناس سيُبعَثونَ من قبورهم أحياءً بعد الموت .

﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ ؛ يعني أيظنُّ هذا الإنسان الكافر أننا لن نقدر على جَمْع عظامه بعد تفرقها؟! ﴿ بَلَى ﴾ سنجمعها ، و﴿ قَادِرِينَ ﴾ أيضًا ﴿ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ : أي قادرينَ على أن نجعل أصابعه -بعد جَمْعها- خَلْقًا سويًّا كما كانت قبل الموت ؛ ومِن ذلك : تسوية الخطوط الدقيقة التي في الأصابع – وهي ” البصمة ” التي تختلف بين كل إنسان وآخر .

يا خالق الإنسان ، ومُسويَ البنان …
سبحانك .. سبحانك ، ولا يُقال لغيرك : سبحان .

زر الذهاب إلى الأعلى