من رحيق كلامهم

غزاليات

غزاليات :

– الغزالي هو :

أَبْو حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي الطُوسِيْ النَيْسَابُوْرِيْ الصُوْفِيْ الشَافْعِي الأشْعَرِيْ ، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري ، ( 450 هـ – 505 هـ / 1058م – 1111م ).

كان فقيهًا وأصوليًّا وفيلسوفًا ، وكان صوفيّ الطريقةِ ، شافعيّ الفقهِ إذ لم يكن للشافعية في آخر عصره مثلَه .

وكان على مذهب الأشاعرة في العقيدة ، وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام ، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي الحسن الأشعري ، ( وكانوا الباقلاني والجويني والغزّالي ).

لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته ، أشهرها لقب « حجّة الإسلام ».

– ومن كلامه الطيب اخترنا لكم هذه الأقوال :

** قال عن النفس :

  • النفـس التي ليس لها ضابط تكون كسولة ، خمولة ، تشتهي المعاصي والسوء ، لا تستقر على رأي ، إذا اشتهت شيئًا جـنَّدت له كل طاقة ، وإذا عافت أمرًا نصبت له شراكًا جسورة .. فكن حاكمًا حازمًا في قيادتها تسلم .
  • النفس إذا لم تـُمنع بعض المباحات ؛ طمعت في المحظورات .
  • والنفس إن لم تشتغل بشيء ، شغلت صاحبها .
  • إذا دللت نفسك وأعطيتها كل ما تهـوى ، فسيصعب عليك فـطامها ، عـندها ستشعر بضعتِها وقلة شأنـها ، أما إذا دربتـها على مغالبة الصعاب فستـكون عظيمة ولن تخذلك أبدًا .

الغزالي : رأيت رجلًا بالبادية له من العمر 120 سنة.. فسألته عن هذا النشاط في مثل هذا العمر ؟
فقال : تركت الحسد فبقي الجسد !

  • لو أننا نعلم ما يُقال عنّا في غيابنا ؛ لما ابتسمنا في وجوه الكثير من الناس .
  • قليل من الماء ينقذك وكثير من الماء قد يغرقك !! فتعلم دائمًا أن تكتفي بما تملك .
  • كي تنجح في الحياة تحتاج أمرين : الثقة ، والتجاهل .
  • الغباء نقص ، والتغابي كمال ، والغفلة ضياع ، والتغافل حكمة !
  • الضيقة المجهولة ؟
    لربما هي ذنوب تطلب منك استغفارًا .
  • ﺍﻟﻘُﺮﺁﻥْ : ﺭَﺋﺘﻚْ ﺍﻟﺜَﺎﻟﺜَﺔ ؛ ﺣِﻴﻦَ ﺗَﺨﺘﻨَﻖ ﻣَﻦ ﺩُﺧَﺎﻥ ﺍﻟﺤَﻴﺎﺓّ ﻓﻬﻮ : ﻳﻨﻔﻊ ، ﻳﺸﻔﻊ ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ؛ ﻻ تهجروه .
  • الصلاة : تجعل الانسان أكثر تحكمًا في انفعالاته ، قال تعالى : ” إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا ٱلْمُصَلِّينَ “. (المعارج : 19-22)
  • لا تتألم إذا أنكر أحدهم فضلك عليه ؛ فـأضواء الشوارع تُنسى في النهار !!
  • ما من صلاة واحدة على النبي وآله ﷺ ترتفع للسماء إلا وتهطل بـ عشرة !! فعجبًا لمن يبخل على نفسه .
  • سقطت شجرة فسمع الكل صوت سقوطها ، بينما تنمو غابة كاملة ولا يُسمع لها أي ضجيج !! فالناس لا يلتفتون لتميزك بل لسقوطك !!
  • بعض المنعطفات قاسية ، لكنّها إجبارية لمواصلة الطريق !!
  • تعلموا كيف تهدون النور لمن حولكم وإن كانت خفاياكم حالكة جدًّا .
  • الذي يجلب النحس دائمًا ليس الحظ !!
    إنما الذنوب المتراكمة والتي نسينا معظمها !!
    [ إن المعاصي تزيل النعم ].

الزواج : “أبسط مثال” .. ﻓﻲ صدر الإسلام ﺳَﻬَّﻠﻮا ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺻﻌبًا ، وﻓﻲ ﺯﻣاﻨﻨﺎ هذا ﺻَﻌَّﺒﻮا ﺍﻟﺤﻼﻝ فأصبح ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ سهلًا .

ﺗﻘﺪﻡ ﺷﺎﺏ ﻓﻘﻴﺮ ﻟﺨﻄﺒﺔ ﻓﺘﺎﺓ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﺍ عليه ، ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﺷﺎﺏ ﻏﻨﻲّ ﻭلكنه ﻓﺎﺳﻖ فواﻓﻘﻮﺍ ؛ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﻴﮭديه ﺍلله !!! ﻟِﻤّﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻦ الأﻭﻝ ﺳَﻴﺮﺯقه ﺍلله .. ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﮭﺎﺩﻱّ ﻫﻮ نفسه ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ؟!

  • إذا أردت أن تشعر بالسعادة الحقيقية والتي لا تـنتهي ، فعليك أن تستفتي قلبك قبل كل خطوة تخطوها : هل هذه الخطوة تقربك من الله أو تبعدك عنه ؛ فإن كانت تقربك فافعلها ، وإن كانت تبعدك عنه ولو أشبارًا بسيطة فلا تقربها أبدًا مهما كانت .
  • إذا أحب الله عبدًا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال ، وإذا مـقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيئ الأعمال ؛ ليكون ذلك أوجع في عتابه ، وأشد لمقته .
  • لا تحـب شيئًا لدرجة أن تظـن أنك لن تعيش بـدونه ، فعندما تحصل عليه ستكتشف أنه لم يكن يستحق الجهد المبذول في سبيله .
  • الصبرُ على لسانِ النساءِ ممّا يُمتَحَنُ بهِ الأولياء .
  • ضرر الدين ممن ينصره لا بطريقه ، أكثر من ضرره ممن يطعن فيه .
  • المطلب أنفس وأعز من أن يُدرك بالمُنَى أو يُنَال بالهوينا .
  • لو سكت من لا يدري ، لقلّ الخلاف بين الخَلق .
  • أشد الناس حماقة أقواهم اعتقادًا في فضل نفسه ، وأثبت الناس عقلًا أشدهم اتهامًا لنفسه .
  • اعلم أن حضور القلب سببه الهمة ؛ فإن قلبك تابع لهمتك ، فلا يحضر إلا فيما يهمك .
  • ويلٌ للجاهل حيث لم يتعلم مرة واحدة ، وويلٌ للعالم حيث لم يعمل بما عمل ألف مرة .
  • طلبنا العلم لغير الله ؛ فأبى أن يكون إلا لله .
  • الناس عبيد لما عرفوا ، وأعداء لما جهلوا .
  • الغِيبة، هي الصاعقة المهلكة للطاعات ، ومثل من يغتاب كمن ينصب منجنيقًا ، فهو يرمي به حسناته شرقًا ، وغربًا ، ويمينًا ، وشمالًا !
  • ينبغي أن يُعَلَّم الطفل طاعة والديه ، ومعلمه ، ومؤدبه ، وكل من هو أكبر منه سنًّا ، من قريب وأجنبي ، وأن ينظر إليهم بعين الجلالة والتعظيم .
  • آداب الوالد مع أولاده : يعينهم على بره ولا يكلفهم من البر فوق طاقتهم ، ولا يلح عليهم في وقت ضجرهم ، ولا يمنعهم من طاعة ربه ، ولا يمن عليهم بتربيته .
  • الحرية مع الألم أكرم من العبودية مع السعادة .
  • الكلام الليِّن يُليِّن القلوب التي هي أقسى من الصخور ، والكلام الخشن يخشِّن القلوب التي هي أنعم من الحرير .

– وأخيرًا :

  • قال الإمام الذهبي عن أبي حامد الغزالي رحمهما الله جميعًا :

” الغزالي الشيخ الإمام البحر حجة الإسلام أعجوبة الزمان زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي صاحب التصانيف والذكاء المفرط. تَفَقَّه ببلده أولًا ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة فلازم إمام الحرمين فبرع في الفقه في مدة قريبة ومهر في الكلام والجدل حتى صار عين المناظرين … “. (سير أعلام النبلاء ج9 ص323)

وتجد أبا حامد الغزالي مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية ، يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية ؛ ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي فإنه قال : شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر .

  • وما أحسن ما قاله الشيخ أبو عمر ابن الصلاح -رحمه الله- عنه حيث قال :

” أبو حامد كثر القول فيه ومنه ، فأما هذه الكتب -يعني كتبه المخالفة للحق- فلا يُلتفت إليها ، وأما الرجل فيُسكت عنه ، ويُفَوَّضُ أمره إلى الله “. (انظر كتاب [ أبو حامد الغزالي والتصوف ] لعبد الرحمن دمشقية)

ولا يُنكر المُنْصِف ما بلغه أبو حامد الغزالي من الذكاء المتوقد والعبقرية النادرة .

ندعوكم لقراءة : مع الإمام الشافعي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى