مصر في القرآن
ورد ذكر مصر في القرآن الكريم في عدة مواضع :
– منها قول الله تعالى في سورة يوسف : ” وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ “. (يوسف : 21)
– وقوله تعالى : ” فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ “. (يوسف : 99)
– وقوله تعالى : ” وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ “. (الزخرف : 51)
– أما قوله تعالى : ” اهْبِطُواْ مِصْرًا ” (البقرة : 61) ، فقد اختلف العلماء في معناه ، فذهب بعضهم إلى أن المقصود اهبطوا مصرًا من تلك الأمصار ، قال القرطبي : قال مجاهد وغيره : فمن صرفها أراد مصرًا من الأمصار غير معين ، وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله (اهبطوا مصرًا) قال : مصرًا من الأمصار ، ومن أدلتهم أن ظاهر القرآن دل على أن الله أمرهم بدخول القرية وقد كانت إقامتهم بعد فترة التيه ببلاد الشام .
وذهب آخرون إلى أن المقصود بمصر في هذه الآية مصر فرعون وهي مصر الموجودة الآن ، ودليلهم على ذلك ما ورد في القرآن من أن الله أورث بني إسرائيل ديار آل فرعون وآثارهم كما استدلوا بقراءة من قرأ (اهبطوا مصر) بترك التنوين على أنها غير مصروفة ، وقالوا : هي مصر فرعون ، قال القرطبي : قال أشهب : قال لي مالك : هي عندي مصر قريتك مسكن فرعون ، ذكره ابن عطية .
- فاسم مصر مُكرم في القرآن الكريم ؛ فقد ذكرها الملك جل في علاه صراحةً في خمسة مواضع ؛ كما سبق ذكره .
- فيما ذُكرت بالإشارة إليها في أكثر من 30 موضعًا .. وبعض العلماء عدّها 80 موضعًا .
– مصر ذُكرت في القرآن الكريم خمس مرات ؛ وفي الإعادة تأكيدٌ وإفادة ، والآيات هي :
« وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا » (يونس : 87)
« وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ » (يوسف : 21)
« فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ » (يوسف : 99)
« وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ » (الزخرف : 51)
« اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ » (البقرة : 61)
اللهم اجعل مصر أمنًا أمانًا سخاءً رخاءً ، وسائر بلاد المسلمين .
ندعوكم لقراءة : فقيه مصر وإمامها
مصر .. كنانة الله
– قال سعيد بن هلال :
{ إن مصر مصورة في كتب الأوائل وقد مدت إليها سائر المدن يدها تستطعمها ؛ وذلك لأن خيراتها كانت تفيض على تلك البلاد } ..
وقد ذكر سعيد أنها أم البلاد وغوث العباد .
– وقال الجاحظ :
{ إن أهلها يستغنون عن كل بلد حتى لو ضُرب بينها وبين بلاد الدنيا سور ؛ لغني أهلها بما فيها عن سائر بلاد الدنيا } .
– وفي مصر رباط الإسكندرية الذي لا يدري إلا الله تعالى كم سكنه ورابط فيه من العلماء والعباد والزهاد والأبطال والشجعان والأولياء والصالحين العاملين ..
– وهذا الإمام الكبير أبو الزناد الأعرج عبدالرحمن بن هرمز القرشي صاحب أبي هريرة والملازم له ، المتوفى سنة ١١٧ هجرية يقول : { خير سواحلكم رباطًا : الإسكندرية } .
– وقال سفيان بن عيينة الهلالي المحدث المشهور (ت ١٩٨ ) لإمام المصريين أحمد بن صالح : يا مصري ! أين تسكن ؟!
قال : الفسطاط .
قال : أتأتي الإسكندرية ؟
قال : نعم .
قال : { تلك كنانة الله يجعل فيها خير سهامه } .
اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وسوء ..
اللهم جنبها الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .