محمد نبي كريم :
نبينا وحبيبنا ومعلمنا محمد بن عبدالله ، صلى وسلم عليه ربه ومولاه ، ما ودعه ربه وما قلاه ، أعطاه ربه وأرضاه ، وآواه ، وأكرمه واصطفاه ، وشرح صدره ورفع ذكره واجتباه .
هذا الاسم الكريم يشتهر بذكر وشكر كبيرين في المجتمع المصري والعربي والإسلامي ، نسبة إلى سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم .
– معنى اسم محمد :
مُحَمَّد اسم علم مذكر عربي ، جاء على وزن اسم المفعول «مُفَعَّل» المشتقِّ من فِعل «حُمِّدَ» الذي يفيدُ المبالغة في معنى الحَمْد .
ويُعَدّ الاسم من أفضل الأسماء عند المسلمين ؛ وذلك لارتباطه باسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
والتسمي باسمه جعل اسم محمد الأكثر انتشارًا في العالم الإسلامي حبًّا وتعظيمًا له .
– وفي معجم معاني الأسماء :
اسم علم مذكر عربي ، أهمُّ الأسماء عند المسلمين ؛ لأنه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
جاء على صيغة المبالغة من الحمد .
معناه : المحمود الخصال ، المثني عليه ، المشكور ، المرضيُّ الأفعال ، المُفَضَّل .
– الاسم في القرآن :
وقد وردَ اسمه في القرآن الكريم بلفظه أربع مرات منها :
- في سورة آل عمران ، قال تعالى : ” ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ “. (آل عمران : 144)
- وفي سورة الأحزاب ، قال تعالى : ” مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ “. (الأحزاب : 40)
- وفي سورة الفتح ، قال تعالى : ” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ “. (الفتح : 29)
- وفي سورة محمد ، قال تعالى : ” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ “. (محمد : 2)
وعلى اسم محمد (صلى الله عليه وسلم) سَمَّى العرب : محمد ، محمود ، أحمد ، حامد ، حمّاد ، حَميد ، حُميد ، حَمْد .. والمحمدُ : الذي كثرت خصاله المحمودة .
قال الأعشى :
إلَيكَ ، أبَيْتَ اللّعْنَ ، كانَ كَلالُها … إلى المَاجِدِ الفَرْعِ الجَوَادِ المُحَمّد
– مع الحبيب المصطفى :
لله در الشاعر القائل :
بأبي وأمي أنت يا خير الورى … وصلاةُ ربي والسلامُ مُعطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ … بالوحي والقرآن كنتَ مُطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ … وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ … فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ … لا تنتهي أبدًا ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ … بالفعل والأقوال عما يُفتَرَى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ … من دون عِرضك بذلها والمُشتَرَى
ندعوكم لقراءة : صدق محبتنا للنبي
– الصلاة على النبي :
يقول الله تبارك وتعالى :
” إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما “. (الأحزاب : 56)
يقول العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
{ وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ورفعة درجته ، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه ، ورفع ذكره. و « إِنَّ اللَّهَ » تعالى « وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ » عليه ، أي : يثني اللّه عليه بين الملائكة ، وفي الملأ الأعلى ، لمحبته تعالى له ، وتثني عليه الملائكة المقربون ، ويدعون له ويتضرعون .
« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا » اقتداء باللّه وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلًا لإيمانكم ، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم ، ومحبة وإكرامًا ، وزيادة في حسناتكم ، وتكفيرًا من سيئاتكم .
وأفضل هيئات الصلاة عليه ، ما عَلَّمَ به أصحابه :
” اللّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد “.
وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات ، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة }.
وقال سهل بن عبدالله التستري رحمه الله تعالى :
{ الصلاة على النبي ﷺ أفضل العبادات ؛ لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين ، وسائر العبادات ليست كذلك }.
( الجامع لأحكام القرآن القرطبي ).
كالغَيثِ ذِكْرُكَ يا حَبيبي لمْ يَزَلْ … يَسْقي القلوبَ مَحَبَّةً ونَعِيما
يا سَيّدَ الثَّقلينِ حُزْتَ مَكانةً … ومقامَ عِزٍّ في النُّفوسِ عَظِيما
يا مَنْ سَلَكْتُمْ نَهْجهُ وَسَبِيلهُ … صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما
– على خلق عظيم :
قال الله الملك الحق مخاطبًا رسوله ومصطفاه محمدًا صلى الله عليه وسلم بقوله :
” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “. (القلم : 4)
والمعنى برأي العالم الجليل عبد الرحمن السعدي :
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ؛ أي : عاليًا به ، مستعليًا بخلقك الذي مَنَّ الله عليك به ، وحاصل خُلُقه العظيم ، ما فسرته به أم المؤمنين ، ( عائشة رضي الله عنها ) لمن سألها عنه ، فقالت : ” كان خلقه القرآن ” ، وذلك نحو قوله تعالى له : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ، { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } [الآية] ، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق ، ( والآيات ) الحاثات على الخلق العظيم فكان له منها أكملها وأجلها ، وهو في كل خصلة منها ، في الذروة العليا ، فكان صلى الله عليه وسلم سهلًا ليِّنًا ، قريبًا من الناس ، مجيبًا لدعوة من دعاه ، قاضيًا لحاجة من استقضاه ، جابرًا لقلب من سأله ، لا يحرمه ، ولا يرده خائبًا ، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه ، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور ، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم ، بل يشاورهم ويؤامرهم ، وكان يقبل من محسنهم ، ويعفو عن مسيئهم ، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها ، فكان لا يعبس في وجهه ، ولا يغلظ عليه في مقاله ، ولا يطوي عنه بشره ، ولا يمسك عليه فلتات لسانه ، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة ، بل يحسن إلي عشيره غاية الإحسان ، ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم .