قال الله تعالى عن الرسول ﷺ :
” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا “. (الأحزاب : 45-46)
1- قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر :
– لا تمل من الدفاع عن رسولك ؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم لايمل حتى يشفع لك .
2- لله در القائل :
– كان سيدُنا رسولُ الله ﷺ سراجَ الدنيا وضياءها ، وبهجةَ الأرض وبهاءها ، وعافية الأبدان وشفاءها ، وطب القلوب ودواءها ..
– أحسنَ الناس منظرًا ، وأجملَ الخلقِ مظهرًا ، وأطهرَ البريةِ مَخْبَرًا ..
– وصَفَهُ أصحابُه فجاء الوصف مُبْهِرًا ..
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَ :
سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ -وَكَانَ وَصَّافًا- عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ ﷺ ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ ، فَقَالَ :
” كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَخْمًا مُفَخَّمًا ، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر “. (أخرجه الترمذي في الشمائل)
– هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود ، والمقام المحمود ..
مباركٌ في كل عصر ، معروفٌ في كل مصر ..
مُؤيَد بجبريل ، معصومٌ من التذليل ، مذكورٌ في القرآن والتوراة والإنجيل ..
ومعنىٰ ذلك أنه ﷺ كان عَظِيمَ القَدْرِ مُعظَّمًا فِي الصُّدُور والعيون .
3- فيها رسول الله :
– قيل للقعقاع الأوسي :
قُلْ لنا شيئًا عن الجنة يشوّقنا إليها ..
قال : فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- قال البوصيري :
– مُحَمَّدْ .. سَيّـدٌ طـَابَـت مَنَاقِـبُهُ
مُحَمَّدْ .. صَـاغَه الرّحمَنُ بِالنّعَمِ
مُحَمَّدْ .. صَفوَةُ البَارِي وخِيرَتُهُ
مُحَمَّدْ .. طَاهِرٌ مِن سَائِرِ التُّهَمِ ﷺ .
5- وهذا شاعرٌ مسلم يمدح المصطفي صلى الله عليه وسلم ؛ يقول :
طوبى لِمنْ جعلَ النبيَّ ﷺ إمامَهُ … فغدا الصراطُ المستقيمُ أمامَهُ
يُمسي ويُصبِحُ للنبيِّ مُلازِمًا … والحبُّ يوقِظُ في الفؤادِ مَرامَهُ
مُستَلهِمًا في كلِّ أمرٍ هديَهُ … حتى يُقيمَ حلالَهُ وحرامَهُ
ويقومُ والأشواقُ تسكبُ عطرَها … يُزجي إليهِ صلاتَه وسلامَهُ
6- مع الحسن البصري :
– كان الحسن البصري رحمه الله يصف النبي ﷺ لطلابه ، فوصف شعره وعينيه ويديه ولباسه ، حتى وصل إلى نعله ، وسكت ..
ثم قال بحزن : كان له نعلٌ نعلو بذكره ..
فقال طالب : كيف نعلو بذكر النعل أيها الإمام ؟!
قال الإمام :
نعلٌ لم يؤمر صاحبه بخلعه في السماوات العُلا ليلة المعراج ..
وأُمِرَ موسى بخلعه وهو على الأرض ..
” فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى “.
إذًا هو نعلٌ نعلو بذكره .
7- سؤلي أن أراه : لله در القائل :
يا واهبَ الإنسانِ أسباب الهدى … يا من بحمد العالمين تفرَّدا
لي عند بابك يا إلهي دعوةٌ … فيها رجاء العمر جاء مجسَّدا
أنت الذي ما خاب عندك سائلٌ … أيكون بابكَ دونَ سؤليْ مؤصدا
فبفضلكَ اللهم عشتُ موحدا … أَيُرَدُّ عندكَ من أتاكَ موحدا
سؤلي كذاتكَ واحدٌ فبحقِّها … لو لحظةً دعني أشاهد أحمدا
8- قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
– له ﷺ حوضان عظيمان :
حوضٌ في الدنيا : وهو سنته وما جاء بِه ..
وحوضٌ في الآخرة ..
فالشّاربون من هذا الحوض في الدنيا ، هم الشّاربون من حوضه يوم القيامة .
9- لله در الشاعر القائل :
على البشيرِ إذا صلَّيتَ فالبُشرى … عليكَ ربّي يُصلّي إثرَها عَشرا
وإن كتبتَ قريضًا في فضائلهِ … فانشُرْهُ أنتَ بهذا تُحسِنُ النَّشرا
فكلُّ مَن سيُصلّي حينَ يقرؤهُ … على النبيِّ ستجني مثلَهُ أَجْرا
10- قال مجاهد :
– قال تعالى : ” وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ “. (الشرح : 4)
أي : لا أُذكر إلا ذُكرت معي : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا رسول الله .
11- وقال قتادة :
– رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة ؛ فليس خطيبٌ ، ولا متشهد ، ولاصاحب صلاة ؛ إلا ينادي بها : أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله “.
12- قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
– ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقًا “. (متفق عليه)
13- وقال أيضًا:
– ” ما مسست ديباجًا ولاحريرًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت رائحة قطُّ أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي : أُفٍّ ، ولا قال لشيء فعلته : لِمَ فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله : أفلا فعلت كذا ! “. (متفق عليه)
14- قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
– ” لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ، ولا متفحشًا ، ولا صخَّابًا في الأسواق ، ولايجزي بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح “. (رواه الترمذي)
15- قال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه :
– ” ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا ضحك “. (متفق عليه)
16- قالت عائشة رضي الله عنها :
– ” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا حتى أرى لهواته ( اللحمة التي في أعلى الحنجرة ) ، إنما كان يتبسم “. (رواه البخاري)
17- قال ابن عباس رضي الله عنهما :
– ” بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت بعض نسائه ، إذ وضع رأسه فنام ، فضحك فى منامه ، فلما استيقظ قالت له امرأة من نسائه : لقد ضحكت فى منامك ، فما أضحكك ؟
قال : أعجب من ناس من أمتي يركبون هذا البحر هول العدو ، يجاهدون في سبيل الله ، فذكر لهم خيرًا كثيرًا “. (رواه أحمد)
وفي رواية : ( يركبون هذا البحر كالملوك على الأسِرَّة ).
18- قال العقاد :
– أو كان من الحتم أن يكون محمدٌ صلى الله عليه مثال الآباء ، كما كان مثال الأنبياء ؟
كذلك شاء القدر القادر ، وكذلك رأيناه صلى الله عليه وسلم مثال الأب يوم وُلد له إبراهيم ، ومثال الأب يوم ذهب عنه إبراهيم .
ما يتمنى طفل -لوجاز أن يتمنى الأطفال- أبوة أرحم ولا أذكى من هذه الأبوة في الحالتين ؛ بل مثال الأب حيثما كان له نسل قريب أو بعيد ، وذكر أو أنثى ، وصغير أو كبير .
19- قال الدكتور محمد عمارة :
– شبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كاملَ العقل ، عاليَ الهمة ، صادقًا أمينًا ، شجاعًا ، فاضل الأخلاق ؛ حتى لقد لقبه قومه بالصادق الأمين .
20- ونحن نقول ، وعلى الله القبول :
– اقرأ -يا مسلم- سيرة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فسنته منهج حياة ، فيها النجاة ، بإذن الله ، ولِمَ لا ؟!
وصاحب السُّنَّة هو الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، صلى عليه ربه ومولاه .
نسأل الله- جلَّ في علاه- أن يرزقنا العلم والعمل معًا بسنة الحبيب ، والاقتداء الصحب القريب ، إنه سميعٌ مجيب .
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد في الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين .