مبشرون بالجنة

مبشرون بالجنة :

قال الله تعالى :

” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ “. (فصلت : 30-32)

قال ابن كثير : وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ـ أَيْ : فِي الْجَنَّةِ مِنْ جَمِيعِ مَا تَخْتَارُونَ مِمَّا تَشْتَهِيهِ النُّفُوسُ ، وَتَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ : وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ـ أَيْ : مَهْمَا طَلَبْتُمْ وَجَدْتُمْ ، وَحَضَرَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ، أَيْ كَمَا اخْتَرْتُمْ : نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ـ أَيْ : ضِيَافَةً وَعَطَاءً وَإِنْعَامًا مِنْ غَفُورٍ لِذُنُوبِكُمْ ، رَحِيمٍ بِكُمْ رَءُوفٍ ، حَيْثُ غَفَرَ ، وَسَتَرَ ، وَرَحِمَ ، وَلَطَفَ . اهـ .

– صحابة كرام :

صحابةٌ كرام بُشِّروا بالجنة ، حافظوا على الكتاب والسُّنَّة ، ولم يصدر عنهم كثير خطأ أو هنّة ؛ فكان لهم من النار جُنَّة ، فلله الحمد والمِنَّة .
كُثُرٌ هم المبشرون بالجنة .

” أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة “. (رواه أحمد ، وأصحاب السنن)

آل ياسر ، وعمرو بن الجموح ، وبلال بن رباح ، والحسن والحسين ، وجعفر بن أبي طالب ، والأصيرم عمرو بن ثابت ، وعكاشة بن محصن الأسدي ، وغيرهم ( كما سيأتي بعد ).

– أهل الجنة كُثُر :

يعتقد البعض أن المبشرين بالجنة هم عشرة فقط ، وهذا اعتقاد خاطئ ؛ فالسنة النبوية المطهرة نصت على تبشير آخرين عددهم أكثر من ذلك بكثير ، وشهرة العشرة دون غيرهم يعود إلى الحديث الذي جمعهم كلهم معًا ، وهو المذكور آنفًا .

شارك في غزوة بدر من الصحابة 300 وبضعة عشر رجلًا ، وكان عددهم في الحديبية 1400 ، وقال البعض 1500 ، وهناك أسماء أخرى وردت بنصوص صريحة .

وفي الحديثِ : فَضيلةُ أهلِ بدرٍ وَالحُدَيْبِيَةِ وأنَّهم مَقطوعٌ لهم بالجنَّةِ .

ندعوكم لقراءة : صحابيات مبشرات بالجنة

– على سبيل المثال :

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثير من الصحابة غير العشرة المبشرين بأنهم من أهل الجنة أفرادًا وجماعات .

ومن هؤلاء عبدالله بن مسعود ، وعبدالله بن سلام ، والمرأة السوداء التي كانت تَقُم المسجد ، والأعرابي الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم فرائض الإسلام فقال : والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ” من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ” ، وغيرهم ممن وردت الأحاديث الصحيحة بأنهم من أهل الجنة ، ومنهم :

قال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس رضي الله عنه : ” إنَّكَ لسْتَ من أهلِ النار ، ولكنَّكَ منْ أهلِ الجنة “. (رواه البخاري)

قال صلى الله عليه وسلم لأم حارثة : ” يا أُمَّ حارثَة إنها جِنانٌ في الجنَّة ، وإنَّ ابنَكِ أصاب الفِردَوس الأعْلى “. (رواه البخاري)

وكان يُلَقَّب { أصيرم } : تأخر إسلام عمرو بن ثابت رضي الله عنه إلى يوم أحد فأسلم ، ولم يصل لله صلاة قط ، وأخبر رسول الله أنه من أهل الجنة ، وقال عنه : ” عمل قليلًا وأُجِر كثيرًا “. (رواه البخاري)
وقال عنه : ” إنَّه لمن أهلِ الجنَّة “.

– وختامها مسك :

قال الله الملك الحق : ” وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ “. (البقرة : 25)

وقال عز من قائل : ” وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “. (الزمر : 73-75)

وقال سبحانه : ” مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ “. (محمد : 15)

وقال جل شأنه : ” إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا * أُولـئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلبَسونَ ثِيابًا خُضرًا مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ نِعمَ الثَّوابُ وَحَسُنَت مُرتَفَقًا “. (الكهف : 30-31)

عن أبي موسَى رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ :
” إنَّ للمؤمِن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدةٍ مجوفة طولها في السماء ستون ميلًا ، للمؤمن فيها أهلُون يطوفُ علِيهمْ فلا يَرَى بعضُهم بعضًا “. (متفق عليه)

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال :
” إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ تدخلُ الجَنةَ على صُورةِ القمر ليلةَ البدْرِ ، ثم الذينَ يلونَهُمُ على أشَدِّ نجمِ في السماءِ إضاءةً ، ثم همْ بعَدَ ذلك منازلُ .
لا يتَغَوَّطُونَ ، ولا يبولُونَ ، ولا يمتخِطون ، ولا يبصُقون ، أمشاطُهُم الذهبُ ، ومجامِرُهم الأُلوَّة ، ورشْحُهمُ المِسْكُ ، أخلاقُهم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على طولِ أبيْهم آدمَ ستُون ذِراعًا “.
وفي روايةٍ :
” لا اختلافَ بينَهم ولا تباغِضَ ، قلوبُهُم قلبٌ واحدٌ يسبِّحونَ الله بُكرةً وعشِيًّا ” .. وفي روايةٍ : ” وأزُواجُهُم الحورُ العِين “.

Exit mobile version