ربنا الله ﷻ

آمنت بالله

آمنت بالله تعالى ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا .

– عباد فطن :

لله در القائل :

إن لله عبادًا فُطَنَا … طَلَّقُوا الدنيا وخافوا الفِتَنَا

نظروا فيها فلما علموا … أنها ليست لِحَيٍّ وَطَنَا

جعلوها لُجَّةً واتخذوا … صالحَ الأعمالِ فيها سُفُنا

– اليقين والتوكل :

قال عز من قائل :
” وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا “. (الأحزاب : 22)

وقال عز وجل :

” ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ * فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ “. (آل عمران : 173-174)

وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المتوكل على ربه حق توكله ، يقول :
” اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك ، لا إله إلا أنت أن تُضِلَّني ، أنت الحي الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون “. (متفق عليه)

وقال المعلم صلى الله عليه وسلم :
” يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير “. (رواه مسلم)

* قيل : معناه متوكلون ، وقيل : قلوبهم رقيقة .

واعلم يا عبدالله يا مؤمن أن الله جلَّ في علاه‏ يجبُرك بقدرِ يقينك به ، وتوكلك عليه ، وصبرِك وتعلقِ قلبِك بسعةِ فضله ، وثقتِك بمددِه وإن انقطعَت بك كُل السبل ، يجبرُك بقدر ما انتظرتَ على بابِه ، بتكرارِك للدعاء ، ببكائِك بين يديه سرًا وأنتَ القوي المتماسك أمامَ الناس حتى تُضاء عتمتك بضيائه ، ويفيض عليك من رحمته الكبيرة وإحسانه العظيم .

ثق بربك .

– الله واسع حكيم :

يقول الله الملك الحق :
” وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا “.

سعة تُغنيك وأكثر مما تتصور ، تكفيك وأكبر مما تتخيل ، تسع أحلامك وآمالك وتطلعاتك وأمنياتك .

اسأل الله ما تريد وأكثر ، ” رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ “.

لا تَضرّك ظُنون الخَلق وآراؤهم ، أصلح مَا بينك وبَين الله ثم امضِ فَهو بِك أعلم .

– السعيد حقًّا :

‌‏عندما تكون على يقين بأنّ الدَهر يومان : يومٌ لك ، ويومٌ عليك ، وبأنّ الحياة لم ولن تصفو لأحد ..
وبقَدر ما فيها من مسَرّات ، إلّا أنّها لا تخلو من المُكَدِّرات ، فما بين فرَح وترَح ، وبسمة ودمعة ، وعطاء وأخذ ، وشِدّة ورخاء ؛ يكمُن عُمر الإنسان ، والسعيد حقًّا مَن سكن الرِضا قلبه في كل الأحوال .

– تفويض الأمر إليه :

” وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ “.

‌‏ إلى الراجين رحمة ربهم والمتشوقين إلى عطائه ، إلى المنتظرين إحسان الله وفضله ، إلى من فوّض أمره إلى الله وتوكل عليه ..
أجاب الله لكم الدعاء ، وأبعد عنكم البلاء ، ورفع شأنكم في الأرض والسماء .

– إرادته تأتي بالخير :

يقول : طَلبتُ من الله الكثير ومنعه عني ، وكان مَنعُهُ قمَّة عطائه ، فتعلمت أن أطلب ما أريد وأقبل بما يريد ، فدائمًا إرادته تأتي بالخير وإرادتي تسوقني إلى الشر ، ولا زال يأخذ بيدي إلى الخير حيث تيقنت أنه هو الله أرحم الراحمين .

فالحمد لله دائمًا وأبدًا .

( د. مصطفى محمود / رأيت الله ).

ندعوكم لقراءة : الله قريب

– عن الله يحدثنا :

يحدثنا الشيخ عبد اللطيف هاجس ، فيقول :

الله ﷻ ، لا يكونُ خيرٌ في كونه إلا بتقدير منه ، ولا يحصلُ فضلٌ إلا بتيسيره له ، ولا تقع حركةٌ في ملكه إلا بإذنه ، ولا يُبذل معروفٌ إلا من خزائنه ، ولا تحدثُ نعمةٌ إلا بأمره ، ولا يخرجُ أحدٌ من ملكوته .

” وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ “.
فسُبحانه من إله !
‏الله ﷻ ، لا مفرَّ منه إلا إليه ، ولا توكُّل إلا عليه .
ولا حول ولا قوَّةَ إلا به ، ولا حُكم إلا له .
ولا بقاءَ إلا لوجهه ، ولا دوامَ إلا لسلطانه .
ولا حُجَّة إلا لبرهانه ، ولا بقاء إلا لإحسانه .
” كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “.
فسبحان من إله !

‌- الخوف من الله :

كل المخاوف تجلب لك الهموم ، إلا الخوف من الله ؛ فإنه يجلب لك الخير كله ؛ قال تعالى : ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ “.

اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلن .

– استعن بالله :

عن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب -رضي الله تعالى عنهما- قال : كنت خلف النبي ﷺ يومًا ، فقال :
” يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم : أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف “. (أخرجه أحمد والترمذي)

– بسم الله :

” وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا “.

سفينة صُنعت بأمر الله ، وبيد نبي كريم من أولي العزم ؛ ومع ذلك تحتاج إلى بركة هذا الاسم العظيم !

اجعلوا ( بسم الله ) مفتاحًا لكل شؤونكم .

– كن لله ومع الله :

ليس وحيدًا : من كان له أحباب في الله .

وليس مهمومًا : من كان لسانه رطبًا بذكر الله .

وليس حزينًا : من كان قلبه مطمئنًا بما عند الله .

وليس قاسيًا قلبه : من بكت عيناه من الذنوب خوفًا من الله .

كن لله ومع الله ؛ ستجد كل ما تتمناه .

– إن مع العسر يسرا :

‌‌‌‌‌‌‌‏مــهــمـا كانت حاجة الناس إلى الشمس ، فهي تغيب كل يوم دون أن يبكي أحد لفراقها ؛ لأننا نعلم بأنها ستعود ؛ هذه هي الثقة .

أتثقون في عودة الشمس ولا تثقون في قول الله تعالى : ” إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًا “.

حتمًا سيفرجها الله ما دمنا واثقين بوعده .

– الملك يحب العفو :

أكثروا من قول : [ اللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنا ].

فإذا عفا الله عنك ؛ أفلحت ، ونجوت ، وسعدت .

يقول ابن القيم رحمه الله : { إذا كنت تدعُو وضاق عليك الوقت ، وتزاحمت في قلبك حوائجك ، فاجعل كل دُعائك أن يعفو الله عنك ، فإن عفا عنك أتتك حوائجك من دون مسألة }.

[ اللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنا ].

استشعر ما يتضمنه معناها حيث إن العفو هنا :
عفوٌ في الأبدان ، وعفوٌ في الأديان ، وعفوٌ من الديان .

  • فعفو الأبدان : شفاؤك من كل داء .
  • وعفو الأديان : توفيقك في الخير ، والعبادة ، والطاعات ، وكل أعمال الآخرة .
  • وعفو الديان : الصفح والعفو والغفران من الله العَفُوّ الكريم المنان ؛ بمحو الذنب ، والتجاوز عنه ، وترك العقوبة عليه .

اللهم إنك عفوٌ تحب العفوَ فاعفُ عنا .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى