نصير الحق
كان المصريون يستنصرون هذا الإمام العلم ؛ فينصرهم بإذن الله ، ويأتي بحق المظلوم منهم .
كان-رحمه الله- أول إمام للجامع الأزهر الشريف .
كان الشيخ الكبير العلم متواضعًا عفيفًا ، واسع الخلق ، كثير الأدب والحياء ، كريم النفس ، حلو الكلام ، سَخِّر نفسه لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم بنفسه ! وكان -رحمه الله- واسع الصدر ، تعلم على يديه طلاب العلم من شتى بقاع الأرض ؛ يسألونه ويستمعون إليه ويناقشونه دون ضيق منه أو تذمر ، رحب الأفق لا يمل ولا يسأم .
قال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل : { هو العلامة الإمام والقدوة الهمام ، شيخ المالكية شرقًا وغربًا ، قدوة السالكين عجمًا وعربًا }.
انتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته ، وطلبة طلبته ، وكان متواضعًا عفيفًا ، واسع الخلق ، كثير الأدب والحياء ، كريم النفس ، جميل المعاشرة ، حلو الكلام ، كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم ، مهيب المنظر ، دائم الطهارة ، كثير الصمت ، كثير الصيام والقيام ، زاهدًا ، ورعًا ، متقشفًا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته ، وكان لا يصلي الفجر صيفًا ولا شتاءً إلا بالجامع الأزهر ، ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده ، وكذلك مصلحة بيته في منزله .
ويقول عنه من عاشره : ما ضبطنا عليه ساعة هو فيها غافل عن مصالح دينه أو دنياه ، وكان إذا دخل منزله يتعمم بشملة صوف بيضاء ، وكان لا يَملُّ في درسه من سؤال سائل .
لازم القراءة لا سيما بعد شيخه البرهان اللقاني ، وأبي الضياء علي الأجهوري .
وكان يقسم متن خليل في فقه المالكية إلى نصفين ، نصف يقرؤه بعد الظهر عند المنبر كتلاوة القرآن ، ويقرأ نصفه الثاني في اليوم التالي ، وكان له في منزله خلوة يتعبد فيها ، وكانت الهدايا والنذور تأتيه من أقصى بلاد المغرب ، وغيرها من سائر البلاد، فلا يمس منها شيئًا ، بل كان يعطيها لمعارفه والمقربين منه يتصرفون فيها .
أدعوكم لقراءة : فقيه مصر وإمامها
منزلته :
ذاع صيته ، وسَمَت مكانته بين العامة والخاصة على حد سواء ؛ فكان الحكام يقبلون شفاعته ، وكان الطلبة يقبلون على دروسه ، وكان العامة يفدون إليه لينالوا من كرمه وعلمه .
قال عنه الجبرتي : { هو الإمام العلامة والحبر الفهامة ، شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين }.
وقد ذاعت شهرته أيضًا في البلاد الإسلامية حتى بلغت بلاد المغرب وأواسط أفريقيا حتى نيجيريا ، وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن ، وقد مكَّن الشيخ من بلوغ هذه الشهرة انتشار طلابه وكثرتهم في أقطار عديدة ، واشتهاره بالعلم والتقوى .
واشتهر في أقطار الأرض كبلاد المغرب ، والشام ، والحجاز ، والروم ، واليمن ، وكان يعير من كتبه ، ومن خزانة الوقف بيده لكل طالب ، إيثارًا لوجه الله .