محمد الصادق الأمين ﷺ :
( ١٤ ) الحلقة الرابعة عشرة من سيرة الحبيب ﷺ :
هيا بنا أحبابنا الكرام نبدأ حديثنا اليوم بالصلاة والسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .
لما بلغ الرسول ﷺ خمسًا وعشرين عامًا في ريعان شبابه .. صار أجمل مخلوق خلقه الله تعالى .
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في التجارة بعد تعليم عمه أبو طالب له ، وبدأت سمعته تنتشر في قريش وبدأت قريش كلها تتكلم عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن أخلاقه ومهارته في التجارة وأمانته وصدقه ووفائه حتي أنه لُقِّب بين قومه بالصادق الأمين .
وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها جميلة جدًا وثرية جدًا ، وكانت أرملة مات زوجها .
ومعلوم أن أفضل النساء من أضافت إلى جمالها جمال أخلاقها ، و جمال عقلها ، فإذا اجتمع في المرأة جمال الشكل ، وجمال الخُلُق ، وجمال العقل ، فهي امرأة ليست ككل النساء .
وهذه صفات خديجة ، فخديجة ليست كأحد من النساء رضي الله عنها .
ورثت السيدة خديجة رضي الله عنها من زوجها أبي هالة مالًا كثيرًا لأنه كان غنيًا جدًا ، وكانت عائلتها معروفة بالثراء وكانت تعمل بالمضاربة ( بمعنى أنها كانت تستأجر رجلًا يعمل بالتجارة ليقوم بالإشراف على تجارتها ، يبيع ويشتري ثم يأتي لها بالأرباح ، ويأخذ جزء من هذه الأرباح ، فالمال مال خديجة ، والجهد للتاجر الأمين ).
انتشرت أخبار صدق محمد صلى الله عليه وسلم وأمانته حتى وصلت لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، فبدأ يدخل في قلبها شيء من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أنها سألت خادمها ميسرة : ماذا سمعت عن محمد ؟
فقال لها : إنه صادق وأمين ووفيّ وماهر في التجارة .. وأخبرها عن صفاته ﷺ وما تتحدث به قريش عنه .
فقالت : يا ميسرة اذهب إلى محمد واسأله هل يقبل أن يُضارب في أموالي بالأُجرة .
وبالفعل ذهب ميسرة للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا محمد تسألك خديجة بنت خويلد أن تُتاجر في أموالها فهل تقبل ؟
فوافق محمد ﷺ .
طلبت السيدة خديجة من ميسرة أن يرافق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في تجارة لها إلى حدود الشام ، وطلبت منه مراقبته بدقة و متابعة أقواله وأفعاله .
وفعلا سافر ميسرة مع محمد ﷺ ، وكان توفيق الله حليفًا للرسول صلى الله عليه وسلم ، وعاد بالتجارة ، وقد ربح أضعافًا مضاعفةً.
ورجع ميسرة فوجد السيدة خديجة رضي الله عنها في انتظاره بلهفة تسأله : ما فعل محمد يا ميسرة ؟
فكان رد ميسرة بإيجاز ودقة : يا سيدتي لم أر في حياتي مثل هذا قط ، كان يفعل كذا وكذا وكذا ، وحكى لها عن أمانته وصدقه وأخلاقه وعفته ﷺ ، فوقع ذلك في قلب السيدة خديجة .
وفى يوم دخلت على خديجة رضي الله عنها صديقتها نفيسة بنت مُنَبِّه ، وسألتها عن أخبارها ، فأخذت خديجة رضي الله عنها تحكي لها عن محمد صلى الله عليه وسلم .
فأحست نفيسة بالمشاعر الجميلة التي تشعر بها خديجة رضى الله عنها تجاه محمد ﷺ .
فماذا قالت نفيسة لصديقتها ؟
نعرف في الحلقة القادمة إن شاء الله.