مستشفيات لها تاريخ في مصر :
1- القصر العيني :
– سُمى هذا الشارع باسم القصر العيني نسبة إلى وجود أحد القصور القديمة الذي يملكه ( العيني باشا ) والذي تم تحويله فيما بعد إلى مستشفى ليكون أقدم مدرسة للطب في مصر.
– فلم يكن يعلم ( العيني باشا ) أو ( أسامة شهاب الدين أحمد عبد الحميد بدر الدين محمود العينى ) أن قصره الذي بناه في هذه المنطقة ، سوف يصبح في يوم من الأيام أشهر وأقدم مدارس الطب في العالم .
– وقبل تحويله لمستشفى فقد شهد القصر استخدامات متعددة عبر العصور ففي البداية تحول إلى سجن حربي في فترة حكم المماليك ، ومستشفى للجنود في عهد الحملة الفرنسية .
ولنتعرف على المزيد عنه فيما يلي ..
- نبدأ بالتعرف على حكاية صاحب القصر ( العينى باشا ) :
– حصل ( أحمد العيني ) على أرض هذا القصر كهدية من الأمير المملوكي ( سليمان المهراني ) أيام ( الظاهر بيبرس ) ، والذي يعتبر أول من شيد هذه المنطقة .. وعندما اكتمل بناء هذا القصر ، دعا صاحبه ( أحمد العيني ) سلطان البلاد السلطان ( خوشقدم ) لافتتاحه وزيارته ، واستجاب السلطان فزار القصر وشاهد النيل ثم منح ( أحمد العيني ) رتبة الإمارة العسكرية .
– وبعد تقلد السلطان ( قايتباي ) الحكم ألقى القبض على العيني باشا واستولى على قصره وبعد أن وعد السلطان بسداد 20 ألف دينار كل شهر أفرج عنه ثم أُعيد القبض عليه ولكنه استطاع الهرب إلى مكة .
– وقد توفى أحمد العيني بالمدينة المنورة ودُفن فى البقيع عام 909هـ ليصبح قصره من أملاك الدولة .. وبسقوط الدولة المملوكية وتحولها إلى ولاية عثمانية ، واستولى بكوات المماليك على القصر وحولوه إلى مكان للنزهة ، وأحيانًا إلى قصر للضيافة أو إلى مكان للحبس الجبري أى يقيم فيه من يُغضب عليه من الأمراء ، وأحيانًا إلى مجلس للوالي نفسه إذا عزله أمراء المماليك .
– وفي عهد الحملة الفرنسية تحول قصر العيني باشا إلى مستشفى عسكري حيث طلب نابليون بونابرت تخصيصه لجنود وضباط الحملة الفرنسية ، وعندما قتل كليبر على يد سليمان الحلبي نقل جثمانه إلى حديقة قصر العيني ودُفن فيها ، ثم نقلوا الجثمان معهم عند جلائهم عن القاهرة ، وأُهمل القصر إلى أن أنشأ محمد علي باشا مدرسة حربية عام 1825م فى هذا القصر ، ثم بدأت مسيرة قصر العيني مع الطب في عهد محمد علي أيضًا ، والذي حوله بعد ذلك إلى مستشفى رأسها ( كلوت بك ).
- تأسيس مدرسة طب القصر العيني :
– كلوت بك هو طبيب فرنسي ويعد مؤسس مستشفى ( قصر العيني ) ، فقد اختاره ( محمد علي ) ليعمل على إدخال التقنية الطبية الأوروبية فى الجيش المصري الذي كان يهتم بإعداده في ذلك الوقت ، وعينه محمد على كبيرًا للجراحين عام 1825م ليكون أول جراح فرنسي في الجيش المصري يساعده عدد من الأطباء والصيادلة.
– وشرع كلوت بك في تأسيس مستشفى عسكري ومدرسة طب تضم كل الفروع الطبية والعلوم الطبيعية واللغات ، واختار منطقة ( أبو زعبل ) في البداية ليقيم فيها هذه المؤسسة.
– وفي عام 1837م انتقلت المدرسة والمستشفى من ( أبو زعبل ) إلى قصر ( العيني باشا ) ، ثم رحل ( كلوت بك ) إلى مرسيليا لظروفه الصحية حتى استدعاه الخديوي ( سعيد باشا ) مرة ثانية لإدارة المدرسة الطبية التي عانت إهمالاً واضحًا بعده ، فتقرر أن يعود ( كلوت بك ) بالفعل مديرًا لمدرسة الطب ومستشفى ( قصر العيني ) عام 1855م ، إلى أن توفى عام 1868م .
– وفي عام 1925م تم ضم مدرسة الطب ومستشفى قصر العيني إلى الجامعة المصرية وعين الدكتور ( ولسن ) مديرًا لها ، وفي عام 1929م عين الدكتور ( علي باشا إبراهيم ) عميداً للكلية والمستشفي ، واستمر رئيسًا لها حتى عام 1940م .
ندعوكم لقراءة : قصور لها تاريخ
2- مستشفى الدمرداش :
– يرجع اسم مستشفي الدمرداش إلى الشيخ ( عبد الرحيم مصطفى الدمرداش باشا ) وكان مستشفى خيريًا يوم أنشأه سنة 1931 ميلادية لسنة 1350 هجرية ، فكانت ثالث كلية طب في مصر ، وبعد إنشاء جامعة عين شمس ضمت إليها كلية الطب سنة 1950م .
– يُعد مستشفي الدمرداش أحد أكبر وأشهر المستشفيات فى مصر ، ويحتل أهميته من وجود كلية طب جامعة عين شمس به ، إضافة إلى علاج عدد ضخم من المرضي .
– ويُعتبر مستشفي الدمرداش من أقدم وأكبر المستشفيات فى مصر ، حيث تبرع لإنشائه عام 1928م ، الشيخ ( عبد الرحيم الدمرداش باشا ) شيخ الطريقة الدمرداشية ، وأُنشئت عام 1931م ، وأُنشئت كلية للطب بداخلها سنة 1947م وكانت ثالث كلية طب في مصر ، وانضمت إلى جامعة عين شمس بعد افتتاحها عام 1950م .
– وعبد الرحيم باشا الذى أسس مستشفى الدمرداش وُلد بمدينة القاهرة عام 1849م ، وكان شيخاً لطريقة صوفية ، ورجل أعمال عصاميًا ، أعلن في أول أغسطس 1928م عن تبرعه لإنشاء مستشفى خيرى مجانى ، و أعلن عن شرط قبول جميع المرضي الفقراء مجانًا دون النظر إلي جنسياتهم أو دياناتهم .. وفى يوم وضع حجر أساس المستشفي حضر رئيس الوزراء آنذاك ( محمد محمود ) ، والكثير من الوزراء وكبار رجال الدولة والأعيان فى حفل ضخم .
3- مستشفي أبو الريش :
– تُعد مستشفى الأطفال ( أبو الريش ) بالسيدة زينب من أكبر المستشفيات الحكومية ٬ التي تقدم الخدمة الطبية المجانية لآلاف المصريين من أسوان إلى الإسكندرية ، وتُعد من أشهر معالم حي السيدة زينب العتيق ٬ لكن ماذا عن أصل تسمية المستشفى بــ( أبو الريش ) ؟ وما علاقته بضريح الشيخ ( محمد السدي ) الشهير ؟
– طبقا لأبحاث إنجليزية فإن ما قبل ثورة 1952م كان أكثر من 50% من أطفال مصر يموتون قبل سن الخامسة بسبب عجز الرعاية الصحية والمستشفيات ٬ وكان المصريون يتجهون إلى الدجل والخرافات في محاولة لإنقاذ أطفالهم .. وكان الطفل الذي يتجاوز هذه السن وينجو ، يقام له احتفال خاص لا يحضره إلا الأطفال ٬ ويلبسونه جلبابًا أبيض ٬ ويضعون على رأسه تاجًا من ريش الأوز الأبيض ٬ ثم يركبونه بالمقلوب على حمار أبيض ٬ ويمسك بزمام الحمار رجل بالغ -هو الوحيد بينهم- ، ويزفون الطفل من عند بيته إلى ضريح ( أبو الريش ) والأطفال يغنون بنغمة واحدة : { يا أبو الريش .. يا أبو الريش .. إنشا الله تعيش .. إنشا الله تعيش } حتى يصلوا إلى الضريح ويدوروا حوله ثم يعودون .
– وقال الروائي مكاوي سعيد في كتابه ( القاهرة وما فيها ) والصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر : { وقد انتشرت هذه العادة وأصبح أهالي المناطق البعيدة يتوجهون إلى أقرب ضريح لهم .. وقد سُمي مستشفى الأطفال بالمنيرة تيمنًا بهذا الاسم ولقرب الضريح منه }.