سابقوا

سابقوا :
يُقال : سبق فلانٌ فلانًا إذا تقدم عليه ، فالسبق في أصل اللغة المراد به : التقدم على الشيء ، ولا يختلف المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي ، فحقيقته اصطلاحًا هي حقيقته لغةً ، فالسابق هو المتقدم على غيره .
يقول الله العلي العظيم ، في قرآنه الكريم :
” سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ “. (الحديد : 21)
قِيْلَ : المرادُ بالآيةِ السَّبْقُ إلى الجهادِ والجمُعة والجماعاتِ وسائر أعمالِ البرِّ ، وباقي الآيةِ ظاهرٌ .
” أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ “.
- يقول الإمام السعدي رحمه الله :
{ ثم أمر بالمسابقة إلى مغفرة الله ورضوانه وجنته ، وذلك يكون بالسعي بأسباب المغفرة ، من التوبة النصوح ، والاستغفار النافع ، والبعد عن الذنوب ومظانها ، والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح ، والحرص على ما يرضي الله على الدوام ، من الإحسان في عبادة الخالق ، والإحسان إلى الخلق بجميع وجوه النفع ، ولهذا ذكر الله الأعمال الموجبة لذلك ، فقال : وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ، والإيمان بالله ورسله يدخل فيه أصول الدين وفروعها ، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ؛ أي : هذا الذي بيناه لكم ، وذكرنا لكم فيه الطرق الموصلة إلى الجنة ، والطرق الموصلة إلى النار ، وأن فضل الله بالثواب الجزيل والأجر العظيم من أعظم منته على عباده وفضله.
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الذي لا يحصي ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، وفوق ما يثني عليه عباده }.
- سباق الدنيا :
من الحكايات العصرية العجيبة :
في أولمبياد 1976 كان هناك ثمانية متسابقين لنهائي سباق الـ 100 متر .. صاحب الميدالية الذهبية فيهم كان أسرع فقط ( بعُشر من الثانية ) عن آخر المتسابقين الثمانية ( فرق قليل في السرعة لكن فروقات هائلة في النتائج ).
في أحد سباقات الخيل في الولايات المتحدة الأمريكية ، الحصان الفائز بالمركز الأول حصل على مليون دولار ، بينما الحصان في المركز الثاني الذي خسر فقط ( بفارق مسافة الأنف! ).
حصل على 75 ألف دولار فقط ( فارق قليل في المسافة ولكنه كبير جدًّا في النتائج ).
إذا استيقظت مبكرًا ( ساعة واحدة فقط ) قبل الدوام ، وقرأت في مجال تخصصك ستكون حصلت على 7 ساعات في الأسبوع .
بعد فترة قصيرة ، سوف تقف شامخًا مقارنة بزملائك في العمل ويُشار إليك بالبنان ؛ لأنك الخبير بينهم ( إضافة بسيطة ، ولكن فرق كبير في النتائج ).
إذا ذهبت إلى المسجد قبل الأذان بقليل أو مع الأذان فإنك سوف تقرأ على الأقل 10 صفحات من القرآن الكريم .
أحد الأشخاص اعتاد أن يقرأ مع ابنه قصة أو كتاب باللغة الإنجليزية ، عندما كان في المرحلة الابتدائية 15 دقيقة أثناء تحضير وجبة العشاء .. يقول : إن ابنه الآن في المتوسط قادر على قراءة أي كتاب باللغة الإنجليزية دون أي جهد .
نعم إضافة بسيطة من الوقت ولكن فروقات كبيرة في النتائج .
ندعوكم لقراءة : ولينصرن الله من ينصره
- الخلاصة :
مارس قانون الإضافة البسيطة في كل مجالات حياتك .
انظر إلى عملك ..
إلى علاقاتك ..
إلى صحتك ..
إلى أبنائك ..
وفكر ما الذي يمكنني إضافته لأصنع الفارق .
ستجد أن هناك الكثير من الإضافات البسيطة والتي ستصنع فروقات هائلة .
- المسارعة في الخيرات :
يقول الرب الجليل في محكم التنزيل :
” وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ “. (المائدة : 48)
” وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ “. (الأنبياء : 89-90)
” إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ “. (المؤمنون : 57-61)
” ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ “. (فاطر : 32)
” سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ “. (الحديد : 21)
” إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ “. (المطففين : 22-26)