ديننا الإسلام

أركان الإسلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحًا أركان الإسلام : ” بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًّا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ” (رواه البخاري ومسلم) .

هذه أركان الإسلام التي يقوم عليها ؛ فهي أعمدته الرئيسية التي لايكون المسلم مسلمًا إلا إذا التزم بها ، وجعلها سبيله إلى مرضاة ربه تبارك اسمه وتعالى جده .
والإسلام في حقيقته هو اتباع الرسل عليهم السلام فيما بعثهم الله به من الشرائع في كل زمان ومكان ؛ فهم الطريق لمعرفة مراد الله من عباده ، فكان الإسلام لقوم موسى أن يتبعوا ما جاء به من التوراة ، وكان الإسلام لقوم عيسى اتباع ما أُنزل عليه من الإنجيل ، وكان الإسلام لقوم إبراهيم اتباع ما جاء به من البينات والهدى ، حتى جاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، فأكمل الله به الدين ، ولم يرتض لأحد من البشر أن يتعبده بغير دين الإسلام الذي بَعث به رسوله ، يقول الله عزوجل : ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ ” (آل عمران : 85) ، فجميع الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم مُلزمون باتباع هذا الدين ، الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين .

ديننا الإسلام ؛ وبه نفخر ونعتز ، ومن يبتغِ العزة في غيره -من شرق وغرب- فسيذله الله .

ومن طبيعة هذا الدين (الإسلام) أن يكون دينًا عالميًّا ، صالحًا لكل زمان ومكان ، شموليًّا في منهجه ، متينًا في قواعده ، راسخًا في مبادئه ؛ ومن هنا شبهه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بين أيدينا بالبناء القوي ، والصرح العظيم ، ثم بيّن في الحديث الأركان التي يقوم عليها صرح الإسلام ؛ وياله من صرح ، به أقوم طرح ؛ فهو من عند الملك جل في علاه الذي قال :” إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَامُ ” (آل عمران : 19) .

  • كلمة التوحيد :

” لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ” ، فهي المفتاح لدخول العبد إلى الإسلام ، ويكون به مستحقًّا لرضاء الملك العلام ، ودخول الجنة بسلام .

فإذا آمن العبد بهذه الكلمة ملتزمًا بما تقتضيه من العمل الصالح ، ثبته الله وقت الموت ، وسدد لسانه حتى تكون آخر ما يودع به الدنيا ، و ” من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة ” (صححه الألباني) .

أما شهادة أن محمدًا رسول الله ، فتعني أن تؤمن بأنه مبعوث رحمة للعالمين ، بشيرًا ونذيرًا إلى الخلق كافة ، كما يقول الله سبحانه : ” قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ” (الأعراف : 158) .

ومن مقتضى هذه الشهادة أن تؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان ؛ ولذلك أقسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار ” (رواه مسلم) ، ومن مقتضاها أن تؤمن وتعتقد أن كل من لم يصدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتّبع دينه ، فإنه خاسر في الدنيا والآخرة ، ولا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا ، سواء أكان متبعًا لديانة منسوخة أو محرفة أخرى ، أم كان غير متدين بدين ، فلا نجاة في الآخرة إلا بدين الإسلام ، واتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام .

  • الركن الثاني : إقامة الصلاة المفروضة على العبد :

فالصلاة صلة بين العبد وربه ، ولها مكانة عظيمة في ديننا ؛ إذ هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه بشر ، وفي أشرف الليالي ، ففي ليلة الإسراء في السماء السابعة ، جاء الأمر الإلهي بوجوبها ، فكانت واجبة على المسلم في كل حالاته ، في السلم والحرب ، والصحة والمرض ، ولا تسقط عنه أبدًا إلا بزوال العقل .

وكذلك فإنها العلامة الفارقة بين المسلم والكافر ؛ يدل على ذلك ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ” (رواه مسلم) .

ندعوكم لقراءة : النية في الإسلام

  • وثالث هذه الأركان : إيتاء الزكاة :

وهي عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده ؛ طهرة لنفوسهم من البخل ، ولصحائفهم من الخطايا ، كيف لا ؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ” (التوبة : 103) ، كما أن فيها إحسانًا إلى الخلق ، وتأليفًا بين قلوبهم ، وسدًّا لحاجتهم ، وإعفافًا للناس عن ذل السؤال .

وفي المقابل إذا منع الناس زكاة أموالهم كان ذلك سببًا لمحق البركة من الأرض ، وقد توعد الله سبحانه وتعالى مانعي الزكاة بالعذاب الشديد في الآخرة ، فقال تعالى : ” وَلَا يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ” (آل عمران : 180) .

وقد جاء في صحيح مسلم في شرح قوله تعالى : ” وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ” (التوبة : 34) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت له ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ” ، فكان عقابه من الله بماله الذي بخل به على العباد .

  • الركن الرابع : صيام رمضان :

لصيام هذا الشهر الكريم فضائل عدّة ، فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانًا واحتسابًا بغفران ما مضى من ذنوبه ، وحسبُك من فضله أن أجر صائمه غير محسوب بعدد .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ” (متفق عليه) .

  • أما خامس هذه الأركان : فهو الحج إلى بيت الله الحرام :

وقد فُرض في السنة التاسعة للهجرة ، يقول الله تعالى : ” وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ” (آل عمران : 97) ، وقد جاء في الحديث : ” من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه ” (رواه البخاري ومسلم) .

– وعلى هذه الأركان الخمسة ، قام صرح الإسلام العظيم .

نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لكل ما فيه رضاه ، وأن يصلح أحوالنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى