نوادر وأزاهير..لبعض المشاهير

أئمة وفقهاء 2

أئمة وفقهاء :

  • الشافعي وورقة التوت :

قال الشافعي -رحمه الله- : ” ورقة التوت تدل على الله سبحانه وتعالى !! قالوا : كيف يا إمام ؟

قال تأكلها الدودة فتخرج حريرًا طريًا ، وتأكلها النحلة فتخرجها عسلًا شهيًا ، وتأكلها الشاة فتخرجها لبنًا صفيًا ، وتأكلها الغزالة فتخرجها مسكًا زكيًا ، فالمادة واحدة ، والصفة مختلفة ، فمن الصانع ؟ إنه الله سبحانه وتعالى “.

(عن كتاب ” من وصايا الرسول ” للشيخ طه العفيفي : ج 9 / ص 75)

واللهِ الَلّهُ أعلم منا أن هناك أناسًا عاديين يفقهون أكثر من حاملي شهادات الدكتوراه الذين يشركون مع الله آلهة أخرى ، ومنهم على سبيل المثال ذلكم الأعرابي الذي علم بالفطرة أن لهذا الكون إلهًا خالقًا لطيفًا خبيرًا ، قال الأعرابي : ” البعرة تدل على البعير ، وأثر السير يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ؟ ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير ؟! “.

(عن كتاب ” لطائف الكلام ” لجمال محمود جادالله ، ص 29)

من أقوال الشافعي : ” من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن نظر في الفقه نبل قدره ، ومن تعلم اللغة رق طبعه ، ومن تعلم الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه “.

  • الشافعي والحِلم :

يقول الشافعي -رحمه الله – :

إذا سبني نذلٌ تزايدتُ رفعةً … وما العيب إلا أن أكون مساببُه

ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزةٌ … لمكنتها من كل نذلٍ تحاربُه

ولو أنني أسعى لنفسي وجدتني … كثير التواني للذي أنا طالبُه

ولكنني أسعى لأنفع صاحبي … وعارٌ على الشبعان إن جاع صاحبُه

ويقول عن حلمه مع السفيه :

يخاطبني السفيه بكل قبح  … فأكره أن أكون له مجيبًا

يزيد سفاهة فأزيد حلمـًا … كعودٍ زاده الإحراق طيبًا

وينصحك فيقول لك :

إذا نطق السفيه فلا تجبه  … فخيرٌ من إجابته السكوتُ

فإن كلمته فرجت عنه … وإن خليته كمدًا يموتُ

(عن ” ديوان الشافعي ” ، تحقيق الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي)

  • الشافعي الفقيه :

قالوا : سُئل الشافعي ذات يوم عن ثمانية أمور :

واجب وأوجب ، وعجب وأعجب ، وصعب وأصعب ، وقريب وأقرب ؟

فقال -رحمه الله- :

من واجب الناس أن يتوبوا … لكن ترك الذنوب أوجب

والدهر في صرفه عجيب  … وغفلة الناس عنه أعجب

والصبر في النائبات صعب … لكن فوات الثواب أصعب

وكل ما ترتجي قريب  … والموت من دون ذاك أقرب

  • ابن حنبل والبيضة :

شَبَّه الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- كيفية الخلق بقلعة حصينة ملساء لا فرجة فيها ، ظاهرها كالفضة المذابة ، وباطنها كالذهب الإبريز ، ثم انشقت الجدران ، وخرج من القلعة حيوان سميع بصير !!

قال رحمه الله : ” أفيحدث هذا من ذاك بلا صانع ؟!! “

وهو يعني بالقلعة : البيضة ، وبالحيوان : الفرخ ، وبالفضة : البياض ، وبالذهب : الصفار ، وكيف خُلق منها حيوان ” الكتكوت ” ، يسمع ويبصر ، ويغدو ويروح . (” من وصايا الرسول ” للشيخ طه عبد الله العفيفي ج 1 / ص : 96 – نقلًا من كتاب ” لطائف الكلام ” لجمال محمود جادالله)

  • ابن حنبل ونفسه :

زارَ تلميذٌ لأحمد بن حنبل شيخه ابن حنبل في بيته ، ولما انصرف ووصل إلى بيته ، فإذا الباب يدق وإذا هو بأحمد بن حنبل .

فقال التلميذ : ألم أكن عندك من دقائق ؟

قال ابن حنبل : لقد كان في نيتي أن أزورك اليوم ، ولا أريد أن أُعَوِّد نفسي أن لا أعزم على شيء ولا أفعله !!

  • ابن حنبل والعلم :

قال -رحمه الله- : ” الناس يحتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب ؛ لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين ، والعلم يُحتاج إليه بعدد الأنفاس “. (البحر الرائق لأحمد فريد : ص 34)

  • ابن حنبل وخلق القرآن :

دُعي -رحمه الله- إلى القول بأن القرآن مخلوق ، فرفض ، فحُبس نحوًا من ثمانية وعشرين شهرًا ، وعُذب وناله أذى كثير فيما عرف بفتنة ” خلق القرآن ” .

قال الإمام في هذا الصدد : ” كلمتان نفعني الله بهما في المحنة :

الكلمة الأولى لرجل حُبِس في شرب الخمر ، قال لي : اثبُت ، فإنك تجلد في السُّنَّة ، وأنا جُلدت في الخمر مرارًا وقد صبرت !!

والكلمة الأخرى لأعرابي ، قال لي وأنا مقيد في السلاسل : يا أحمد ، إن يقتلك الحق مُت شهيدًا ، وإن عشت عش حميدًا ؛ فقوي قلبي “.

  • فقيه مصر الليث :

قال الشافعي عن فقيه مصر وإمامها ” الليث بن سعد ” -رحمه الله تعالى- : هو أفقه من مالك ، إلا أن أصحابه لم يقوموا به .

وكان الليث يقول عن نفسه : ليس كل ما في صدري في كتبي ، ولو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب !!

هل تعلم أن أهل مصر كانوا ينتقصون عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حتى نشأ فيهم هذا الإمام الثبت الثقة ، فحدثهم بفضائله ، فكفوا .

وكان يطعم الناس الهرائس بعسل النحل وسمن البقر في فصل الشتاء ، وسويق اللوز بالسكر في فصل الصيف !!

كان دخله ثمانين ألف دينار كل سنة ، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط !! روي أن امرأة جاءت إليه وقالت : إن ابني عليل ويشتهي عسلًا ، فأمر غلامه أن يعطيها مرط عسل ، والمرط مائة وعشرون رطلًا !!

ولما سُئل في ذلك قال : طلبت مني على قدر حاجتها ، وأعطيتها بقدر فضل الله عليّ .. رحمه الله رحمة واسعة .

  • الليث بن سعد والزهري :

ذهب الليث بن سعد والفقيه شهاب الزهري إلى المدينة المنورة ، والتقى به وتلقى عنه ، ثم ناظره ، ووجد فيه عمق الفكر وسعة العلم ، ودقة الفهم ما لم يجد في أحد قط ، فأكبره إكبارًا شديدًا حتى ليمسك له بالركاب !! استنكر أصحاب الليث ما رأوه بأعينهم وقال له أحدهم : أتمسك بركاب الزهري ؟! فقال قولته الشهيرة :

” نعم للعلم .. أما لغير ذلك فلا “.

ندعوكم لقراءة : أئمة وفقهاء 1

  • سفيان الثوري والعشيرة :

من أجمل ما قرأت عن الأقارب قول سفيان -رحمه الله- قال : ” عشيرتك من أحسن عشرتك ، وابن عمِّك من عَمَّك خيره ، وقرابتك من قرب منك نفعه ، وأحب الناس إليك أخفهم ثقلًا عليك “.

  • سفيان والدنانير :

رأى بعض المريدين لسفيان الثوري بعض الدنانير في يده وهو في السوق ، فقال له أحدهم : أمعك دنانير مثلنا يا إمام ؟ ردَّ عليه الفقيه الواعي بقوله : اسكت ! فلولاها لتمندل بنا الملوك !! ( أي جعلونا مثل المناديل التي في أيديهم !! )

  • ابن حزم والأخلاق :

قال ابن حزم الأندلسي : ” صوت الأخلاق : الكلمة الطيبة ، وصورة الأخلاق : الوجه البشوش الهادئ ، وجمال الأخلاق : سعة الصدر ، وحسن الإصغاء ، وطيب العمل “.

فللأخلاق صوت وصورة وجمال ، برأي الإمام ابن حزم !!

  • بكاء الأوزاعي :

دخلت امرأة على امرأة الأوزاعي ، فرأت الحصير الذي يصلي عليه مبتلًا ، فقالت لها : لعل الصبي بال هاهنا !

فقالت امرأة الأوزاعي : هذا أثر دموع الشيخ من بكائه في سجوده ، هكذا يصبح كل يوم !! (البداية والنهاية : ج 10 / ص 120)

  • الأصمعي والرافضة :

قال الأصمعي -رحمه الله- عن الشيعة الروافض :

” كانوا بايعوه ( أي زيد بن علي ) ثم قالوا له : ابرأ من الشيخين ( أي أبي بكر وعمر ) نقاتل معك ، فأبى ، وقال : كانا وزيري جدي فلا أبرأ منهما ، فرفضوه ، وارفضوا عنه ، فسُموا رافضة “. (لسان العرب : 7 / 157)

  • ابن الجوزي والنساء :

ذكر الإمام ابن الجوزي أن شاعرًا غضب من امرأته فأنشد :

إن النساء شياطين خُلقن لنا  … نعوذ بالله من شر الشياطين

فأجابته إحداهن :

إن النساء رياحين خُلقن لكم  … وكلكم يشتهي شمَّ الرياحين

  • النووي واللعب :

هو محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي ، صاحب كتاب ” رياض الصالحين ” الذي يوجد في كل مسجد وكل بيت تقريبًا .

حدث له -وهو صغير- حادثة لطيفة دلت على تميزه واختيار الله له ليكون من العلماء العاملين ، وذلك أنه في سنة نيف وأربعين وستمائة ( وقد كان حينئذ ابن عشر سنين ) مر بقرية ” نوى ” الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي ، وكان من العارفين الزاهدين ، فرأى الصبيان يلعبون ويُكرهون الغلام ( النووي ) على اللعب معهم ، وهو يهرب منهم ويبكي ممسكًا بالقرآن ، وهو يقرأ ويحفظ على تلك الحال أثناء اللعب .. فقال الشيخ ياسين : وقع في قلبي محبته ، فأتيت الذي يُقرئه القرآن ، فوصيته به وقلت له : ” هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم ، وينتفع به الناس ” ، فقال له : أمنجم أنت ؟ فقلت : لا ، وإنما أنطقني الله بذلك ، فذكر ذلك لوالده ، فحرص عليه إلى أن ختم القرآن ، وقد ناهز الحلم .

  • ابن تيمية والعلماء :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن علماء المسلمين :” كل أمة -قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم- فعلماؤها شرارها ، إلا المسلمين ، فإن علماءهم خيارهم ؛ فإنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته ، والمحيون لما مات من سنته ، بهم قام الكتاب ، وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب ، وبه نطقوا “. (” رفع الملام عن الأئمة الأعلام ” لابن تيمية ، تحقيق محمد بكر إسماعيل)

  • عبادته :

قال عنه تلميذه ابن القيم : حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الصبح ثم جلس يذكر الله إلى قريب من منتصف النهار ، ثم التفت إليَّ وقال : هذه غدوتي ، ولو لم أتغد سقطت قوتي !!

وقال لابن القيم مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إحمام نفسي وراحتها ، لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر . (عن كتاب ” الوابل الصيب ” لابن القيم)

  • ابن تيمية والجنة :

قال -رحمه الله- : ” إن في الدنيا جنة من لم يدخلها ، فلن يدخل جنة الآخرة .. قالوا : ما هي ؟ قال : إنها جنة الإيمان “.

وقال : ” ما يصنع أعدائي بي ؟ جنتي وبستاني في صدري ، أنّى رحت فهي معي لا تفارقني .. إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة “.

  • ابن القيم والذكر :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره : مثل الحي والميت “. (البخاري : 6407 – ومسلم : 779)

يعلق ابن القيم -رحمه الله- على هذا الحديث بقوله :

” الذاكر بمنزلة الحي في بيوت الأحياء ، والغافل كالميت في بيوت الأموات ، ولا ريب أن أبدان الغافلين قبور لقلوبهم ، وقلوبهم فيها كالأموات في القبور ” ، كما قيل :

فنسيان ذكر الله موت قلوبهم  … وأجسامهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم … وليس لهم حتى النشور نشور

  • ابن القيم والنفس البشرية :

قال -رحمه الله- : ” في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتوّ عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وحيل أصحاب السبت ، وتمرد الوليد ، وجهل أبي جهل ، وحرص الغراب ، وشره الكلب ، ورعونة الطاووس ، ودناءة الجُعل ، وعقوق الضب ، وحقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وفسق الفأرة ، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، ونوم الضبع “.

ومن أقواله : ” أجمع العارفون بالله على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك ، ويخلي بينك وبينها ، والتوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك “.

(انظر ” لا تحزن ” لعائض القرني)

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى